وقفات احتجاجية في الضفة وغزة ضد سياسة الإهمال الطبي
طالب عشرات الفلسطينيين، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية والإنسانية بالوقوف عند مسؤولياتهم، والعمل الفوري على إطلاق سراح كافة الأسرى خاصة المرضى منهم، ووقف سياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى في سجون الاحتلال.
جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظمها عشرات الفلسطينيين وأهالي الأسرى في محافظة الخليل بالضفة الغربية، أمام مكتب الصليب الأحمر، ضد سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى، والتي أودت بحياة المئات من الأسرى والتي كان آخر ضحاياها استشهاد الأسيرة سعدية فرج الله (68 عاما) من بلدة إذنا غرب الخليل في سجن “الدامون”.
وشارك في الوقفة التي نظمت بدعوة من نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى، بالتعاون مع القوى الوطنية ولجنة أهالي الأسرى، عدد من المواطنين وأهالي الأسرى وممثلي القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والأهلية، رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية، وصور الأسرى، وصور الشهيدة فرج الله، ولافتات تندد بجرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وندد المشاركون بجرائم الاحتلال العنصرية الممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني لا سيما الأسرى الذين يتعرضون لأبشع الانتهاكات والجرائم من قبل السجانين في جرائم حرب واضحة، مستنكرين حالة الصمت الدولي المريب أمام جرائم الاحتلال بحق الأسرى والتي هى بمثابة مشاركة فيها، وتشجيع للاحتلال على الاستمرار في قتل الأسرى.
وقال الناطق الإعلامي لنادي الأسير أمجد النجار، ان الاحتلال تسبب في استشهاد 230 شهيدا في سجونه من أبناء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، نتيجة سياساته الاجرامية بحق اسرانا ومنها الاهمال الطبي المتعمد، والتي كان آخر ضحاياها الشهيدة فرج الله.
وأضاف أن ما جرى مع الشهيدة فرج الله هو نتيجة للإهمال الطبي المقصود، فقد كان واضحا لقضاة محكمة الاحتلال الوضع الصحي المتدهور للأسيرة، اثناء حضورها لقاعة المحكمة، مع ذلك لم يحركوا ساكنا ولم يقدم لها العلاج اللازم لإنقاذ حياتها.
وحذر من ارتفاع أعداد الشهداء من أبناء الحركة الأسيرة في الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن استمرار صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال، وعجز مؤسساته الحقوقية والإنسانية عن القيام بواجبها في ردع الاحتلال ومحاسبته، شجع الاحتلال على الاستمرار والتمادي في جرائمه.
وأكد، أن ما يتعرض له الأسرى داخل سجون الاحتلال جريمة ضد الإنسانية، وسياسة الإهمال الطبي “سياسة القتل البطيء” التي ينتهجها الاحتلال بحق اسرانا دليل على ذلك، فهي سياسة ممنهجة ومقصودة تهدف الى قتل الاسرى بشكل بطيء وغير مباشر، وايصالهم الى اوضاع صحية سيئة تنشأ عنها امراض مزمنة يصعب علاجها.
وطالب النجار، المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية، بالخروج عن صمته وعدم الكيل بمكيالين، وتطبيق قوانينه الإنسانية والحقوقية على هذا الاحتلال كي يتوقف شلال الدم الفلسطيني.
وحمل ذوو الشهيدة فرج الله الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسيرة فرج الله، مطالبين بفتح تحقيق دولي للوقوف على حقيقة جريمة القتل تلك، وتحميل الاحتلال مسؤولية ذلك، متمنين ان تكون الشهيدة فرج الله اخر ضحايا سياسة الاهمال الطبي المتعمد، مطالبين بالإسراع في الإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال ومن ضمنهم جثمان الأسيرة الشهيدة فرج الله.
وفي قطاع غزة اتهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، المؤسسات الحقوقية الدولية بمشاركة الاحتلال في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، من خلال صمتها على تلك الجرائم، وخاصة جرائم التي يتعرض لها الأسرى وجرائم الإعدامات الميدانية التي تنتهجها سلطات الاحتلال.
وقال المدلل خلال وقفة نظمتها مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، صباح اليوم الأربعاء، دعما وإسنادا للأسرى المضربين عن الطعام وتداعيات استئناف الأسير خليل عواودة للإضراب، في ظل سياسة الإهمال الطبي “لم تكن دماء جريمة قتل الأسيرة سعد الله مطر أول الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، ففي صباح اليوم ارتكب جريمة أخرى ضد أسير فلسطيني مجاهد هو الشهيد رفيق غنام الذي أعدم ميدانيًا بعد اعتقاله، ولن تكون هذه الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني آخر جريمة طالما أن المنظمات الحقوقية الدولية صامتة تجاه ما يحدث”.
وشدد المدلل على ان الفصائل الفلسطينية، لن تصمت طويلاً أمام الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الأسرى في سجون الاحتلال وانه سوف يحاسب على كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.