العلاقات الدولية، بالمنظار الإفريقي الجديد، تكاد تقول، أهلا بكل من يمكنه مد يد العون، إذا احترم الإرادة السياسة الحرة. فالاستقلال حل محل التبعية. وعلاقات المنافع المتبادلة، حلت محل علاقات الهيمنة التي كان يفرضها القوي على الضعيف وبالنظر إلى أن القارة الإفريقية تقف على أعتاب أعلى معدلات النمو الاقتصادي، بدليل ازدياد حاجتها لمصادر الطاقة، وبدليل قدرتها على توليد هذه المصادر، فإن علاقات التبعية لم تعد ممكنة أصلا.
ومشاركة 49 دولة في القمة الروسية الإفريقية تكفي بمفردها للدلالة على أن المحاولات الأمبركية والأوروبية لعزل روسيا قد فشلت.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد للقادة المشاركين في القمة بتزويد بلادهم بالقمح الروسي، وبتقديمه مجانا لستة من الدول الأفقر فيها، ما يحد من مخاوف إفريقيا المتعلقة بسد احتياجات شعوبها من الحبوب.
بوتين أعلن أيضا دعمه لمقترح انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين. وأكد أن “بلاده شريك مهم لإفريقيا، وبالتالي فإنها منفتحة للتعاون مع دول الاتحاد الإفريقي بكافة المجالات”.
كما شدد على تمسك بلاده بمواصلة العمل على تحفيز التجارة والاستثمار ومساعدة الدول الإفريقية في مكافحة الفقر ومحاربة أزمة المناخ.
بينما شدد القادة الأفارقة المشاركون في القمة على أن كل مجالات التعاون مفتوحة في خدمة تطلعات التنمية.
إذا، الشراكة الروسية الإفريقية التي لم تتعثر يوما، لا في ظل أسوأ ظروف تفشي وباء كورونا، ولا في ظل العقوبات المفروضة على روسيا، تؤكد اليوم للطرفين أن روابطهما أكثر استقرارا، من أن تؤثر عليها ضغوط الحرب في أوكرانيا.
