وفاة طالبة وإصابة أخرى في انهيار سقف مدرسة بشمال لبنان

أعفت محكمة التمييز الجزائية في لبنان، الدكتور فادي الهاشم، زوج الفنانة نانسي عجرم، من جميع التهم الموجهة إليه، في قرار أصدرته برئاسة القاضية سهير الحركة، بعد أكثر من 3 سنوات أمام القضاء، وبهذا، برّأ القضاء نهائيّاً فادي الهاشم في قضية قتله عام 2020، رجلاً تسلّل ملثّماً إلى منزله في منطقة كسروان بهدف السرقة، وهدّد بقتله وعائلته، واعتبر القرار أنّ فعل الهاشم يُصنّف في إطار «الدفاع المشروع عن النفس».

وشرح وكيل الهاشم، المحامي غابي جرمانوس، لفرانس برس أنّ «قرار الهيئة الاتهامية الذي صادقت عليه محكمة التمييز يثبت أنّ شروط الدفاع المشروع متوافرة في قضية فادي الهاشم».

وأضاف: «هذا يعني ببساطة أنّ القرار اعتبر أنّ الهاشم مارس حقّ الدفاع عن نفسه وعن عائلته في ضوء الظروف التي كان موجوداً فيها والثابتة بموجب تقارير علمية، من دخول السارق ليلاً وهو يحمل سلاحاً وتهديده الهاشم بإيذاء عائلته، وهذه الظروف كلّها تتيح توصيف فعل الهاشم بأنه فعل دفاع عن النفس»، مشيرا وجود «توازن بين ردّ فعله والخطر الذي تسبّب به السارق».

وتابع أنّ «هذا القرار أعطى التوصيف الصّحيح للدفاع المشروع عن النفس في حالات مماثلة، وبات تالياً في إمكان أيّ شخص أن يدافع عن نفسه من دون أن يخشى صدور أي حكم قضائي بحقه بشرط التناسب بين الفعل الضار بالشخص وردّة فعله المتمثلة في الدفاع عن نفسه».

الواقعة في 2020

وتعود أحداث القضية لعام 2020، عندما تسلل القتيل إلى فيلا الفنانة عجرم في نيو سهيلة، ليل الرابع إلى الخامس من يناير/كانون الثاني وهو ملثم ومسلح بمسدس.

#نانسي_عجرم ترند نشط حالياً ..
،
السبب : لص مسلح اقتحم منزل #فادي_الهاشم زوج الفنانة نانسي عجرم وحصل تبادل اطلاق نار وقتل اللص فوراً ..
، pic.twitter.com/ja3zP05QGP

— ماجد (@M0Gaa) January 5, 2020

وصل إلى غرفة نوم طفلات الهاشم الثلاث، وهدّده بقتله وقتل عائلته إن لم يرشده إلى خزنة الأموال والمجوهرات، فسارع الهاشم إلى إحضار مسدّسه وأطلق النّار على المهاجم وأرداه بـ 18 طلقاً ناريّاً.

الإدعاء العام اللبناني يصدر قراراً بتوقيف فادي الهاشم، زوج الفنانة #نانسي_عجرم بعد قتله لصاً سورياً دخل فيلته فجر اليوم في نيو سهلية بقضاء كسروان خلال تبادل إطلاق نار بينهما pic.twitter.com/gVe6cONoAr

— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) January 5, 2020

وتم وقتها تداول مقطع فيديو من كاميرا مراقبة داخل الفيلا أظهر المتسلل وهو يجوب داخلها.

وأثارت الحادثة حينها جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، بين من أيد حق الهاشم في الدفاع عن منزله وأسرته، وبين من اتهمه بتعمد القتل، نظراً لأن القتيل، ويدعى محمد الموسى، كان يعمل لديهم في المنزل، ما تسبب في تعرض المطربة اللبنانية وزوجها لانتقادات حادة واتهامات متلاحقة.

وعبر المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، شن أهل القتيل هجوما حادا على الهاشم ونانسي، مؤكدين أنه لم يكن لصا بل كان يعمل في مزرعة نانسي ودخل منزلها لأنه يريد استعادة مبلغ من المال، وطالبت أسرة محمد بتشريح الجثة والتحقيق مع فادي الهاشم.

لا تزال قضية وفاة الطفلة لين طالب، في يونيو/حزيران الماضي، بعد اغتصابها، تشغل بال اللبنانيين، خاصة أن الاتهام يمس الأم والخال والجد والجدة.

وشهدت القضية تطورات جديدة، حيث أصدرت قاضية التحقيق الأولى في الشمال قرارها الظني، وبعد اتهام خالها بالاغتصاب وتستر الأم والجد والجدة على الأمر، اعتُبِر فعل خالها ينطبق على جنايتي المادتين 503 و504 في قانون العقوبات، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.

واعتبرت القاضية وفاة لين ينطبق على جريمة القتل عمداً وفق المادة 549 من هذا القانون، وطلبت محاكمة الخال ووالدتها وجدها وجدتها لأمها بهذه الجناية التي تنص على عقوبة الإعدام، وأوجبت محاكمتهم أمام محكمة الجنايات في الشمال.

وتعود أحداث القصة إلي فترة ما بعد انتهاء عطلة العيد، حين نقلت الأم ابنتها إلى أحد المستشفيات إثر ارتفاع حرارتها، لكنها أعادتها لاحقا إلى المنزل، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية. إلا أن حالة الصغيرة تدهورت مجددا على ما يبدو، فنقلت ثانية إلى مستشفى المنية الحكومي، لكن سرعان ما فارقت الحياة.

وبين تقريران طبّيان شرعيّان منفصلان، تعرّضها لاعتداء جنسي متكرر قُبيل وفاتها، كما أشار أحد التقريرين إلى وجود كدمات على وجه الطفلة وتورّم بالشفتين، إثر تعرّضها لاعتداء جنسي، ما شكل صدمة بين اللبنانيين، لاسيما أن الصغيرة لم تتجاوز الست سنوات.

وذكرت وزارة الصحة العامة أن الطفلة نقلت مرتين متتاليتين إلى مستشفى المنية، مضيفة أن مديرية العناية الطبية في الوزارة باشرت التحقيق اللازم في ظروف الوفاة مع المعنيين لتبيان أسبابها، كما أوضحت أنها ستودع كل ما لديها من معطيات لدى القضاء المختص.

وبعد صدور القرار القضائي، تصدر وسم «لين طالب» مواقع التواصل الاجتماعي البناني، خاصة منصة إكس، حيث عبر اللبنانيون عن غضبهم من تلك الواقعة البشعة.

في تفاصيل القرار الظني الذي سطرته القاضية الشجاعة سمرندا نصار في جريمة قتل الطفلة #لين_طالب من قبل المغتصب خالها وبمشاركة الوالدة والجد والجدة ما "تقشعر له الأبدان"..!
إعدام القتلة واجب..
والتحية إلى القاضيتين سمرندا نصار وماتيلدا توما (المحامية الاستئنافية في الشمال) التي إدعت… pic.twitter.com/Jd5Kq1VCJF

— سالم زهران (@salemzahran05) August 31, 2023

وأشاد عدد منهم بما وصفوه بأنه «شجاعة» من القاضية سمرندا نصار، قاضية التحقيق الأولى في الشمال.

ختمت القاضيه نصار التحقيقات بملف #لين_طالب واحيل الملف للنيابة العامه الاستئنافيه بالشمال ممهدا لإصدار الحكم الظني

الخال متهم باغتصاب وقتل
الام والجد والجده متهمين بالتستر والقتل عمدا
شخص متهم بالمساعده لطمس الأدله
لمن يتساءل لما الملف لا يسرع اكثر من هذا، أقول هذا المسار… pic.twitter.com/AjKdRozM8C

— 🇱🇧Sarah Dumas🇫🇷 (@Sarahdumas14) August 24, 2023

💢صرت عايدة قراءة حيثيات التحقيق مرات عدة، ومش عم اقدر استوعب شو عم اقرا
💢الله لا يضيعلك حق يا #لين_طالب ، اقصى عقوبة واقصى عقاب هو لعنتك الابدية الهون
💢حفنة من القتلة الاشرار https://t.co/PAlaqChfdT

— Mahassen Moursel (@MMoursel) August 31, 2023

فيما انهالت التعليقات والمنشورات التي تطالب بإعدام المتهمين جراء فعلتهم.

ان شاءالله بتتعلقو كلكن بالمشنقة #لين_طالب حقك ما رح يضيع#الإعدام pic.twitter.com/gK2cHxa2YV

— Om Mohammed (@fbazzi4) August 24, 2023

وترحم رواد مواقع التواصل على الطفلة لين، مطالبين بالعادلة.

عن عمر 7 سنوات، فارقت الطفلة اللبنانية نايا حنا الحياة، أمس السبت، بعد 3 أسابيع قضتها في قسم الرعاية المركزة، إثر تعرضها لغيبوبة ناتجة عن عيار ناري طائش أصابها مطلع أغسطس الجاري.

وكانت نايا تلهو في ساحة مدرستها، في قضاء بعبدا، عندما استقرت طلقة طائشة بين عنقها ورأسها، لتدخل في غيبوبة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وبدأ الأمر في فترة ظهور نتائج امتحانات الشهادة التوجيهية في لبنان، إذ انتشرت حينها احتفالات عشوائية، تخللها إطلاق للنار تعبيرا عن السعادة بنجاح بعض الطلاب، واختارت إحدى تلك الرصاصات الطائشة، نايا لتقتلها.

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان إلى ساحة عزاء، عبر اللبنانيون من خلالها عن حزنهم لرحيل طفل لا ذنب لها على الإطلاق، وأيضا غضبهم من ظاهرة السلاح المتفلت والاحتفالات العشوائية التي تواكب ظهور نتائج بعض الامتحانات المدرسية.

وعلى منصة إكس كتبت “سحر غطاس” منشورا غاضبا صبت فيه دعواتها على مطلق الرصاصة التي قتلت الطفلة نايا.

23يوم من وقت اصابة #نايا_حنا برصاص طائش بسبب غبي نجح بالامتحانات الرسمية..
نايا اليوم استسلمت وسلّمت روحها.. والله يحرق قلب الي حرق قلب أهلها. pic.twitter.com/puwJpo2BLz

— Sahar Ghaddar (@sahar_ghaddar) August 26, 2023

بينما قال إلياس زغبي في تدوينة إن سبب موت هذه الطفلة هو ” إنسان مريض مفكر الدني كلها بتمشي بالطيش”، مؤكدا أن الفاعل أفلت للأسف من العقاب.

ماتت لأنها عايشة مع بجم،
ماتت لأن في غبي وجاهل حب يحتفل بإبنو أو بنتو، فحرمها الحياة،
ماتت لأن في إنسان مريض مفكر الدني كلها بتمشي بالطيش،
ماتت هي، وهو إتفلّت من العقاب،
ماتت وأخذت قلوبنا معها.#نايا_حنّا pic.twitter.com/NdlJqmVvdt

— Elias A. Zoghby (@eliaszoghbyy) August 27, 2023

وشبّه “غالب أبو زينب” الطفلة الضحية بـ”ملاك في السماء” بينما وصف أصحاب الأفراح العشوائية ومطلقي الأعيرة الطائشة بأنهم “شياطين على الأرض”.

كل من يطلق النار في الهواء هو قاتل او مشروع قاتل يمثل الهمجية والتخلف لانه سيلحق الاذى بالناس ويزهق ارواحا بريئة ظلما وعدوانا.
صحيح ان #نايا_حنا ملاك في السماء لكن مطلقى النار #شياطين_الارض
يجب استئصال هذا الآفة اللعينة،
فاليوم نايا وغدا ربما أولادنا اونحن
السلام لروحك الطهارة. pic.twitter.com/7UFxjNUpRe

— غالب أبوزينب (@ghalebabouz) August 27, 2023

وقدم “مارك ضو” مقترحا بأن يتم رفع الحماية عن كل شخص يحمل سلاحا، مطالبا بمحاكمتهم.

بيانات الإستنكار وشجب الجريمة لن تفيد… #نايا_حنا قُتلت وسُرقت من أحضان أهلها والمجرم بقي “مستتراً” ومتخفّياً خلف رصاص متفلّت تعبيرًا عن فرحه❗️

من غير المسموح الحديث دوماً بصفة المجهول عن القتلة فإطلاق “الرصاص العشوائي” الذي يودي بحياة الأبرياء، إنها جريمة جنائية متنقّلة يجب… pic.twitter.com/xMVgsTwU0N

— Mark B. Daou 🅱️➕ (@DaouMark) August 27, 2023

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات إطلاق النار العشوائية ظاهرة متفشية في لبنان، تتزامن عادة مع الأفراح والأعياد، وكان 3 لبنانيين قد أصيبو في ليلة رأس السنة الماضية، إثر عملية إطلاق نار عشوائي في بيروت وطرابلس، كما أصيبت طائرة بأعيرة نارية طائشة خلال توقفها بمطار رفيق الحريري بالتزامن مع الاحتفالات برأس السنة في لبنان.