وثيقة تاريخية: عبد الناصر يشيد بمواقف الشيخ زايد ودعمه لبناء الجيش المصري

كشفت وثيقة تاريخية عن العلاقة التي ربطت مشاعر القومية العربية، بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والشيخ زايد آل نهيان، إذ أيَّد «ناصر» حلم «زايد» فى اتحاد السبع إمارات معًا لتصبح الإمارات العربية المتحدة، وقدَّم له بعثات من المدرسين والمهندسين والأطباء، والرجل الذى خطَّط البنية التحتية لأبوظبى، ويدعى «عبدالرحمن حسنين مخلوف». وبعد نكسة 1967 وبدء إعادة بناء القوات المسلحة المصرية لخوض معركة التحرير، كان الشيخ زايد وفيا لمصر ودورها، وتحدى بريطانيا واسرائيل، وقدم دعما سريا لمصر. وقال «زايد» فى أكثر من مناسبة: «حين تبدأ الحرب على إسرائيل، سنغلق حنفيات البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبدًا».

الوثيقة التاريخية، كشفت عنها الدكتورة هدى عبد الناصر، ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتتضمن تفاصيل لقاء رسمي جمع والدها بالرئيس الليبى معمر القذافى فى قصر القبة بالقاهرة، بتاريخ 10 يونيو/ حزيران 1970. ويُوثّق محضر اللقاء الرسمي، جانبا من دوائر الحركة والتحالفات العربية وقتها، وطبيعة المشهد فى اليمن الجنوبى، ودعم إمارة «أبوظبى» للقاهرة وجهودها للتخلص من الاحتلال الإسرائيلى، رغم ضغوط الإنجليز وما يملكونه من قواعد عسكرية فى المنطقة (أعلنت الإمارات العربية المتحدة استقلالها في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عام 1971، وذلك بعد الانتهاء من المعاهدات مع بريطانيا العظمى)، وكان معلنا دعم لندن لإسرائيل التى تأسست أصلا بمساندة بريطانية.

تحمل الوثيقة عنوانا عريضا «محضر مباحثات الرئيس جمال عبد الناصر مع العقيد معمر القذافى»، وتتناول عددا من الموضوعات، أبرزها تطورات المشهد فى اليمن الجنوبى، ونتائج زيارة أحد الوزراء الليبيين لـ«عدن»، فضلا عن حديث عبد الناصر عن مواقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبو ظبى، ومبادرته بإرسال أحد أبرز رجاله للقاء المسؤولين المصريين، وإبداء رغبته الجادة فى مساندة مصر وجهودها لإعادة بناء الجيش ومواجهة الاحتلال الإسرائيلى.

وتضمنت الوثيقة إشادة الرئيس جمال عبد الناصر بمواقف الشيخ زايد القومية، كما امتدح موقف حاكم أبوظبى الذى كان يخوض وقتها جولات مطولة من المفاوضات مع حكام الإمارات، ويواجه مناورة الضغوط والألاعيب البريطانية فى المنطقة، بغرض الوصول إلى محطة توحيد السبع إمارات، وإعلانها دولة واحدة.

ويقول عبد الناصر بحسب نص الوثيقة: «والله الشيخ زايد ده راجل كويس، بعت لنا من غير ما نطلب 17 مليون دولار وطلب ألا ننشر».

وتشير الوثيقة، إلى إرسال الشيخ زايد ، رئيس ديوانه الذى التقى وزير الخارجية المصري محمود رياض، وعرض الموفد الإماراتى رفيع المستوى مساندة مصر وجهودها الوطنية والعربية، وذلك قبل أن تكون هناك روابط سياسية فعلية بين القاهرة وأبوظبى، وقبل أن يزور «زايد» مصر بصفة سياسية.

بلغت المساهمة الأولى من إمارة أبو ظبى فى دعم مصر وخطط إعادة بناء قدراتها العسكرية 17 مليون دولار، توازى نحو 10 ملايين برميل نفط وفق متوسط أسعار العام 1970 الذي كان يدور فى حدود 1.7 دولار للبرميل، ( تعادل أكثر من 9 مليارات جنيه وفق متوسط سعر الصرف حاليا)، وتواصلت المساهمات حتى بعد رحيل عبد الناصر فى سبتمبر/ أيلول 1970، وصولا إلى انخراط الإمارات في الحملات العربية لدعم مصر خلال حرب السادس من أكتوبر 1973، وتوظيف سلاح البترول فى ردع المحاولات الغربية للضغط على القاهرة أو التمادى فى نصرة الدول الكبرى لإسرائيل.

وتتضمن الوثيقة الرئاسية، إشارات بالغة الوضوح بشأن المجازفة القوية من الشيخ زايد بمساندة مصر ودعمها ماديا وسياسيا، فى الوقت الذى لم يتخلص فيه الخليج من آثار الحصار والضغوط البريطانية.

 

ويتحدث القذافى فى محضر اللقاء عن انتشار القواعد العسكرية الإنجليزية فى منطقة الخليج. ويرد عبد الناصر بهدوء: «فى كل الخليج فيه قواعد، لكن كله هيمشى 71»، في إشارة ضمنية إلى جهود توحيد الإمارات والتفاهمات السياسية لتخليص المنطقة من تلك الهيمنة واستقلال دولها، وبالفعل تحقق الأمر، وتم إعلان تأسيس الإمارات ديسمبر 1971.

كانت مبادرة الشيخ زايد بالتواصل مع الزعيم العربي جمال عبد الناصر، ثم منحته السخية للموازنة المصرية، تمثل  تحديا عروبيا لدوائر السياسة البريطانية التي كانت حاضرة بقوة على أرض الخليج العربي، وبدرجة أكثر وضوحا فقد شكّل تحرك حاكم أبوظبي تجاه القاهرة فى النصف الأول من عام 1970 انحيازا مباشرا لمصر، وتحديا صريحا لمواقف لندن تجاه القاهرة، التى لم تتخل عن عدائها المُعلن منذ قيام ثورة يوليو/ تموز 1952، ثم الجلاء الاضطرارى عن الأراضى المصرية، ثم العدوان الثلاثي ومساندة إسرائيل الدائمة ضد مصر.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]