وزير دفاع أمريكي أسبق يحذر من المخاطر المتزايدة للأسلحة النووية
حذر وزير دفاع أمريكي سابق من “الخطر الحقيقي والمتزايد” للدمار النووي، وأشد ما يزعجه المخاطر الكارثية للأسلحة، التي ساعد هو في تطويرها.
على رأس قائمة وليام بيري، هجوم إرهابي نووي في مدينة أمريكية كبرى أو بدء حرب مع روسيا تتحول إلى نووية بسبب حسابات خاطئة.
وقال بيري في مقابلة مع صحفيين هذا الشهر، إن هجوما إرهابيا يمكن أن يحدث باستخدام قنبلة نووية أو قنبلة نووية بدائية “في أي وقت الآن العام المقبل أو العام الذي يليه”، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتدبرس”.
ويختار بيري (88 عاما)، كلماته بدقة عالم الرياضيات، حيث كان كذلك قبل الدخول في عالم الدفاع في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، ولعب دورا محوريا في تطوير وتحديث القوات النووية خلال الحرب الباردة، بوصفه خبيرا تقنيا لا يشق له غبار، ثم وزيرا للبنتاجون 3 مرات، وخلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 استدعي بيري سرا إلى واشنطن لتحليل المعلومات الاستخباراتية بشأن الأسلحة السوفياتية في كوبا.
وكتب في مذكرات نشرت حديثا بعنوان، “رحلتي في شفا الهاوية النووية”، “كل يوم كنت أذهب فيه إلى مركز التحليل أعتقد أنه سيكون آخر يوم لي على الأرض”، وقال إنه كان يعتقد آنذاك وما زال يعتقد أن العالم تجنب لحسن الحظ محرقة نووية بسبب الإدارة الجيدة.
وفي المقابلة، سرد حادثة مروعة في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1979، عندما استيقظ وهو وزير للدفاع على مكالمة هاتفية في الساعة 3:00 صباحا من مركز القيادة تحت الأرض، المسؤول عن التحذير من هجوم صاروخي، وقال ضابط المراقبة لبيري، إن أجهزة الكمبيوتر تظهر أن 200 صاروخ نووي في طريقها من الاتحاد السوفياتي إلى الولايات المتحدة.
وقال بيري، “لقد كان بالطبع إنذارا كاذبا”، لكنه كان واحدا من العديد من التجارب خلال الحرب الباردة وما بعدها، التي استنتج منها أن الأسلحة النووية لم تعد توفر الأمن لنا، بل إنها تشكل خطرا داهما.
ينظر بيري إلى التحديث النووي الروسي والخطط الأمريكية لإنفاق مئات المليارات لتحديث ترسانتها النووية، ويرى أن هناك منافسة نووية غير عقلانية.
وقال، “أرى أن هناك ضرورة ملحة لوقف هذا السباق النووي قبل أن ينطلق مرة أخرى، ليس فقط بسبب التكلفة، ولكن أيضا للخطر الذي يعرضنا له”.
