اجتماع ثلاثي بين وزراء دفاع كل من روسيا وإيران وسوريا، يعقد اليوم في العاصمة طهران، بدعوة من وزير دفاعها، وهو الاجتماع الأول الذي يعقد على هذا المستوى منذ عام 2014، في الوقت الذي تساند فيه الطائرات الروسية نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب ضد داعش، والمعارضة أيضا، فيما تشارك إيران بمستشارين عسكريين، ومقاتلين موالين للحكومة.
ووفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا»، فإن وزراء الدفاع سوف يتبادلون وجهات النظر بشأن بشأن التطورات الإقليمية الأخيرة وسبل تعزيز وتوسيع الحرب على الإرهاب، دون التطرق إلى أجندة واضحة على جدول أعمال الاجتماع.
جاء ذلك بعد يومين من خطاب ألقاه الأسد أمام مجلس الشعب، بمناسبة الدور التشريعي الثاني، أثنى فيه على دور كل من روسيا وإيران والصين وحزب الله اللبناني لمساندتهم الحكومة السورية، مؤكدا أن الروابط بين دمشق وكل من طهران وموسكو تزداد يوما بعد يوم.
ووفق وكالة الأنباء السورية قال الأسد أن «اندحار الإرهاب لا بد أن يتحقق طالما هناك دول كإيران وروسيا والصين تدعم الشعب السوري وتقف مع الحق وتنصر المظلوم في وجه الظالم، فشكرا لهم، ولثبات مواقفهم المستمرة معنا، فهي دول تحترم مبادئها وتسعى دائما لدعم حقوق الشعوب في اختيار مصيرها».
معركتي حلب والرقة
وجاء الاجتماع بعد تعهدات روسية بتقديم «الدعم الأقوى» للحكومة السورية في معركتها الحالية في مدينة حلب الشمالية والتي تبعد 350 كيلومتر عن العاصمة دمشق.
وتطرقت صحيفة «طهران تايمز» إلى أجندة الاجتماع الثلاثي، مؤكدة أن التنسيق حول العمليات التي تجري في الرقة ستكون على رأس أولويات مباحثات وزراء الدفاع الثلاث، وذلك وسط هجوم ثنائي شنته قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بقوات التحالف الدولي من جهة، وقوات الجيش السوري مدعومة بمقاتلين إيرانيين وطائرات روسية من جهة أخرى، ما عرف في الأوساط السياسية بـ «السباق نحو الرقة».
خلاف مستتر ومخاوف إيرانية
يرى مراقبون أن التدخل الروسي في الصراع السوري أدى إلى تقليص نفوذ إيران في سوريا، إلا أن ذلك لا ينفي أن هناك حرصًا من جانب موسكو وطهران والأسد على ضبط حدود هذه الخلافات، لكى لا تفرض تأثيرات سلبية على التقدم الملحوظ للقوات النظامية في بعض المناطق، أو على الموقع التفاوضي للنظام خلال المفاوضات القادمة في جنيف.
ويعقد الاجتماع وسط أنباء متصاعدة عن خلاف بين موسكو وطهران، حول العمليات في سوريا، بدت ملامحه بعد الإعلان الروسي عن سحب قوتها جزئيا من سوريا، وكذلك بعد تنسيق محتمل بين أمريكا وروسيا حول عملياتها في الرقة السورية.
وقبل أسبوعين، وبالتزامن مع الإعلان عن مقتل 13 من قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، قالت وكالة «تسنيم» المقربة من «الحرس الثوري»، إن «ثقة روسيا بالوعود الأمريكية كانت وراء تراخي قواتها في حلب، ما تسبب بإلحاق خسائر كبيرة في صفوف الحرس الثوري»، في حين اعتبرت وكالة «فارس» شبه الرسمية، أن روسيا تعتبر المسبب الأول لما حدث في خان طومان، عازية ذلك لإصرار موسكو على تطبيق وقف لإطلاق النار في حلب، بالتوازي مع هجوم المعارضة جنوبها.
عملية عسكرية
قال أسعد بشارة، صحفي ومحلل سياسي، إن الهدف وراء اجتماع وزراء الدفاع الروسي والإيراني والسوري الذي يعقد اليوم في طهران، هو ذهاب روسيا إلى عملية عسكرية موضوعية في سوريا، لتظهر على الصعيد العالمي وكأنها تحارب داعش فقط.
وقال خلال لقائه على تلفزيون «الغد العربي»، أن هذا الاجتماع يعكس تمسك إيران وروسيا بإبقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد على قيد الحياة، في الوقت الذي توقفت فيه المباحثات السورية.
