وردة الجزائرية.. رحلة أميرة الغناء العربي مع النجومية

أحيت دار الأوبرا المصرية أمسية لـ”رائد تجديد الغناء” الموسيقار بليغ حمدي، بمناسبة ذكرى وفاته الـ 28.

ويعد بليغ حمدي من أشهر المجددين في الموسيقي العربية تاركاً رصيداً فنيًا ضخما.

وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم إن مصر غنية جدا بكتابها وملحنيها وبمطربيها، ولكن بليغ حمدي يعد حالة خاصة، دائما حية وشابة.

وخلال الحفل خطفت الفنانة القديرة عفاف راضي قلوب جمهورها في القاهرة في أولى حفلاتها الغنائية في دار الأوبرا المصرية بعد غياب.

وافتتحت الفنانة المصرية  الحفل بكلمة “وحشتوني”، وسط هتاف الجمهور،  وأسعدت مئات الحضور الذي حرصوا على حضور لحظة عودتها للساحة الفنية على مدار ساعتين،  عبر تقديمها وجبة غنائية من وحي أيام الزمن الجميل بأشهر أغنياتها،  بداية من “سلم سلم” و”تساهيل” و”كله في المواني”، مرورا بأغنيات “جرحتني عيونه السودا” و”قضينا الليالي” و”هوا يا هوا” ورائعة “ردوا السلام”.

واحتفت أيقونة الزمن الجميل بذكرى الموسيقار الراحل بليغ حمدي، الذي اكتشف وتبنى موهبتها فيما مضى، عبر ليلة غنائية مميزة شهدتها دار الأوبرا المصرية، أعادت خلالها عفاف، إحياء أشهر الأعمال الغنائية التي جمعتها مع بليغ عبر حفل أوركسترالي كبير بقيادة المايسترو سليم سحاب.

وولد بليغ حمدي في 7 أكتوبر عام 1931، وأتقن عزف آلة العود في سن التاسعة، والتحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي «معهد الموسيقي العربية» -حاليا- وبدأ حياته الفنية كمغن.

وسجل 4 أغان بالإذاعة المصرية، ثم اتجه إلى تلحين وسطع نجمه عام 195 عندما قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ “تخونوه”.

تحل اليوم ذكري ميلاد الموسيقار الكبير بليغ حمدي، والذي ولد في 7 أكتوبر عام 1931 في القاهرة.
وقد درس بليغ عبد الحميد حمدي مرسي الحقوق، ثم التحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى، وقد أقنعه مستشار الإذاعة المصرية آنذاك باحتراف الغناء فسجل 4 أغنيات، إلا أن شغفه كان التلحين.

وتبني الفنان محمد فوزي موهبة بليغ حمدي الذي يُطلق عليه  «سيد درويش العصر» ، وعرّفه بكبار المطربين ليلحن أولى أغانيه مع المطرب عبد الحليم حافظ «تخونوه» ثم تعاون مع أم كلثوم في أغنية «حب إيه» والتي حققت نجاحا استثنائيا في عام 1960، وتعاون بليغ وأم كلثوم أنتج لونا مختلفا عن موسيقاها المعتادة.

وقصة حب بليغ حمدي ووردة الجزائرية أخرجت روائع موسيقية،كما تعاون مع شادية وميادة الحناوي وسميرة سعيد من الجيل الجديد.

ويُعد بليغ من أكثر الموسيقيين تلحينا للأغاني الوطنية منها «عدى النهار» التي اشتهرت وقتها وحتى الآن، و«على الربابة» لوردة الجزائرية و «يا حبيبتي يا مصر» لشادية.

ينتظر المسلمون رمضان كل عام للاحتفال وممارسة الشعائر الدينية والصلاة، والاستماع إلى الأدعية والتواشيح المختلفة، والخروج لمشاهدة المظاهر الرمضانية والطقوس الروحية والصوفية ورقصات التنورة، والاستماع إلى المنشدين وتلاوة التواشيح وحضور حلقات الذكر لسماع الشيوخ وهم يرددون أجمل وأشهر الأناشيد في مدح أصحاب البيت والأولياء والصالحين، والدعاء إلى الله.

في الماضي اعتادت الأسر في رمضان أن تستعد في النهار لإعداد موائد الإفطار، والصلاة كانت الإذاعة المصرية تبث التواشيح الشهيرة التي ارتبطت بالشخصية المصرية ويحفظها الجميع، كما أنها تضفي أجواء خاصة تشعرك بأنك قد دخلت إلى العالم المثالي في رمضان.

ولكل موشح قصة وحكاية، لعل أشهر تلك الموشحات التي طالما استمعنا إليها عبر الإذاعة قبل الإفطار، هو موشح النقشبندي الشهير «مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى.. من لى ألوذ به إلاك ياسندى».. هذه الكلمات المريحة التي حملها صوت الشيخ سيد النقشبندي، والذي يرتبط صوته وأعماله ارتباطا وثيقا بشهر رمضان لا ينساها أحد، وهو الذي وصفه الدكتور مصطفى محمود في برنامج العلم والإيمان بأنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد.

للموشح الشهير قصة طريفة، كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات يعشق سماع الموشحات الدينية، وفي خطبة إحدى بناته كان حاضرا النقشبندي المنشد الذي شق طريقه حديثا «وقتها» نحو الإذاعة المصرية ولقي حفاوة واستحسانا، وكان بليغ حمدي حاضرا في حفل خطبة ابنة السادات، وكان الأخير مستمتعا بالاستماع إلى تلك التواشيح فطلب من بليغ حمدي أن يقوم بالتلحين للنقشبندي، الأمر الذي أثار استغراب الاثنين، فوافق النقشبندي خجلا، لكنه كان في قرارة نفسه رافضا لهذا التعاون.

في أحد اللقاءات الصحفية القديمة مع المسؤول بالإذاعة المصرية وقتها وجدي الحكيم، قال إن موال «مولاي إني ببابك» يقف خلفه أنور السادات الذي أمره بفتح الاستوديو لهما، لكن النقشبندي رفض وقال للحكيم «أغاني بليغ حمدي راقصة وأنا لن أغني»، لكن وجدي الحكيم طلب من النقشبندي التروي والاستماع إلى ألحان بليغ حمدي وإن لم تعجبه الألحان يمكن الاعتذار بلباقة، مع الاتفاق على إشارة بين الحكيم وبين النقشبندي حتى لا يحرجا بليغ حمدي، حيث طلب منه الحكيم أن يخلع عمامته إذا أعجبته الألحان.

وبالفعل تركهما وجدي الحكيم وعاد بعد نصف ساعة ودخل الاستوديو ليجد النقشبندي وقد خلع عمامته والجبة والقفطان، وأعجب بلحن «مولاي أني ببابك» وفي نفس اللقاء تم الانتهاء من 6 ألحان أخرى قام بإنشادها النقشبندي ولحنها بليغ حمدي، وليكون هذا اللقاء هو بداية التعاون بين النقشبندي وبليغ في عدد كبير من الأعمال بعد ذلك.