وفاة الموسيقار الفرنسي بيير بوليز عن عمر 90 عاما

يتألق العرب في مختلف المجالات عندما يعملون بالخارج، وفي عالم الموسيقى الكلاسيكية لدينا في أوروبا مجموعة من الأسماء اللامعة بينهم العازف رمزي يسي والعازف كمال صلاح الدين.

مزيد من التفاصيل في سياق التقرير.

بخلاف الدراسات والأبحاث الغزيرة التي رصدت في الجزائر أو فرنسا عن حرب التحرير الجزائرية، تبقى النصوص والأعمال الفنية التي سعى أصحابها إلى الدخول في تفاصيل الحرب هي الأفضل، لأنها تروي معاناة الأفراد، وقصص النجاح والكفاح التي جعلت الجزائر مستقلة.

في مدينة تنام خائرة القوى في عتمة الليل، ينتهكها نباح ألف كلب ضال، نائمة في سبات عميق خوفًا من غارة أو هجمات للاحتلال الفرنسي مغمضة الشوارع، نشأ الطفل الجزائري «بشير» البالغ من العمر عشر سنوات، وعلى الرغم من براءته إلا أن حلم الاستقلال لم يفارقة منذ البداية.

فقد استضاف المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، عرض الفيلم الجزائري “حكايات قريتي” للمخرج كريم طريدية، حيث ينافس الفيلم في المسابقة الرسمية لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ38.

وتبدأ أحداث الفيلم بتسليط الضوء على الطفل بشير، ويبتعد مخرج العمل كريم طريدية عن لغة الغموض ويقترب أكثر من روح الحكاية البسيطة، حيث يسرد تفاصيل حياة ذلك الطفل وعائلتة.

وبعيدًا عن بشير جاءت جدته كشخصية محورية في الفيلم، فهي السيدة العجوز التي تمتلك كافة الذكريات المقاطعة والمتشابكة، والتي تشكل في النهاية حكايات عن الجزائر كاملة منذ أن انهتكتها الحرب.

وعلى الرغم من تعدد الأشخاص داخل الفيلم، إلا أن عائلة بشير شكلت بؤرة السرد في الفيلم كله.

ويرصد الفيلم، العديد من نماذج البشر صغارًا وكبارًا فينتمون إلى طوابير البؤساء على الرغم من طفولتهم، والكبار منهم يمارسون الصمت على الرغم من غصة ما يحملون، أما والد بشير فكان مختلفا عنهم، إذ كان يحلم بالاستقلال كي يحصل على منزل بمزرعة وعلى الرغم من بساطة حلمه، إلا أنه ضحى بكل الدجاجات التي امتلكها في الفيلم من أجل استقلال الجزائر.

وتبدأ حبكة الفيلم من خلال حلم بشير بأن يكون ابنًا لشهيد، حيث إنه من المفترض أن يتمتع أبناء الشهداء بمستقبل عظيم، لذلك فهو على استعداد بللتضحية بوالده، الذي هجرهم من أجل حلمه البسيط، لكي يحقق حلمه.

وتتضح حقيقة الاحتلال الفرنسي أمام بشير، حتى أنه يتخلى عن صديقة الجندي الفرنسي فرانسوا، بعد أن أدرك من خلال جدته أنه عدو لدولته، وتأكد من ذلك بنفسه حيث كاد أن يعرض قريته بالكامل للخطر بسببه.

وعلى الرغم من التشاؤمية التي زرعها المخرج في مشاهدي العرض لكي يصور حال الجزائر في ذلك الوقت، إلا أن النهاية جاءت ببصيص الأمل من خلال رفع علم الجزائر وإعلان الاستقلال، دون أن يتحقق حلم بشير.

ويرى المخرج أن الخراب الكامن في الأمكنة، لا بد له من حمامة سلام تنهي الحكاية، إلا أن بياض تلك الحمامة لم يحل على بشير الطفل وبطل الحكاية حيثما حل الاستقلال لدولته توفي خاله، فأصبح مشتتا ما بين حرية الاستقلال وضياع العائلة.

أكد الشاعر المصري الكبير سيد حجاب، أنّ حالته الصحية مستقرة، مشيرًا إلى أنه سوف يعود إلى مصر قريبًا بعد استكمال الفحوصات الطبية، التي يجريها في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يسافر مجددًا لاستكمال علاجه.
وقال الشاعر في اتصال هاتفي لـ«الغد» من باريس، «أطمئن كل الأصدقاء والمحبين، الذين أسعدوني باتصالاتهم الهاتفية، حالتي مستقرة وسأعود إليكم قريبًا».

وعبر حجاب، خلال الاتصال الهاتفي، عن اشتياقه للعودة إلى أرض الوطن «وادي وبوادي وبحور وجسور ومواني، توحيد وفكر وصلاة، تراتيل غنا، وابتهالات، وكل ده في مصر ياولاد، حلوة الحلوات»، وحنينه إلى الشعب المصري صاحب الإرداة القوية والعزيمة التي لا تلين، وفي «ساعة الهوايل، يقوم قايل يابلداه، وييجى شايل، هيلا هب شايل، حملها ويعدل المايل».
وكان وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، أكد في وقت سابق هذا الأسبوع، أنه أجرى اتصالا هاتفيا يوم الثلاثاء الماضي بالشاعر الكبير سيد حجاب، وأنه اطمأن على صحته وأبلغه الشاعر الكبير بأنه مازال في مرحلة استكشاف المرض وسط ترجيحات بوجود اشتباه في الإصابة بورم الرئة اليسرى.

وأكد النمنم، أنه على الفور توجه إلى رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل، وأبلغه بالوضع الصحي لسيد حجاب، فأكد استعداد الدولة التكفل بعلاج الشاعر الكبير في الخارج، إن لزم الأمر، مؤكدا الشاعر الكبير يحظى بتقدير كبير من جانب الدولة لمشروعه الإبداعي الممتد.

وحجاب، الذي خط بيديه ديباجة الدستور المصري الأخير، يعد أحد أعمدة الوجدان الشعبي المصري، ولد في قرية صغيرة يعمل أهلها بصيد الأسماك على ضفاف بحيرة المنزلة في محافظة الدقهلية، بوسط دلتا النيل، وبعد أن أصدر ديوانه الأول «صياد وجنية»، انطلق إلى قاهرة المعز، حيث التقى الخال عبد الرحمن الأبنودي، وكوّنا «دويتو» إبداعيًا، لتناوبا تقديم البرنامج الإذاعي الشعري «بعد التحية والسلام».

وذاع صيت الشاعر الشاب، الذي قدم برامج أخرى منها «عمار يا مصر» و«أوركسترا»، كما شارك في الندوات والأمسيات الشعرية والأعمال التلفزيونية والسينمائية في محاولة للوصول للجمهور، حتى قدمه أستاذه صلاح جاهين، للفنان الراحل كرم مطاوع ليكتب له مسرحية «حدث في أكتوبر»، ويبدأ انطلاقته الكبرى، حيث غنى له كل من عفاف راضي وجدو عبده وصفاء أبو السعود، وتعاون مع الموسيقار بليغ حمدي الذي لحن من كلماته أغنيات لعلي الحجار وسميرة سعيد، وقدم معه الحجار، وكتب لمحمد منير في بداياته أغنية «آه يا بلاد يا غريبة» في أول ألبوم له، ثم أربع أغنيات في ألبومه الثاني، ثم كتب أشعار العديد من الفوازير لشريهان وغيرها بجانب العديد من تترات المسلسلات منها «المال والبنون»، «ليالي الحلمية»، «شرف فتح الباب»، «أرابيسك»، «العائلة»، «بوابة الحلواني»، وغيرها، حتى وصفه النقاد والكتاب بأنه «أحد أعمدة الوجدان المصري» في العصر الحديث، وقد توّجت مسيرته بالحصول على جائزة كفافيس الدولية عن مجمل أعماله، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2012.

ووقف حجاب، ضمن قوى مصر الناعمة، في مواجهة حكم جماعة الإخوان، وكان واحدًا من العشرة الكبار الذين بادروا إلى الاعتصام أمام وزارة الثقافة للمطالبة برحيل وزير الجماعة علاء عبد العزيز، فكان أن كالت له الجماعة وميليشياتها الإلكترونية الاتهامات، وتعرض للطعن في وطنيته حين نسبوا له، كذبًا وزورًا، الأوبريت الغنائي «اخترناه»، وهو الأوبريت الشهير الذي غنته مجموعة من الفنانين في مديح الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي كان حجاب يعارض سياساته، بشدة.
ورغم علم الجميع، أن كاتب كلمات الأوبريت هو الشاعر عبد السلام أمين، إلاّ أن الجماعة، التي كانت تتفنن في تشويه صورة من أرادت وقتما شاءت، نسبت إليه كلمات الأوبريت.