في محاولة إعادة صياغة أحد الأحداث التي هزت العالم مؤخرًا، بعد ظهور تسريبات «أوراق بنما»، عبر موقع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائين، أعدت شبكة «أريج» للصحفيين الاستقصائيين، فيديو تعريفيا، بمصطلح «الأووف شور».
وتتناول الوثائق المسربة من مكتب محاماة «موساك فونسيكا»، المتخصص في تسجيل شركات الأوف شور حول العالم، ومقره بنما، تأسيس شركات عابرة للقارات، في مناطق معفاة ضريبيًا، ولا يمكن إخضاعها للمساءلة القانونية، في منطاق مثل قبرص، وجزر العذراء البريطانية، وهي حيلة يستخدمها سياسيون وحكام ومشاهير، للتهرب من الضرائب، حيث يوكل لمكتب المحاماة مهمة إنشاء شركة وهمية، كستار، بأسماء مستعارة، يختفي خلفها الملاك الأصلون، وتعمل تلك الشركة على استثمار رأس المال، من خلال عدد أخر من الشركات، التي تعمل على تأسيس عدد آخر من الصناديق، التي تستثمر في دول مثل مصر، يمنح القانون إعفاءات أو تخفيضات ضريبية، على سبيل تشجيع الاسثمار الأجنبي.
وركزت أريج في الفيلم على منح زاوية إنسانية، لطبيعة عمل شركات الأووف شور، لتوضيح الأثر المباشر، ليس فقط على الناتج القومي للبلدان، وإنما على ضحايا الجرائم ضد الإنسانية، مثل ضحايا الحرب السورية، وما قال عنه الفيديو من جرائم حرب، قامت بها روسيا، بتفويض من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، الذي ورد اسمه ضمن الوثائق، ضمن 140 شخصية.
وتعد تسريبات بنما حتى الآن، هي أكبر عملية تسريب للبيانات، متفوقة بذلك على وثائق ويكيلكس، وكشف إدوارد سنودون، عن تجسس الإف بي أي، والمخابرات الأمريكية على حلفاء ومواطنين.
وبلغ حجم الـ 11.5 مليون وثيقة، المسربة، 2.6 تيرابايت، كانت في حيازة مكتب المحاماة البنمي، وحصلت على الوثائق صحيفة زويددويتشه تسايتونج الألمانية، والتي شاركتها عبر الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، مع فريق ضم قرابة 370 صحفيًا في أكثر من 70 دولة، عملوا على تنقيحها وتوثيقها ونشرها بداية من أمس الأحد.