وسائل إعلام: تعيين مدير جديد لإقليم الأمن في العاصمة التونسية

أفاد مراسلنا من تونس أن قوات الأمن أغلقت شارع محمد الخامس وسط العاصمة بشكل جزئي، اليوم السبت، نتيجة تجمع عدد من المحتجين.

وأضاف أن مسيرة في شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة التونسية، ينظمها عدد من النشطاء وأحزاب سياسية، احتجاجا على ما وصفوه بسياسة القمع الأمني للاحتجاجات والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

ولفت إلى أن الإغلاق الأمني الجزئي ليس فقط لشارع محمد الخامس، لكنه طال أيضا شارع الحبيب بورقيبة، حيث يقع مقر وزارة الداخلية.

وأشار مراسلنا إلى وجود محاولات من بعض المحتجين للاقتراب من الحاجز الأمني، وسط تدافع عنيف من جانب المحتجين صوب رجال الشرطة، أعقبه تراجع للمحتجين.

وأوضح أن تلك الوقفة تأتي في إطار الاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية في البلاد في ظل احتقان سياسي كبير بين الأطراف المختلفة، مشيراً إلى تنديد النشطاء في تلك الوقفة ضد سياسة القمع التي تنتهجها قوات الأمن التونسية.

وأكد أن هناك حالة استنفار قصوى في صفوف أجهزة الأمن التونسية.

أفادت مراسلتنا من تونس أن حالة من الهدوء الحذر تسود شوارع العاصمة، لا سيما أن البلاد لا تزال تطبق الحجر الصحي العام.

ولفتت إلى أن ليلة أمس شهدت أعمال عنف ومواجهات بين قوات الشرطة والمحتجين في مناطق متفرقة بالعاصمة، وعدة محافظات أخرى، إذ خرج المحتجين يطالبون بإتاحة فرص العمل وتنمية البلاد، خاصة أن وباء كورونا أضر بمجالات العمل وأثرت سلباً على الأوضاع الاقتصادية.

وأشارت إلى أن وزارة الداخلية أعلنت وصفت تلك الاحتجاجات بأنها أعمال نهب وسرقة طالت عدة مقرات للبريد وبنوك تونسية واعتداء على أملاك الغير.

وتابعت مراسلتنا أنه تم إلقاء القبض على عدد كبير من المحتجين، ويقل عمر عدد كبير منهم عن 20 عاما، مشيرة إلى أن هناك دوريات للشرطة حاليا في كل الشوارع الرئيسية والميدانيين الكبرى بالعاصمة تحسباً لأي أعمال عنف أخرى.

وأضافت أن الأحزاب السياسية لم تتبنى أية دعوات رسمية للاحتجاجات، وأن تلك الاحتجاجات كانت عفوية ومن غير الواضح من يقف وراءها.

وتسود توقعات بتواصل تلك السلسلة من الاحتجاجات المسائية، سواء في العاصمة أو عدة محافظات، التي تطالب بتحسين ظروف العيش، وسط اتهامات لمن يخرج في تلك الاحتجاجات الليلية بالسعي إلى بث الفوضى وإحداث البلبلة.

وحذرت وزارة الصحة التونسية من خطورة هذه الاحتجاجات الليلية فيما يتعلق بخطورة الوضع الصحي وانتشار فيروس كورونا، على اعتبار أن البلاد تعيش حالة من العزل الصحي العام لمدة 4 أيام.

وأكدت مراسلتنا أن الاستعدادات الأمنية على أشدها، وتم إرسال تعزيزات أمنية كبيرة، كما وثقت عدد من مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي نزول الجيش الوطني إلى كبرى الأحياء في العاصمة، وذلك بهدف نشر الأمن ومنع أعمال السرقة والنهب.

وفي سياق آخر، أعلن رئيس الحكومة هشام المشيشي، بعد أسابيع من التباحث وجولات من المشاورات مع الائتلاف البرلماني التونسي، عن القائمة النهائية للتعديل الوزاري والذي شمل 11 وزارة، وإلغاء واحدة من أصل الفريق المكون من 25 حقيبة وزارية.

وقال المشيشي إن رفع كفاءة الحكومة ورفع مستوى التنسيق كان السبب وراء هذا التعديل.

وكان المشيشي قد التقى رئيس الجمهورية، قيس سعيد، الذي أكد على ضرورة ألا يحضع هذا التعديل لأي شكل من أشكال الابتزاز والمقايضة.

وأعلن “ائتلاف الكرامة” في البرلمان التونسي أنه لن يصوت لصالح الحكومة بعد التعديل، وأنه في حلٍ من كل تحالف يضم حزب “النهضة”، فيما لم يصدر حزب “قلب تونس” أي بيان رسمي، غير أن أحد قادته أعلن عدم رضاء حزبه عن التعديل الوزاري الجديد.

ويجب على الحكومة المعدلة – حسب الدستور – أن تحصل على 170 صوتا من أصل 217 في البرلمان.

شهدت العاصمة التونسية، الجمعة، حادثا إرهابيا كان يستهدف السفارة الأمريكية، حيث نفذ متشددان كانا على متن دراجة بخارية الهجوم، ما تسبب في مقتل شرطي وإصابة آخرين.

ووقع الانفجار بالقرب من البوابة الرئيسية للسفارة، حيث شاهد مراسل من رويترز دراجة نارية محترقة ومهشمة وسيارة شرطة لحقت بها أضرار فيما تجمع أفراد الشرطة وحلقت طائرة هليكوبتر فوق المكان.

أحزمة بدائية

يقول الكاتب والمحلل بلحسن اليحياوي، إن الأحزمة الناسفة من الواضح أنها بدائية الصنع وإمكانية صنعها أصبحت متوفرة للجميع من خلال مواقع الإنترنت.

وأضاف اليحياوي، أن المستهدف ربما يكون الدورية الأمنية أو السفارة الأمريكية، ومن المحتمل أن يكون المقصود كلاهما.

وأوضح، أن السفارة الأمريكية تعرضت لاعتداء 2012،  واقتحمت السفارة، لافتا إلى أنه بالقرب من  السفارة الأمريكية، هناك سفارة مصرية جديدة قيد الإنشاء وقد يكون الفاعل يحمل رسالة في هذا الاتجاه.

تركيا داخل المشهد

وتابع اليحياوي، «في الـ10 سنوات الأخيرة السياسة التركية تعمل على تدوير الإرهاب والذهاب به نحو سوريا ثم العودة به إلى تونس، كأنها تقسم أدوار الإرهاب في المنطقة».

وأشار إلى أن أردوغان قام برحلات إلى تونس والجزائر، وكان يعتقد أنه يمتلك من السطوة السياسية ما يجعله ينفذ رغباته في المنطقة، لكنه وجد صدا من الرئيسين الجزائري والتونسي، وهو ينظر للمنطقة الآن على أنها عدوة.

وقالت وزارة الداخلية التوسية، إن الهجوم أسفر عن مقتل الانتحاريين وإصابة خمسة من أفراد الشرطة، بينما أصيب مدني جروح بسيطة، وقالت وكالة تونس أفريقيا للأنباء إن شرطيا قتل.

البحيرة 2

وقال الناطق الرسمي باسم القطب القضائي للإرهاب سفيان السليطي، الجمعة، “إن الإرهابيين منفذي عملية البحيرة 2 قرب السفارة الأمريكية التي أسفرت عن استشهاد أمني وإصابة 4 آخرين ومدني، استعملا كمية كبيرة من المتفجرات والدراجة النارية التي كانا على متنها كانت بدورها مفخخة”.

وأفاد السليطي، في تصريح له بمستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى، حيث تم نقل المصابين، بأنه تم التشخيص في مسرح الجريمة من أجل تحديد هوية منفذي العملية، مضيفا أنه لم يتم التأكد بعد، إن كان الإرهابيان من منطقة الكرم (القريبة من موقع الجريمة) أم لا.

وذكر أن العملية الإرهابية، التي وقعت هذا الصباح قرب السفارة الأمريكية بتونس (البحيرة 2) أسفرت عن وقوع شهيد من الأمنيين، و5 إصابات منها أربع لأمنيين “حالتهم مستقرة وهم في وعييهم” والحالة الخامسة لمواطنة كانت على متن سيارتها وأصيبت بأضرار بسيطة على مستوى العينين.

وذكر، أن الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بالإدارة العامة للأمن الوطني بالقرجاني تعهدت بملابسات العملية بإذن من النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب.

انتشار أمني

وشهد مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى استنفارا وانتشارا أمنيا مكثفا خاصة أمام قسمه الاستعجالي حيث وقع نقل المصابين.

وقالت صاحبة أحد المتاجر، وتدعى أميرة، “سمعنا انفجارا قويا، رأينا أشلاء الإرهابي على الأرض بعدما اتجه بالدراجة النارية نحو رجال الشرطة”.

وناشدت السفارة الأمريكية، في تغريدة على تويتر، الناس بالابتعاد عن مكان التفجير، الذي وقع في حي البحيرة بالعاصمة.

وأغلقت الطرق حول المنشآت الأمنية في بعض أنحاء العاصمة، كما جرى إغلاق أو إخلاء مقرات بعض المؤسسات الدولية.

وفي الصيف الماضي، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجيرات هزت العاصمة على مدار أسبوع، وقع أحدها بالقرب من السفارة الفرنسية وأودى بحياة شرطي.

وتهدد هجمات المتشددين قطاع السياحة الحيوي في تونس، وتضرر القطاع بشدة بعد هجومين كبيرين في 2015 أسفرا عن مقتل العشرات من زوار منتجع ساحلي ومتحف.

وقال دبلوماسيون عملوا مع تونس على تطوير قدراتها الأمنية، إنها أصبحت أكثر فاعلية في منع هجمات المتشددين والتعامل معها في الأعوام الماضية.

موقع استراتيجي

وقالت مراسلة الغد، إن إرهابيا فجّر نفسه بحزام ناسف في موقع استراتيجي يقترب من مقر مجلس وزراء الداخلية العرب والعديد من السفارات والبعثات الدولية .

وأشارت إلى أن هذه العملية تصفها الداخلية بالخطيرة.