خلفت زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأخيرة إلى بغداد وأربيل، تساؤلات عدة حول الدور الذي ترغب فرنسا في الاضطلاع به داخل العراق، خاصة وأن التصريحات التي أطلقها ماكرون خلال الزيارة ربما تزعج قوى إقليمية نافذة في العراق.
والدور الفرنسي في العراق ليس وليد اللحظة، فهو يرجع إلى تاريخ الحرب مع إيران، حيث دعمت باريس حينها بغداد ضد طهران ماليا وعسكريا، ومع بداية الحرب ضد داعش عام 2014 قدمت فرنسا دعما سياسيا وعسكريا وإنسانيا إلى السلطات العراقية.
وتعد فرنسا الشريك الثاني في التحالف الدولي ضد داعش من حيث عدد القوات، حيث تشارك فرنسا في بعثة الناتو في العراق بمئتي عسكري فرنسي لأغراض ميدانية وتدريبية.
الدور الفرنسي
ومن بغداد أكد مدير مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية، الدكتور مناف الموسوي، إن “قمة بغداد” استطاعت أن تجمع الفرقاء المتخاصمين في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الموسوي، أن هدف القمة كان رسم خارطة للعلاقات التي تتحدث عن شراكات اقتصادية سياسية، مؤكدا أن فرنسا لها أكثر مقبولية من جميع الدول الأخرى.
كما أوضح الموسوي، أن وجود فرنسا في العراق مرغوب فيه، لافتا إلى أنه لا يمكن الفصل بين الأهداف الاقتصادية والسياسية، لأن الاستقرار يبدأ من مرحلة تصفير الأزمات.
من يملأ الفراغ الأمريكي؟
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، حسين ريوران، أن هناك فراغًا قد ينشأ بعد الانسحاب الأمريكي من العراق أواخر العام الجاري، مؤكدا أن الشعب العراقي لا يعرف فرنسا بأنها قوة استعمارية.
وأضاف ريوران، أن الكراهية ضد المحتل الأمريكي وصلت إلى مستويات كبيرة، مشيرا إلى أن فرنسا دعمت أيضا صدام حسين بشكل كبير سواء في الحرب أو على الشعب العراقي.
التجنيد الإلزامي
من جانبه، قال المستشار السابق لوزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري، إن إلزامية التجنيد في العراق ليس جديدا، مؤكدا أن هناك بعدا آخر لتأسيس المؤسسة العسكرية والأمنية في العراق.
وأضاف الجبوري، أن أكثر من 70% من الشباب العراقي يتمنى ويعمل على الهجرة من البلاد، موضحا أن العراق من أكبر الدول امتلاكا للثروات.
بينما يرى رئيس منظمة اللوان للحوار والثقافة العامة، حيدر البرزنجي، أنه ليس هناك حاجة لإقرار التجنيد الإلزامي في العراق حتى لا نحمل الميزانية ما لا تحتمل.
وأضاف البرزنجي، لا يجب حكر المفهوم الوطني فقط في التجنيد الإلزامي، ومررنا بتجربة سابقة شكلت الهوية الكبرى، التي تتمثل في الحشد الشعبي، ولا داعي لأن نهلك الميزانية العراقية.
وأكد المشاركون في قمة دول جوار العراق، الأسبوع الماضي، أن احتضان العراق هذا المؤتمر “دليل واضح على اعتماده سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية”.
وقال البيان الختامي لمؤتمر بغداد، إن المشاركين أقروا بأن المنطقة تواجه تحديات تقتضي تعامل دول الإقليم معها على أساس التعاون المشترك، مشيدين بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول إلى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي.
كما اتفق الحضور على ضرورة تعزيز الجهود مع العراق للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري.
