وفاة الكاتب والسيناريست المصري وحيد حامد عن 77 سنة

أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن موعد دورته الـ 43، موضحا أن ستقام خلال الفترة من 1 إلى 10 ديسمبر 2021، على أن يكون حفل الختام في التاسع من ديسمبر المُقبل.

وأشارت إدارة المهرجان في بيان إلى أنه فيما يخصص اليوم التالي لعرض الأفلام الفائزة بجوائز المسابقات الرسمية، كما جرت العادة خلال الدورات السابقة من عمر المهرجان.

وكانت الدورة 42، قد شهدت مشاركة 95 فيلما، ممثلا لأكثر من 40 دولة، من بينها 20 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، وأكثر من 10 أفلام حصلت على أرفع الجوائز من المهرجانات الكبرى، إضافة إلى 10 أفلام مصرية.

وكرّم المهرجان في دورته الثانية والأربعين ثلاثة شخصيات سينمائية بارزة، اثنان بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، هما الكاتب الكبير وحيد حامد، والكاتب والمخرج البريطاني الحاصل على الأوسكار كريستوفر هامبتون، والذي عاش جزء من طفولته في مصر بين مدينتي الإسكندرية والسويس، أما ثالث التكريمات فكانت الفنانة منى زكي التي منحت جائزة فاتن حمامة للتميز.

ورغم الالتزام الكامل بالتباعد الاجتماعي وتخفيض عدد المقاعد في جميع القاعات إلى النصف، فإن الدورة الماضية شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا، حيث تجاوزت عدد التذاكر 30 ألف تذكرة.

ورغم معوقات وصعوبات السفر التي فرضها فيروس كورونا على العالم، فإن هناك حوالي 200 ضيف أجنبي، حرصوا على الحضور مع الأفلام، والمشاركة في الحلقات النقاشية، على أرض الواقع، كما وفر المهرجان مشاركات افتراضية للضيوف الذين لم يتمكنوا من الحضور.

شيّع حشد غفير من الفنانين والمسؤولين في مصر، اليوم السبت، جنازة الكاتب الكبير وحيد حامد بعد وفاته إثر أزمة قلبية حادة عن عمر ناهز 77 عاما.

وقدم وحيد حامد العديد من الأفلام السينمائية والتليفزيونية الناجحة، كما نال خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة.

وكأنه المشهد الأخير في حياته، قاوم كل آلامه وأوجاعه واختار أن يطل من علي خشبة المسرح الكبير في لحظة تكريم أمام المحبين ورفقاء المشوار، وسط أصوات التصفيق وآهات المحبين ليعلن إغلاق الستار ونهاية الرحلة، راضياً بما حقق وأبدع على مدار المشوار الذي امتد لـ 50 عامًا.

وقالت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، إن مواقف حامد الإنسانية والوطنية أثرت في وجدان الأجيال.

ورحل الكاتب الكبير وحيد حامد في هدوء كعادته، وسط حضور من الفنانين والمثقفين الذين شاركوا في جنازته في ظل إجراءات احترازية.

الأديب الراحل ولد عام 1944 بمحافظة الشرقية وبزغ نجمه مبكراً في الكتابة، وقدم عشرات الأفلام التي تصدى خلالها لقضايا اجتماعية وسياسية شائكة، كما تربع عرش السينما من خلال أعماله التي شكلت جداراً للوعي، فتوات بولاق، غريب في بيتي، البريء، الراقصة والسياسي، الإنسان يعيش مرة واحدة، الغول،، معالي الوزير، الهلفوت، الإرهاب والكباب، المنسي، اللعب مع الكبار، وعمارة يعقوبيان.

رحل وحيد حامد, لكنه مُخلد بما أبدع وسطر، أعماله ستظل خالدة بما ساهمت في تحويل ظلام التطرف والجهل إلى نور المعرفة والتسامح، رحل كاتب مصر الكبير، لكن اسمه سيظل حياً لن يمحوه الموت.

وكأنه أدرك قرب رحيله، فقال في آخر رسائله إلى الجمهور “أعتقد أنه من الممكن أن تذكروني لاحقا بأفلام أسعدتكم بقدر ما”. هذا ما ذكره الكاتب والسيناريست المصري وحيد حامد في ندوة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الأخير حول مشواره الإبداعي.

واليوم يرحل الكاتب الاستثنائي تاركا لجمهوره حصيلة أعمال مميزة في تاريخ الدراما المصرية. وتاريخًا حافلًا بالإنجازات، وإرثًا أدبيُا شاهدًا على أحداث تاريخية واجتماعية فارقة.

وخيمت حالة من الحزن على الوسط الفني والثقافي، بعد رحيل الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، اليوم السبت، عن عمر يناهز 77 عامًا إثر تعرضه لأزمة قلبية.

الظهور الأخير

كان الظهور الأخير لحامد في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 42، وتم تكريمه آنذاك تقديرًا لتاريخه الفني الحافل على مدار سنوات عدة، وحصول على جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر.

وتصدر ندوة ضمن فعاليات المهرجان شهدت إقبالا من الشباب المصري وحضور عدد من الفنانين المصريين، حيث دار نقاش حول مشواره الإبداعي، وجّه فيه الشكر لكل من ساندوه في رحلته.

سيرته

وشهدت مدينة منيا القمح التابعة لمحافظة الشرقية، تحديدًا في يوليو 1944 مولد وحيد حامد الذي أصبح لاحقا من أبرز صناع السينما المصرية، وأكبر كتاب الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية خلال العقود الأربعة الماضية في المنطقة العربية.

والتحق حامد بكلية الآداب قسم الاجتماع، وتأثر كثيرًا خلال مشواره الأدبي بأديب نوبل نجيب محفوظ، ويوسف إدريس.

رحلته الأدبية

بدأ حامد رحلته الأدبية بكتابة القصة القصيرة، فكانت أول إصداراته مجموعة قصصية بعنوان “القمر يقتل عاشقه”.

ثم انتقل إلى كتابة المسلسلات الإذاعية وبرع في تقديم مسلسل شياطين الليل، والرجل الذي عاد، وطائر الليل الحزين، وقانون ساكسونيا.

رفاق المسيرة

استطاع حامد أن يقدم مجموعة كبيرة من أبرز نجوم السينما على الشاشة بنكهة وشكل مختلف وعلى رأسهم عادل إمام ونور الشريف، ونبيلة عبيد وأحمد زكي ويسرا ومني زكي، وإلهام شاهين، ومحمود عبد العزيز وغيرهم.

أعماله السينمائية

أثرى السيناريست المصري الراحل السينما المصرية بمجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية والدرامية مثل، “طائر الليل الحزين” و”غريب في بيتى” و”البريء” و”الراقصة والسياسي” و”الغول” و”الهلفوت” و”الإرهاب والكباب” و”اللعب مع الكبار” و”اضحك الصورة تطلع حلوة” و”سوق المتعة” وغيرها.

أعماله التليفزيونية

أما على الصعيد التليفزيوني فقدم مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية التي أثرت بشكل كبير في تشكيل وعي المواطن العربي، مثل مسلسل الجماعة، الذي كشف خلاله ألاعيب وحيل جماعة الإخوان الإرهابية، كما قدم مسلسلات “البشاير” و”العائلة” و”الدم والنار” و”أوان الورد”.

صائد الجوائز

حصل وحيد حامد على أرفع الجوائز في مصر، حيث توجّ بجائزة “النيل”، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون، قدم خلال مسيرته المهنية أكثر من 40 فيلما، وحوالي 30 مسلسلا تلفزيونيا وإذاعيا، وتم تكريمه في مهرجان دبي السينمائي عام 2017.

كما حصل على العديد من الجوائز خلال مشواره الفني منها الجائزة الفضية من مهرجان ميلانو بإيطاليا عن فيلم “الإرهاب والكباب”، وجائزة أحسن فيلم من الصين عن “أضحك الصورة تطلع حلوة”، وجائزة أحسن سيناريو من مهرجان فالينسيا السينمائي بإسبانيا عن فيلم “اللعب مع الكبار”.

ضد الفساد

وفي 2018، شن وحيد حامد حملة شرسة ضد مخالفات تصاحب مشروع مستشفى 57357 لسرطان الأطفال، وتقدم حينها ببلاغ للنائب العام يطالبه بفتح تحقيق في شبهات فساد وإهدار للمال العام، واستغلال سلطة ونفوذ، ضد الدكتور شريف أبو النجا، المدير العام وعضو مجلس إدارة المجموعة وعضو مجلس الأمناء للمستشفى.

الجماعة 3

وقبيل موته بأسابيع قليلة، عكف وحيد حامد على استكمال كتابة مسلسل “الجماعة 3″، ألا أن الموت حرمه من إنهائه بعد أن انتهى من كتابة ثلثيه، بحسب تصريحات صحفية له، لكن مصير المسلسل مجهول حتى هذه اللحظة.

مسيرته الحافلة

واختتم وحيد حامد مسيرته الأدبية بمسلسل “الجماعة 2″، والذي رصد فيه ممارسات الإخوان خلال فترة ما بعد ثورة 23 يوليو، وحقق نجاحًا كبيرًا بشهادة الجمهور والنقاد.