وصف الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل وزير خارجية السودان السابق، مؤتمر السلام الذي عقد بمصر نهاية الأسبوع الماضي، برعاية الأزهر الشريف بأنه بمثابة رسالة طمأنينة لشعوب العالم، لنشر السلام و نبذ العنف وثقافة الكراهية والتعصب.
وأشار إسماعيل في تصريحات خاصة لـ”الغد” أنه يجب علي رجال السياسة القيام بدورهم، كما قام رجال الدين بدورهم في نشر مفهوم السلام بين الشعوب، وتفعيل توصيات المؤتمرات و الندوات، موضحاً أن الظرف الذي عقد فيه المؤتمرهام جداً، لاسيما بعد التفجيرات التي وقعت في كنيستين مصريتين قبل أيام من عقد المؤتمر، وزيارة بابا الفاتيكان لمصر، كما أن الحوادث الإرهابية التي يشهدها العالم الأن جعلت هناك ضرورة لجلوس قادة الأديان لتباحث الأمر ووضع أسس مشتركة لنشر السلام في العالم، وتبرئة الأديان من هذه الأفعال.
وأكد إسماعيل على أن حضور قادة الدين المسيحي لمصر يعطي تطمينات لمسيحيوا أوربا، وكذلك إعطاء رسالة أن هناك مساعي لنشر السلام في العالم وذلك من خلال إقناع الجميع بنشر ثقافة السلام والعدالة ، لكي نبدأ الخوات الصحيحة لتحقيق المفهوم على أرض الواقع .
وأشار إلي أن طريق نشر ثقافة السلام في العالم يبدأ بالقضاء على مسببات الحروب والصراعات، وعدم الكيل بمكيالين خاصة في القضايا العربية والإسلامية التي تستحوذ على إهتمام المسلمين في ربوع الأرض وعلى الرأس منها القضية الفلسطينية، فضلاً عما يحدث في سوريا وليبيا والعراق واليمن.
وأوضح أن مسؤلية نشر ثقافة السلام ونبذ العنف يشترك فيها الجميع، بغض النظرعن اللون أو الجنس أو الدين أو المنصب، مطالباً بضرورة التعاون بين القيادات السياسية والقيادات الدينية، وتنفيذ التوصيات والمقترحات التي تنبثق عن مثل هذه المؤتمرات .
اسماعيل أكد على أن المؤتمرات وحدها غير كاف لمواجهة الفكر المتشدد، لكن في ذات الوقت أوضح أن البعض يحاول بث روح الإحباط من خلال التقليل من عقد المؤتمرات، من أجل غلق العقول وتحجيم الفكر، ورفض كل سبل التجديد، ليظل العالم الإسلامي أسيراً للسياسات الإنتقائية التي تنتهجها بعض الدول الكبرى، لنظل تابعين لهم في السياسات التي تفرق ولا تجمع وتسببت في تخلف وتراجع الدول الإسلامية عن مسايرة ركب الحضارة العالمية.