وكالات للأمم المتحدة: 400 ألف طفل يمني معرضون للموت

دعت منظمة الأمم المتحدة “اليونسيف” المجتمع الدولي إلى ضرورة تقديم دعم عاجل للأطفال باليمن؛ بهدف إنقاذهم من المخاطر المتزايدة جراء سوء التغذية، محذرة من اضطرارها لتقليص مساعداتها الحيوية للأطفال بسبب نقص التمويل.

وذكرت “اليونسيف” – في بيان، وفقا لما ذكرته قناة (اليمن) الفضائية، اليوم الجمعة، أنه من بين 11 مليون طفل يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في اليمن، يعاني أكثر من 540 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم.

وأضافت المنظمة، أن طفلا يمنيا واحدا يموت كل 10 دقائق لأسباب يمكن تجنبها.

توفى 10 أطفال يعانون من اللوكيميا في اليمن، وترك عشرات آخرون في حالة حرجة بعد أن حصلوا على جرعات منتهية الصلاحية من دواء لعلاج السرطان في العاصمة التي يحتلها الحوثيون.

تسبب صراع اليمن الذي دخل عامه الثامن، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم ومقتل أكثر من 150 ألف شخص.

كانت أعمار الأطفال بين ثلاث وخمس سنوات، وتوفوا في مستشفى الكويت بصنعاء بعد حقنهم بجرعات منتهية الصلاحية من دواء مهرب في عدد من العيادات الخاصة، وفق بيان وزارة الصحة التابعة لميليشيا الحوثي، الخميس.

ولم يوضح المسؤولون متى توفى الأطفال العشرة. وفقا لنحو 6 مسؤولين وعاملين تحدثوا إلى الأسوشيتدبرس شريطة كتمان هوياتهم، فقد تلقى نحو 50 طفلا علاج كيماوي مهرب يعرف باسم “ميثوتريكسات” ومصنع بالهند.

وأضافوا أن إجمالي 19 طفلا ماتوا من العلاج المنتهية صلاحيته. وتحدثوا شريطة كتمان هوياتهم لأنهم غير مخولين الحديث إلى الإعلام.

وذكر أطباء في صنعاء أن مسؤولين حوثيين عملوا سرا في شراكة مع مهربي الأدوية الذين يبيعون العلاج منتهي الصلاحية للعيادات الخاصة من منازل دمرت في أنحاء البلاد. حاول الحوثيون في الماضي إخفاء حالات الوفاة.

وخلال جائحة فيروس كورونا، اتهم أطباء الحكومة الحوثية بإجبار العاملين بالطب على تزوير شهادات وفاة. من جانبها، أوضحت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنها فتحت تحقيقا في الواقعة.

وقالت أسرة أحد الأطفال الضحايا إن نجلها شعر بآلام وتقلصات بعد الحصول على العلاج ثم توفى بعدها بخمسة أيام.

وأشار والد الطفل الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه لسلامته هو وأسرته، إلى أن أسوأ شيء كان ”محاولة إدارة المستشفى إخفاء الحقيقة عنا”. يهدد عدم تمديد وقف إطلاق النار باليمن في بداية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بتجدد العنف بعد توقف القتال لستة أشهر.

حذرت وكالة دولية لإغاثة الأطفال، اليوم الإثنين، من أن الغلاء الحاد لمعظم السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية في اليمن وانهيار قيمة العملة الوطنية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في الآونة الأخيرة، يدفعان مزيدا من الأطفال إلى الفقر والجوع، مع عدم قدرة الأسر على شراء الطعام في الأسواق المحلية.

وقالت هيئة إنقاذ الطفولة ومقرها بريطانيا في تقرير صدر اليوم الإثنين، إن كثيرين من أطفال اليمن يعيشون على الخبز والماء مع آثار مدمرة على صحتهم، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية المستمرة وتقزم نموهم البدني والعقلي.

وفي الشهر الماضي ومطلع الشهر الجاري تجاوز سعر الدولار 1060 ريالا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في عدن ومحافظات جنوب البلاد، وذلك في أسوأ انهيار لقيمتها منذ بدء الحرب قبل أكثر من ست سنوات.

وأدى هذا التراجع إلى ارتفاع كبير للأسعار إلى مستويات غير مسبوقة لكافة المواد الغذائية والسلع وسط اعتماد البلاد شبه الكلي على الاستيراد مما زاد من الأعباء على كواهل الأسر اليمنية.

وأشارت هيئة إنقاذ الطفولة في تقريرها إلى أنه بجانب انهيار قيمة العملة وارتفاع أسعار السلع الغذائية والوقود، تضاعفت أيضا رسوم التبادل الجمركي وظل مطار صنعاء مغلقا للعام الخامس على التوالي، مما منع البضائع والأدوية من دخول البلاد.

وأضاف التقرير: “كل هذه العوامل دفعت المزيد من الأطفال نحو حافة المجاعة في بلد يواجه فيه بالفعل أكثر من نصف سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة نقصا حادا في الغذاء، وأكثر من 400 ألف طفل دون سن الخامسة على بعد خطوة واحدة من المجاعة”.