وفاة عباسي مدني زعيم جبهة الإنقاذ الجزائرية عن عمر 88 عاما
توفي، اليوم الأربعاء، عباسي مدني مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر عن عمر يناهز 88 عاما في مقر إقامته بالدوحة والتي انتقل للعيش بها بعد انتهاء إقامته الجبرية في الجزائر عام 2004.
وفي الحراك الجزائري الأخير، غاب صوت الزعيم الإسلامي السابق دون تسجيل أي تعليق على الأحداث التي وقعت مؤخرا في البلاد، عدا تصريحات مقتضبة أدلى بها نجله.
وأطلق مدني عددا من المبادرات للمصالحة في الجزائر في فترة العشرية السوداء في التسعينيات من القرن الماضي، غير أن هذه المبادرات لم يكن لها صدى يذكر.
اختفي مدني عن المشهد الجزائري وكان آخر ظهور له في أول أيام عيد الأضحى عام 2013 بعدها ساءت حالته الصحية.
ولد عباسي مدني عام 1931 بمدينة سيدي عقبة القريبة من ولاية بسكرة شرق الجزائر العاصمة من أصول أمازيغية ، لأب كان يعمل إمام مسجد ومعلماً للتربية الدينية، والذي درس على يديه العلم الديني ، ثم أكمل تعليمه وهو في عمر 16 عاما على يد الشيخ نعيم النعيمي في مدينة بسكرة.
بدأ عباسي مدني ممارسة العمل السياسي منذ 1948 في الحركة الوطنية الجزائرية في عهد الاستعمار ، و انضم إلى المنظمة السرية التي أعدت وفجرت الثورة التحريرية في نوفمبر 1954، ونفذ أول عملية عسكرية له ليلة اندلاع الثورة حيث قاد مجموعة من المجاهدين الجزائريين الذين هاجموا مقر الإذاعة الفرنسية بالجزائر العاصمة وبعدها اعتقل ليقضي أكثر من سبع سنوات في السجن وكان يمثل الجناح الإسلامي الذي أسس نواة الحركة الإسلامية الجزائر.
بعد استقلال البلاد عام 196، عاد إلى مقاعد الدراسة حيث أكمل ليسانس في الفلسفة ثم واصل الدراسات العليا حتى حصل على الدكتوراه في التربية المقارنة من بريطانيا، ثم تم انتخابه في مجلس الشعب عن ولاية الجزائر تحت جبهة التحرير الوطني.
أسس مدني مع رفيقيه علي بلحاج وهاشمي سحنوني، في عام 1988، الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة والتي فازت في عام 1990 بأول انتخابات تعددية في الجزائر، حيث حققت الأغلبية في مجالس البلديات والولايات، لكن الجيش تدخل وألقي القبض على مدني بأمر من الجنرال توفيق مدين وبموافقة الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد عام 1991 في مكتبه بمقر الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
ألغيت نتائج الانتخابات الجزائرية في عام 1991 مما تسبب في تفجير موجة من العنف سميت بالعشرية السوداء أسقطت ما يزيد عن 100 ألف قتيل، وحكم عل مدني من قبل المحكمة العسكرية بالسجن 12 سنة بعد إدانته بـ”المس بأمن الدولة”.
في عام 1997 أطلق سراح مدني لأسباب صحية لكن بقي تحت الإقامة الجبرية حتى انقضاء مدة سجنه سنة 2003، وشهدت العاصمة الجزائرية تظاهرات من قبل أهالي ضحايا العشرية السوداء عقب الإفراج عن عباس مدني وعلي بلحاج، أمام مقرات الحكومة الجزائرية احتجاجًا على السماح لقائدي الإنقاذ باستعادة حريتهما.
وقع مدني عقب الإفراج عنه تعهدا للسلطات الجزائرية يقضي بقبوله الامتناع عن الخوض في الشؤون السياسية، سواء من خلال إعادة إحياء جبهة الإنقاذ أو تأسيس حزب جديد أو الانضمام إلى أي حزب موجود، أو حتى الإدلاء بتصريحات وخطب سياسية على عكس رفيقه بلحاج الذي رفض التوقيع.
قرر مدني بعد ذلك السفر إلى قطر بعدما سمحت له السلطات الجزائرية ، وتأخر الطائرة 4 ساعات عن الإقلاع بسبب خلاف بين السلطات على سفره، واستقر بها هو وعائلته حتى وافته المنية اليوم،
وكان مدني يقيم بحسب وسائل إعلام في مبنى فخم بمعية أفراد عائلته، ويتقاضى راتباً قدره 15 ألف دولار هو عبارة عن هبة من أمير قطر، وتعيش بناته معه أيضاً في نفس المبنى، حيث أن أحد أحفاده يحمل الجنسية القطرية ويلعب للمنتخب القطري لكرة اليد، ولديه ابنان، أحمد وأسامة، يعيش أحمد في قطر مع عائلته، ويعيش أسامة في ألمانيا ويمتلك قناة المغاربية الفضائية.
