«وعد بلفور» الأمريكي.. التوقيت والرسائل والأهداف 

في خطوة وصفتها الدوائر السياسية الغربية بـ « انقلاب غير مسبوق على الشرعية الدولية»، و«سابقة خطيرة  من بلفور آخر»، شهد البيت الأبيض، أمس الإثنين، توقيع الرئيس «دونالد ترامب» على مرسوم رئاسي، يعترف بضم هضبة  الجولان السورية لدولة الاحتلال «إسرائيل»، وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي.. وبحسب تعبير الدوائر السياسية في موسكو، أقدم الرئيس ترامب على «طعنة القرن» قبل أن يكشف عن تفاصيل «صفقة القرن» !!

 

 

خطورة «وعد بلفور الأمريكي»

وفي إشارة ذات مغزى ومعنى، من الرئيس الأمريكي، أعطى قلم التوقيع على مرسومه الرئاسي الخاص بالاعتراف بسيادة إسرائيلي على هضبة الجولان السورية المحتلة،  إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو!! ومن الواضح أن الرئيس الأمريكي، لايبالي بحقوق ومشاعر العالم العربي، ولا يلقي بالا لردود أفعال قد تحدث على المستوى الرسمي، ويواصل سياسة تكشف عن حجم العداء والكراهية، ويتباهى بانتهاك قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولى..وتأتى الخطوة الأمريكية بعد أيام من تغريدة أطلقها «ترامب»، أكد فيها أنه حان الوقت للاعتراف بسيادة الدولة العبرية على هضبة الجولان، حتى أعرب قطاع كبير من دول العالم، ومن بينهم حلفاء واشنطن فى أوروبا والشرق الأوسط، عن استيائهم من القرار، معتبرين إياه انتهاك جديد للشرعية، واستمرارا للنهج الأحادى الذى يتبناه الرئيس الأمريكى فى العديد من القرارات، فيما أكدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى تمسكهما باعتبار المرتفعات أراضى محتلة من قبل إسرائيل منذ حرب 1967.

 

  • خطورة «وعد بلفور الأمريكي»، بحسب تحذير الدوائر السياسية،  ترجع إلى أنها تشكل مقدمة لسقوط النظام الدولي والأمم المتحدة، لأن مواد ميثاق الأمم المتحدة مجتمعة تنص على الاعتراف بسيادة الدول وبإدانة الاستعمار والغزو، وأن هذا يؤدي إلى تدمير النظام العالمي، وإسقاط الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويقتل بصيص الأمل في المنطقة العربية والشرق الأوسط التي تحلم بإحلال السلام الآمن، ويتنشر عكس هذه التوقعات فيما يتعلق بهذه القضية ومستوى فلسطين والقضايا الأخرى في المنطقة، بحسب تعبير السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية المصري السابق.

 

التوقيت والرسائل

الرسالة الثانية من «ترامب»، أن هذه التطورات لم تأت بمعزل عن أحداث مهمة، فتوقيت منح ترامب «هدية مجانية» لنتنياهو بتوقيعه مرسوما يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، تزامن مع الذكرى الأربعون لتوقيع معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية (26 مارس/ آذار 1979)، في دلالة يفسرها البعض على أن خطوة ترامب ربما نسفت كل جهود السلام الهش التي حاول أسلافه رسمها على خارطة العلاقة العربية الإسرائيلية.

وجاء القرار قبل أسابيع من الذكرى الأولى لمراسم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، القرار الذي أشغل غضبا عربيا ودوليا لم تنطفئ ناره بعد.

وتزامن القرار مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة ردا على إطلاق صاروخ على منزل في تل أبيب زعمت الأخيرة أن حركة حماس كانت وراء إطلاقه ،وهو ما فسره متابعون على أنه تغطية على حدث جلل يغير خارطة المنطقة بالكامل..

كما جاء توقيع المرسوم الأمريكي، بعد أقل من يوم واحد من تبرئة حملة ترامب من التواطؤ مع روسيا في انتخابات 2016.. وقرب موعد الانتخابات التي ستجري في إسرائيل الشهر المقبل،والتي على الأرجح سيخوضها نتنياهو من زاوية أخرى بعد هذه المستجدات.

 

هدية ليست مجانية.. والثمن «صفقة القرن»

لم تستوعب الأوساط السياسية والإعلامية داخل دولة الاحتلال، الخطوة الأمريكية غير المسبوقة وفجرت استهجانا واستنكارا دوليين،وإدانة من المؤسسات والمنظمات الأممية  .. ويرى محللون أن «هدية» ترامب «الكبيرة» لإسرائيل، ليست مجانية، وحذرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية من أن بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي سيسدد قريبا «فاتورة النوايا الحسنة» التى قدمها له الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لأنه عازم على الدفع بصفقة القرن التى يتبناها للشرق الأوسط..وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكى نجح فى «تسليم» القدس والجولان لنيتانياهو والانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى لكن لا يوجد فى عالم ترامب شئ مجانى ولا حتى لنيتانياهو.

 

  • وتقول خبيرة الشئون السياسية والاستراتيجية الإسرائيلية «أورلى أزولاى»، إن ترامب «لا يخفى رغبته فى أن يثبت للعالم أنه قادر على القيام بأفضل مما قام به سلفه باراك أوباما، وقد وعد بـ«صفقة القرن» لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو عازم على القيام بذلك، ليس فقط ليثبت أنه أفضل من سلفه، وأكثر إبداعا فى التوصل إلى اتفاق، وإنما أيضا هو بحاجة إلى الاتفاق كما يحتاج إلى الهواء للتنفس»

 

اختبار عسير للدول العربية

ويرى سياسيون وخبراء مصريون، أن ردود الفعل العربية الغاضبة، تواجه اختباراً عسيراً فى الأيام القليلة التى تسبق انعقاد القمة العربية الدورية التى من المقرر أن تستضيفها تونس، الأسبوع المقبل ـ 31 مارس / آذار ـ  وهو اختبار يتمحور حول سؤال شديد الوطأة يقول: هل يملك العرب الآن أكثر من الغضب؟ وهل ستتكرر المأساة العربية هذه المرة أيضاً بالنسبة للجولان السوري، بعد حالة الغضب العابر على قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها ؟

 

العرب يملكون غير الغضب

هناك من يتوقع من الخبراء والسياسيين، رد فعل عربى قوى سوف يحدث فى قمة تونس لأسباب كثيرة أبرزها :

 

  • ما يتعلق بالظروف المحيطة بهذا الإعلان الأمريكي، بحسب تقدير خبير الشئون السياسية والاستراتيجية، د. محمد السعيد إدريس، وأن أول هذه الأسباب أن إعلان الرئيس الأمريكى، من شأنه أن يؤصل لمبدأ جديد فى إدارة العلاقات الدولية عامة ومستقبل سوريا بشكل خاص، فهو يعطى لأى دولة الحق فى أن تتوسع جغرافياً فى أراضى الغير من جيرانها إذا كانت ترى فى ذلك مصلحة تتعلق بأمنها، وهذا الأمر مرفوض كلية ويتعارض مع القانون الدولى وكل المواثيق الدولية التى ترفض ضم أراضى الغير بالقوة، كما أنه يتعارض مع القرار 242 الذى يحكم الموقف الدولى من الصراع العربي ـ الإسرائيلى الصادر عقب العدوان الإسرائيلى عام 1967.

 

  • أما السبب الثانى والأهم الذى يرجح أن العرب لن يلتزموا الصمت على القرار الأمريكى أنه يطلق وعلناً ودون إخفاء البدء فى تنفيذ مشروع «إسرائيل الكبرى» الذى كان يتستر وراء شعار «من الفرات إلى النيل» وهناك من يتحدثون عن حقوق لليهود فى شمال الجزيرة العربية تصل إلى المدينة المنورة نفسها، كما كشفها كتاب صدر أخيرا عنوانه «الطريق إلى مكة»، ويصور اليهود باعتبارهم أصحاب الأرض الحقيقيين ليس فى فلسطين وحدها بل فى كل البلاد المجاورة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]