ذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفقا في اتصال هاتفي اليوم الخميس على تنفيذ الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا في ضوء المصالح المشتركة.
وأضافت الوكالة أن الرئيسين بحثا أيضا آخر التطورات في سوريا واتفقا على دعم التوصل لحل سياسي للصراع مضيفة أنهما اتفقا أيضا على تحسين العلاقات الاقتصادية بين أنقرة وواشنطن.
تعترف الولايات المتحدة عادة بعدم صحة ادعاءات وتقديرات المسؤولين الأمريكيين بعد أن تكون هذه الادعاءات والتقديرات قد حققت أهدافها بتبرير التدخل الأمريكي العسكري أو السياسي في أي دولة مستهدفة.
حدث ذلك في العراق الذي غزته أمريكا بحجة امتلاكه أسلحة للدمار الشامل، ثم تبين أن العراق لم يمتلك هذه الأسلحة، ولكن الكشف جاء بعد احتلاله من قبل القوات الأمريكية.
تكرر الأمر في سوريا التي اتهمتها الإدارات الأمريكية باستخدام السلاح الكيماوي ضد مواطنيها ثلاث مرات، ثم تبين أن هذا الاتهام كان مجرد ادعاء غير مدعوم بدليل، لكن الكشف جاء أيضا بعد فرض عقوبات أمريكية على سوريا حملت عنوان “قانون قيصر” وبعد أن تدخلت أمريكا في سوريا عسكريا حيث تتواجد القوات الأمريكية في أجزاء من الشمال السوري.
ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع سوريا كـ«دولة عدو»، رغم مرور سنوات عدة على الحرب التي ضربتها وشردت ملايين السوريين في العديد من دول العالم، وقد اعترف الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما بذلك في فيديو له نُشر قبل عدة شهور.
السطور القادمة تكشف سبب إصرار الأمريكان على معاقبة السوريين، بقوانين تم تفصيلها خصيصًا داخل أروقة الكونجرس مثل (قانون قيصر)، لخنق الشعب السوري على أرضه وخارج أرضه، بحجة استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية في الحرب، رغم عدم وجود دليل على ذلك.
رفع عقوبات مؤقت
ومع وقوع زلزال مدمر في سوريا، منذ 12 يوماً، أسفر عن مقتل ما يقرب من 6 آلاف شخص، وإصابة الآلاف، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية،رفع العقوبات عن سوريا لإدخال المساعدات لمدة 6 أشهر على أن ينتهي التصريح في الـثامن من أغسطس/ آب 2023.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن هذا الترخيص سيكون ساري المفعول لمدة 180 يوما، حتى الساعة 12:01 صباحا بتوقيت الولايات المتحدة يوم 8 أغسطس 2023″، مشيرة على وجه التحديد إلى تحويل الأموال من وإلى سوريا.
«سادية» صانعي القرار الأمريكي
«لا تقلل من شأن سادية صانعي القرار الأمريكيين»، هكذا بدأ الصحفي الكندي، آرون ماتي، حديثه خلال مقابلة على الإنترنت مع الناشط الإعلامي السوري، كيفورك ألماسيان، المقيم في ألمانيا، والذي تحدث معه عن احتمالية إعادة العقوبات الأمريكية على سوريا بعد انتهاء كارثة الزلزال المدمر، الذي راح ضحيته آلاف القتلى، وخلّف الآلاف من الجرحى السوريين.
ويقول الصحفي الكندي، آرون ماتي خلال المقابلة، إنه يعتقد أن هناك الكثير من المرارة في واشنطن تجاه سوريا، ويضيف بأن واشنطن تبرر هذه المرارة بقولها إن الحكومة السورية ارتكبت جرائم حرب، وفظائع، لكن السبب الحقيقي هو أن الحكومة السورية، هزمت التمرد الأكثر تسليحًا في التاريخ، وهو ما آثار غضب المحافظين الجديد في واشنطن، الذين اعتقدوا أنهم سحققون نصرًا آخر كما فعلوا في ليبيا والعراق”، حسب تعبيره.
Will the US restore the sanctions on #Syria after 6 months?
Aaron Maté says, don't underestimate the sadism of American decision-makers. @aaronjmate pic.twitter.com/xFUYy4V301
— Kevork Almassian🇸🇾🇦🇲 (@KevorkAlmassian) February 16, 2023
ويضيف الصحفي آرون ماتي: “سوريا قاومت، وقد أذل ذلك المصممين على الهيمنة عليها، وتحويلها إلى مستعمرة أخرى في الشرق الأوسط.. وعندما تسمع مسؤولين سياسيين أمريكيين، ستجدهم يتحدثون بمرارة عن سوريا وكيف يريدون أن يستمر هذا الوضع، لأن سوريا عليها أن تدفع ثمن جرأتها على هزيمة التمرد الذي قامت واشنطن بتمويله”.
ويذكر الصحفي الكندي بأن: “وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن قال إنه لا يمكن إعادة إعمار سوريا، وكانت هذه سياسة الولايات المتحدة مع السوريين، لذلك أنا لا أريد التقليل من “سادية” قادة أمريكا”.
ويستكمل: “كل الادعاءات والمزاعم حول استخدام السلاح الكيماوي مجرد تبريرات الغرض منها تبرير السادية الأمريكية، لإقناع الجمهور، بأنها نفس قواعد اللعبة التي دخلت بها إلى العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل هناك”.
ويؤكد الصحفي آرون ماتي أنه لهذه الأسباب كان يجب دفن فضيحة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، خاصة وأن التسريبات أظهرت تلاعباً بالتحقيقات التي جرت، بعد أن توصلت إلى عدم وجود دليل على استخدام دمشق للسلاح الكيماوي في منطقة دوما السورية.
باراك أوباما ونظرية المؤامرة
وفي نفس السياق، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قديما للرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما وهو يتحدث عن كيفية التأثير على الرأي العام العالمي.
وبحسب ما جاء في الفيديو المتداول،قبل أشهر، قال أوباما: “نحتاج فقط إلى إفساد مجال الرأي العام لبلد ما بالبريد العشوائي، وطرح أسئلة كافية، ونشر ما يكفي من الشائعات وزرع نظريات المؤامرة، لإرباك مواطني هذه البلدان بما يجب تصديقه”.
وأضاف أوباما: “بمجرد أن يفقدوا الثقة في قادتهم، وفي وسائل الإعلام الرئيسية، وفي المؤسسات السياسية، وفي الأشخاص، في الحقيقة نحن عندها نفوز”.
ما هو قانون قيصر لمعاقبة السوريين؟
قانونُ قيصر لحماية المدنيين في سوريا هو اسمٌ للعديد من مشاريع القوانين المقترحة من الحزبين في الكونجرس الأمريكي موجّهة ضد الحكومة السورية.
وأقرَّ مجلسُ الشيوخ القانون في منتصف ديسمبر /كانون الأول 2019 وبعد توقيعه من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب أصبح «قانونًا جاريًا» بدل «مشروعِ قانونٍ مقترحٍ»؛ ما يعني البدء فعليًا، وقتها، في فرضِ العقوبات على الكيانات التي تتعامل مع الحكومة السورية ووكالاتها العسكرية والاستخبارية.
وسُمِّي مشروع القانون باسمِ قيصر نسبةً لشخصٍ مجهولٍ قيل أنّه سرّب معلومات وصور لضحايا «تعذيب» في سوريا بين عامي 2011 و2014.
مطالبات برفع العقوبات عن سوريا
ودعت أحزاب عربية إلى ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، فى ظل الأوضاع الراهنة التى تعاني منها عقب الزلزال المدمر الذى ضرب البلاد وأودى بحياة الآلاف.
وأعربت الأحزاب العربية في بيان وقعه 26 حزبا عن تضامنها المطلق مع الشعب العربي السوري، وطالب الموقعون على البيان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لرفع العقوبات وتقديم المعونات للشعب العربي السوري.
يذكر أن مسؤولين سياسيين سوريين كانوا وجهوا اتهامات للغرب بخنق الشعب السوري لاسيما قاطني المناطق المنكوبة جراء الزلزال، وزيادة معاناتهم. وأكدوا أن العقوبات الغربية التي فرضت خلال السنوات الماضية على البلاد تمنع دخول المواد الإغاثية.
