وداعا سيادة الرئيس.. تونس تبكي الباجي

وسط إجراءات أمنية مشددة، تلقي تونس نظرة الوداع على الرئيس الباجي قايد السبسي في رحلته الأخيرة من قصر قرطاج إلى مقبرة الجلاز، في جنازة وطنية كبرى، أمّنها الجيش التونسي بمشاركة عدد من رؤساء الدول، ووفود أجنبية.

وعبرت القوى الشعبية والأحزاب السياسية، عن مشاعر الحزن لفقدان رئيس «كان في مستوى المرحلة وأكبر»، ورحل قبل ساعات معدودة  من لقاء تم الترتيب له ليناقش الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي دستورية التعديلات الانتخابية مع عدد من المختصين.

وقال رئيس الحكومة السابق، الحبيب الصيد، إن الفقيد الراحل الباجي قايد السبسي كان يريد أن يعرف إذا كانت التعديلات في القانون الانتخابي دستورية أو غير دستورية، وكان سيجتمع بمختصين في القانون الدستوري للاستشارة حول هذه التعديلات يوم الخميس إلا أنه تعرض لوعكة صحية استوجبت نقله للمستشفى العسكري، فتم إلغاء  لقائه بالمختصين في القانون الدستوري، ويرحل في نفس اليوم عن 92 عاما.

تم نقل الجثمان صباح أمس الجمعة، من المستشفى العسكري نحو قصر قرطاج على متن عربة إسعاف عسكرية موشحة بالراية الوطنية وبإكليل من الزهور وسط إجراءات أمنية مشددة وتجمهر كبير للمواطنين، الذين ودعوا رئيس الجمهورية على انغام النشيد الوطني مرددين عبارات الترحم على روحه الطاهرة.

 

  • تونس تبكي الباجي، على لسان المتحدثة باسم رئاسة الجمهورية، سعیدة قراش: « صباح الخیر يا رئیسنا حیث ما كنت، عملنا معك لأننا أحببناك ، كنّا نخاف علیك ولا نخاف منك، نخشى عليك ولا نخشاك، يصعب أن نلم شتاتنا ھذا الصباح لنتوجه الى مكاتبنا فتصطدم بالفراغ.. لو كنت تدري يا رئيسنا.. وللشعب الحق في إلقاء نظرة الوداع على رئیسه الذي أحب، ووداعه قبل مواراته التراب».

 

هؤلاء يحضرون جنازة الرئيس الراحل

 سيحضر موكب الجنازة الوطنية، رؤساء وقادة عدد من الدول، من بينهم الرئيس الجزائري عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، وملك إسبانيا فيليب السادس. وكان تأكد في وقت سابق، مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس البرتغالي مارتشيلو ريبلو دي سوزا، كما سيواكب هذه الجنازة، التي ستنطلق من مقر إقامة الرئيس الراحل بقصر قرطاج على الساعة 11 صباحا في اتجاه مقبرة الجلاز بالعاصمة، ممثلون عن المنظمات الدولية والإقليمية وعدد من الشخصيات الوطنية والدولية وأصدقاء تونس، من بينهم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

 

رحيل مع الذكرى 62 لإعلان الجمهورية

وأشارت وسائل الإعلام التونسية، إلى توقيت الذكرى الثانية والستين لإعلان الجمهورية وترجّل الرئيس محمد الباجي قائد السبسي بعد محنة صحية واجهها بقوة وصلابة ومضى راضيا مطمئنا إلى أبديته بعدما صنع مجدا ومسيرة وتاريخا شخصيا لا يضاهى ممتدا على أكثر من نصف قرن.. وكتب لطفي العربي السنوسي: رجل دولة من جيل الآباء المؤسسين ومن بين أهم أعلامها الذين اندفعوا تحت راية الجمهورية وبقيادة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لبناء مؤسسات الدولة الوطنية وما أسماه بورقيبة «بالجهاد الأكبر» من أجل نهضة «الأمة التونسية» وحتى يكون لها شأن بين الأمم… “جهاد ضد الأمية والفقر وجهاد من أجل تعليم عمومي مجاني وإجباري ومنظومة صحية واجتماعية عادلة ودفع تنموي في كل المضارب”.

 

مسيرة شملت أهم مفاصل الدولة

عوّل عليه الزعيم بورقيبة في أهم مفاصل الدولة ومناصبها السيادية من وزير للداخلية (1965) الى وزير للدفاع (1969) ثم سفيرا في باريس ثم وزيرا معتمدا لدى الوزير الأول محمد المزالي (1980) وفي 15 إبريل/ نيسان 1981 عين وزيرا للخارجية وقد لعب دورا مهما عند توليه هذا المنصب بل كان وراء قرار إدانة مجلس الأمن للغارة الجوية الإسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط، وفي سنة 1986 تم تعيينه سفيرا لدى المانيا الغربية..وبعد سقوط دولة بورقيبة تم انتخابه في مجلس نواب الشعب وتولى رئاسته بين 1990 ـ 1991..وما لا يعرفه كثيرون ضمن هذه السيرة، أن الباجي قائد السبسي، قد تم تجميد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية نقده للنظام السياسي وتأييده دعوات الاصلاح، بل تم فصله ـ نهائيا ـ من الحزب لينضم سنة 1978 الى حركة الديمقراطيين الاشتراكيين المعارضة بزعامة أحمد المستيري ليعود سنة 1980 الى الحكومة بعدما رفع عنه الزعيم بورقيبة الحظر.

«قرين» الزعيم بورقيبة في أفكاره ومبادئة

وأكدت الدوائر السياسية والإعلامية أن الرئيس الراحل كان شخصية ليبرالية بتفكير معتدل، واقعي وبراجماتي، ينتصر انتصارا كاملا للدولة المدنية، وهو «قرين» الزعيم بورقيبة في تمثله لافكاره ومبادئه، تَمَثُّلٌ وصل حد التماهي مع الصورة والشكل وقدراته الخارقة على ارتجال الكلام والمواقف، إضافة الى تبنيه نفس الطريق الديبلوماسية التقليدية في تعاطيه مع المحيط الدولي والاقليمي في انفتاح كامل على الامتداد الأوروبي والأمريكي مع علاقات وثيقة ومتحفظة تجاه الدول العربية والاسلامية وعلاقات قوية مع الجوار المغاربي.

 

لم يكن «مرتاحا» للمغامرين من حوله

ويقول الباحث والسياسي التونسي، لطفي العربي السنوسي،  إن الرئيس السبسي لم يكن «مرتاحا» لما حدث من حوله أثناء محنته الصحية وقد تعجّل «خصومه الاقربون» وفاته بل روّجوا لها في وعكته الصحية الاولى ولم يخجلوا من تسريب خبر وفاته الى منابر إعلامية دولية.. كما حدثت «مساع انقلابية» للاستيلاء على الحكم تحت عناوين مخادعة من مثل التعويل على إقرارات الشغور الوقتي بسبب العجز كما ينص عليها الفصل 84 من الدستور وهو الفصل الذي سعى «البعض» إلى تشغيله بعد تعرض الرئيس الى وعكة صحية في بداية شهر  يوليو/ تموز، والواقع إن الرئيس السبسي ـ رحمه الله ـ قد أخطأ ـ منذ البدء ـ حين أحاط نفسه «بذئاب شرسة» متهافتة على الحكم بل هو «ربّى الأفاعي» في قصره وقدمها بعد ذلك الى الحكم ـ وهي ذات «الأفاعي» التي تعاطت مع محنته الصحية بانتهازية «وقلة معروف» وبجحود..على كل حال.. لقد ترجل الرئيس شامخا رحمه الله ولا خوف على تونس من بعده فلها مؤسسات وقوانين ودستور يحميها.. ووحدة وطنية قوية وصلبة لن تسمح «للمغامرين» باي محاولة للانقلاب على دستور البلاد وهو واضح ودقيق في الحال التي نحن عليها.

 

الحزب الدستوري يقاطع  الجنازة الوطنية

وفي خطوة تتعارض مع مواقف الأحزاب والقوى السياسية التونسية، في ظل طرف دقيق وحساس ..قالت رئيسة الحزب الدستوري، عبير موسي، في كلمة ألقتها أمام منخرطي حزبها، بأنها لن تحضر الجنازة الوطنية لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بسبب عدم اعترافها بمنظومة الحكم الحالية..وقالت موسي: «حزبنا لا علاقة له بالمنظومة الحالية ولن نكون جزءا من الجنازة الوطنية وغير معترف بنا أساسا كمكون سياسي، ما عدا وجودنا القانوني»

 

«بن علي» ينعي الباجي

بينما نعى الرئيس التونسي الأسبق، زين العابدين بن علي،  الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، واصفا إياه بأحد أعظم رجالات تونس..وقال ابن علي، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «ببالغ الحسرة والأسى تلقينا خبر وفاة أحد أعظم رجالات تونس رئيس الجمهورية التونسية السيد محمد الباجي قائد السبسي، فقدنا رجلا فذّا أفنى عمره في خدمة هذا الوطن العزيز»..وأضاف «أتقدم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد وكافة الشعب التونسي على هذا المصاب الجلل، وأدعو التونسيات والتونسيين في هذا الظرف الدقيق إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات..رحم الله الأخ العزيز رئيس الجمهورية».

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]