«وعد بلفور».. 67 كلمة غيرت مسار التاريخ

مع اقتراب الذكرى المئوية لإعلان «وعد بلفور»، الذي تكون من 67 كلمة، بعث بها وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، صدرت عن كل من رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ورئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبريطانيا، التي منحت «وعد من لا يملك لمن لا يستحق»، تصريحات أعادت إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي، الذي شكل محطة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، بريطانيا بالاعتذار عن «وعد بلفور»، وتصويب الظلم التاريخي بحق الفلسطينيين.

وقال الحمد لله، خلال كلمة ألقاها في أثناء افتتاح 5 مدارس حكومية جديدة شمال الضفة الغربية المحتلة، «لقد أصبح لزاماً على المجتمع الدولي، ونحن نقترب من المئوية الأولى لوعد بلفور المشؤوم، إنهاء الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا».

وأضاف، «نطالب المملكة المتحدة بتحمل المسؤولية، والاعتذار عن هذا الظلم التاريخي الذي ارتكبته بحق شعبنا، وتصويبه بدلاً من الاحتفال به، وهو الأمر الذي يعد تحدياً للرأي العام المناصر لقضيتنا الوطنية، وكل أنصار العدالة والحرية وحقوق الإنسان».

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قالت في تصريحات صحفية، إنها «فخورة من الدور الذي لعبته بلادها في إقامة دولة إسرائيل»، مؤكدة، أن بريطانيا «بالتأكيد»، ستحتفل بالذكرى المئوية لوعد بلفور، بـ«فخر»، مع أنها أقرت بضرورة «فهم الشعور الموجود لدى بعض الناس بسبب وعد بلفور»، وأضافت ماي، أن «هناك الكثير من العمل يجب القيام به».

وفي ردها على سؤال من روبيرت جينريك، النائب من حزب المحافظين، أكدت ماي، دعم حكومتها لحل الدولتين كوسيلة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحة أن «ذلك يمثل هدفاً مهماً».

وفي ردٍ رسمي على تصريحات ماي، قال أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم، إن تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، عن احتفال بريطانيا بالذكرى المئوية لصدور «وعد بلفور»، ينم عن جهل بحقائق التاريخ، ووقاحة سياسية، وإصرار على تأييد الجريمة التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف عبد الرحيم، في بيان صحفي، أن إصرار رئيسة وزراء بريطانيا على الاحتفال بالذكرى المئوية للوعد المشؤوم، إنما يمثل أيضاً تأييداً للسياسات العنصرية والقمعية التي يمارسها الاحتلال، مؤكداً أن بريطانيا بهذا الفعل تقف إلى جانب استمرار التوتر في منطقة الشرق الأوسط بتدمير حل الدولتين، والتوصل إلى حل يكفل للشعب الفلسطيني الحصول على دولته ضمن حدود 1967، وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي كلمة ألقاها من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 سبتمبر/ أيلول الماضي، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السلطات البريطانية الحالية، بتقديم اعتذار عن إصدار «وعد بلفور»، يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1917، ومنح تعويضات للفلسطينيين على احتلال أراضيهم، الذي مهدت رسالة الوزير البريطاني بلفور، الطريق له.

ويتمثل «وعد بلفور»، في رسالة بعث بها وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور، في العام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، أعلن فيها دعم بريطانيا لإقامة دولة لليهود في فلسطين.

وكانت منظمة التحرير الفلسطينية، طالبت بريطانيا الأسبوع الماضي، بالاعتذار عن «وعد بلفور»، بدلاً عن الاحتفال بذكراه، في حين حذر رئيس دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة زكريا الأغا، على رفض لندن الاعتذار، وإصرارها على تنظيم فعاليات احتفالية مع مسؤولين إسرائيليين، سيقابل بحراك فلسطيني رسمي لمقاضاة المملكة المتحدة أمام المحاكم الدولية.

وبالتزامن مع تلك التصريحات، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدها أمس الأحد، إنه يتوجه خلال أيام إلى لندن للمشاركة في احتفال يحيي الذكرى المئوية لوعد بلفور، مجدداً إشادته بهذه الوثيقة، وبـ«الدور الدولي في إقامة إسرائيل».

وأضاف نتنياهو، «هذا الوعد اعترف بأرض إسرائيل كبيت قومي للشعب اليهودي، وحرك المساعي الدولية التي أدت إلى إقامة دولة إسرائيل، الدولة لم تكن لتقوم من دون الاستيطان والتضحية والاستعداد للكفاح من أجلها، ولكن الحراك الدولي بدأ بلا شك بوعد بلفور».

وفي سياق متصل، انفردت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية، بنشر مقال كتبه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، دعا فيه بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور، إلى تقديم المساعدة لبناء دولة جديدة أخرى إلى جانب إسرائيل، هي فلسطين.

وافتتح جونسون مقاله بالإشارة إلى أنه يجلس الآن في الغرفة ذاتها التي كتب فيها سلفه اللورد بلفور، رسالته الشهيرة إلى اللورد روتشيلد، في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي تلخص جوهرها، حسب تعبيره، بجملة واحدة تألفت من 67 كلمة، صيغت بعناية شديدة وقادت إلى تأسيس دولة إسرائيل لاحقاً.

وأشار جونسون إلى أنه لا يرى تناقضاً بين أن يكون صديقاً لإسرائيل، وأن يشعر بقوة «بمعاناة أولئك الذين تضرروا ونزحوا بعد ولادتها»، مشدداً على أن «التحفظ الجوهري في تصريح بلفور، الهادف إلى حماية الطوائف الأخرى، لم يتحقق بشكل كامل».

واقترح وزير الخارجية البريطاني، تأسيس دولتين مستقلتين: إسرائيل آمنة، كوطن للشعب اليهودي، إلى جانب دولة فلسطينية مجاورة، كوطن للشعب الفلسطيني، بحسب تصور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، على أن تكون الحدود بين الدولتين على خطوط التماس في الرابع من يونيو/ حزيران 1967، مع تبادل مساوٍ للأرض بما يعكس المصالح الوطنية والأمنية والدينية للشعبين اليهودي والفلسطيني.

وثيقة تعزز المزاعم الصهيونية

اعتبرت الصهيونية، «وعد بلفور»، «وثيقة» تعزز المزاعم الصهيونية، بملكية الشعب اليهودي لأرض فلسطين، وعلى مدار 30 عاماً تقريباً حتى تأسيس دولة الاحتلال، كان يوم الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني، يوماً احتفالياً لدى اليهود.

فيما يرى مؤرخون إسرائيليون أن صدور «وعد بلفور»، كان متحفظاً ومقلصاً قياساً بالصيغة التي اقترحها وايزمان، وأن مرد ذلك يعود إلى أن إصدار الوثيقة، نبع من اعتبارات سياسية واقتصادية واستراتيجية. فقد أرادت بريطانيا أن تفكك الإمبراطورية العثمانية، وأن تستند في استعمارها في المنطقة إلى دولة عربية وأخرى يهودية وثالثة أرمينية. لكن بلفور عمل في هذا الصدد انطلاقاً من معتقدات دينية، واعتبر أن «الديانة والثقافة المسيحية، مدينة للغاية اليهودية»، وقد أيده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج في ذلك.

وقام آرثر بلفور، بزيارة فلسطين في العام 1925، حيث استقبله الصهاينة بالترحاب. وكتب المؤرخ الإسرائيلي توم سيغف، في كتابه «أيام شقائق النعمان» (شقائق النعمان وصف للجنود البريطانيين إبان الانتداب)، أن بلفور غادر البلاد متجهاً بالقطار إلى دمشق، لكنه نزل منه قبل وصوله إلى دمشق لأسباب أمنية، حيث كانت جماهير غفيرة بانتظاره في محطة القطار في دمشق للاحتجاج والتظاهر ضد وعده المشؤوم.

وأضاف سيغف، أن آلاف المتظاهرين انتقلوا من محطة القطار إلى منطقة فندق فيكتوريا، الذي نزل فيه بلفور، وتظاهروا هناك وألقوا الحجارة باتجاه الفندق.

نص «وعد بلفور»

عزيزي اللورد روتشيلد ..

يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عُرض على الوزارة وأقرته:

«إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين. وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى».

وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.

المُخلِص

آرثر بلفور

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]