فتحت معلمة في الجنوب اللبناني منزلها لطلابها ساعتين في الأسبوع مجانا لتتابع معهم الدروس بعد أن دخل إضراب المعلمين في المدارس الرسمية شهره الثالث، حيث تستقبل المعلمة سوسن دياب ثلاثة صفوف في الأسبوع ، نافية ما يطالها من انتقادات بعدم التزامها الإضراب إلى جانب زملائها.
أمتار قليلة يسيرها هؤلاء الطلاب يوميا للوصول إلى صفهم في منزل المعلمة سوسن دياب في قرية زوطر الغربية جنوب لبنان، فمع استفحال إضراب المعلمين في المدارس الرسمية قررت سوسن ومعها معلمات زميلات أن يفتحن بيوتهن لساعات قليلة في الأسبوع مجانا للطلاب.
سوسن دياب، معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة زوطر الغربية الرسمية تقول: “عندما شعرنا بأن الإضراب سيطول، فضلت أن تكون متابعتي لتلاميذي مباشرة بدلا من الهاتف، من خلال الشرح وتصحيح المسابقات، بمعدل ساعتين أسبوعيا لكل صف في منزلي”.
وتضيف في مقابلة مع قناة الغد، عندما عرضت الفكرة على الأهالي رحبوا بذلك والتلاميذ أيضا أحبوا فكرة أنهم ذاهبون إلى منزل معلمتهم، وهكذا بدأنا العمل وصرت استقبل كل صف ساعتين أو ساعة ونص حسب الدرس.
تعوض سوسن على تلاميذها جزءا قليلا من المنهاج الأساسي لصفوفهم، فبدل التواصل عبر مجموعات الواتساب، يستطيع التلاميذ هنا الاستفسار مباشرة، غير أن هؤلاء الصغار الفرحون بمبادرة المعلمة سوسن يفضلون العودة إلى مدارسهم.
إحدى التلميذات لدى المعلمة سوسن تقول: “نأتي هنا في محاولة لتعويض بعض ما فاتنا، وبالرغم من حق المعلم أن يضرب عن العمل أو يعطله، لكن في نفس الوقت من حقنا نحن أن نتعلم وندرس مثل باقي الطلاب، داعية وزير التعليم اللبناني إلى أن يستمع لهم ويتدخل لفتح المدارس ليعودوا إلى مدارسهم”.
وتقدم أحد التلاميذ بالشكر للمعلمة سوسن التي تحضرهم إلى منزلها في محاولة لتعويض جزء مما فاتهم من دروس تعليمية.
ويدخل إضراب أساتذة التعليم الرسمي في لبنان شهره الثالث، فيما الحلول المطروحة بالنسبة لهم هي ترقيعية ومجحفة، على حد قولهم. أما الطلاب فهم أكثر المتضررين وإن حاول بعض الأساتذة متابعتهم بدروس عبر وسائل التواصل.
