بدأت وزارة الخارجية الألمانية التحضير لـ”مؤتمر برلين 2″ بشأن ليبيا، الذي دعت لانعقاده 23 يونيو الجاري، لمراجعة ما تم إنجازه في ملف المصالحة الليبية وخارطة الطريق التي أقرت في مخرجات مؤتمر برلين 1.
ألمانيا وجهت الدعوة للدول والمنظمات المعنية والمشاركة في مؤتمر “برلين 1” وذلك للمشاركة في المؤتمر الثاني.
وكما حدث في المؤتمر السابق أعربت اليونان عن استيائها من تجاهل ألمانيا دعوتها إلى حضور مؤتمر “برلين 2”.
وترجمت الاستياء اليوناني تصريحات وزير خارجية أثينا نيكوس ديندياس، الذي نقل للمبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، استياء بلاده من عدم دعوتها لحضور مؤتمر “برلين2”.
في المقابل وجهت ألمانيا الدعوة إلى المغرب لحضور المؤتمر الأمر الذي عده مراقبون تطوراً إيجابياً في العلاقات المغربية الألمانية، بعدما قررت الرباط سابقاً قطع علاقاتها مع برلين لعدة أسباب، من بينها إقصاء المملكة من المؤتمر الأول بشأن ليبيا.
ويركز مؤتمر برلين 2 على 4 محاور أساسية تشمل دعم الخطوات السياسية الرامية لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، ومناقشة آليات سحب المسلحين الأجانب من البلاد، وتوحيد المؤسسة العسكرية ومناقشة خطوات توحيد المؤسسة الأمنية، إضافة إلى حشد الدعم الدولي لليبيا من أجل عملية السلام والاستقرار الداخلي.
وبحسب مراقبين فإن الدعوة لهذا المؤتمر في هذا التوقيت بمشاركة دولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، هي رسالة قوية لكل المعرقلين للانتخابات في نهاية هذا العام، مفادها أن المجتمع الدولي لن يقبل بتعطيل المسار السياسي وأنه ستتم ملاحقة كل الأطراف الساعية لنشر أي فوضى سياسية في البلاد.
في هذا السياق قال من بنغازي دكتور عثمان البوسيفي أستاذ العلوم السياسية، إنهم مع كل من يساند في حلحلة الأزمة الليبية، ومع كل الاجتماعات الدولية حال كانت في صف المواطن الليبي والإرادة الداخلية.
وأكد أن الأهم المواطن الليبي بالدرجة الأولى، ثم خروج المرتزقة والأجانب من الأراضي الليبية لكي تتم عملية الانتخابات في ديسمبر، بالشكل المتعارف عليه دوليًا حسب اللعبة الديمقراطية التي تمارسها كل دول العالم.
وأشار إلى أن كل المواطنين والمؤسسات داخل الدولة الليبية مع الانتخابات في ديسمبر ولكن المواطن الليبي مستاء من تواجد المرتزقة على أراضيه، مؤكدا أن ليست هناك مخرجات لعبة بشكل ديمقراطي سليم في ظل انتشار أسلحة ومرتزقة وإرهاب فوق رؤوس المواطنين.
وفي الوقت نفسه قال البوسيفي لحصة مغاربية إن المواطن الليبي مستاء كذلك من هذه الاجتماعات الدولية كونها لم تخرج عنها أي قرارات حازمة وحاسمة تطبق على أرض الواقع لإجبار المرتزقة على مغادرة الأراضي الليبية.
وأكد أنه على مؤتمر برلين2 إذا كان جادا أن يخرج بقرار حاسم تغادر على إثره الدولة التركية في المقام الأول، وكل المرتزقة الموجودين على الأراضي الليبية بمختلف جنسياتهم.
ومن أثينا عزا جلبير شيخاني الكاتب المختص بالشؤون اليونانية، تجاهل دعوة اليونان للمرة الثانية إلى مؤتمر برلين إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أرادت بهذه الطريقة الإشراف على التجهيزات التي تمت حتى الآن، فهي تظن أن هناك تطورات مهمة لم تحضرها اليونان في المرة الأولى.
كما رجح ضلوع تركيا بدور كبير في إقصاء اليونان، حتى هذه اللحظة، الأمر الذي أثار استياء أثينا