وكيل الأزهر: نحذر من تمسك أمريكا بقرارها الباطل بأن تكون القدس عاصمة للمحتل

قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن رسالة الإسلام منذ بَدْءِ نزولها وهي تواجه حربًا شرسة من أجل وَأْدِها والقضاء عليها، وقد مرت الدعوة الإسلامية عبر تاريخها الممتد بمراحلَ عصيبةٍ واجهَ فيها المسلمون ألوانًا شتى من الإيذاء والاضطهاد والتنكيل، وطَوالَ تلك القرونِ المديدة من عُمر الإسلام لم تخبُ نار الكيد للإسلام والمسلمين، وإن اختلفت الأساليب، لكن يبقى الهدف واحدًا، وهو ما نراه جليًّا في الشرق والغرب من خلال متابعة أحوال أتباع الإسلام -دون غيرهم مع الأسف- بذرائعَ واهيةٍ لا تسلم أمام النظرة الموضوعية المجردة، والمعرفة الحقيقية بجوهر الإسلام ورسالته، والفهم الدقيق لنصوصه وشريعته، ويبدو أن اجتماع (دار الندوة) الذي كان في السنوات الأولى من عُمر الدعوة الإسلامية ما زال منعقدًا إلى يومنا هذا، وإن اختلف المكانُ وتغيرت شخصياتُ المؤتمرين!

وأضاف شومان، في كلمة الأزهر في الملتقي الرابع لمنتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي عقد تحت عنوان “السلم العالمي والخوف من الإسلام”، أكد فيها أنه ليس من العيب أن نعترف أن بعضَ بني جلدتنا انحرفت بهم عقولُهم السقيمة عن فَهم الدين فهمًا صحيحًا، فشوَّهوا إسلامَنا الحنيف في أذهان مَن لا يعرفون جوهرَ رسالتِه السمحة، فضًلا عن رفضِ بعضِ المسلمين الذين يعيشون في الغرب الاندماجَ في مجتمعاتهم، وسيطرةِ التيارات المتشددة على الخطاب الديني في بعض المجتمعات، كلُّ هذا وغيرُه أظهر إسلامَنا الحنيف وشريعتَنا السمحة في صورة الدين الذي يرفض الآخر ويُهدر دمَه ومالَه وعِرضَه، وما ذلك إلا فَهمٌ سقيمٌ وانحرافٌ بالدين عن تعاليمه السمحة.

وتابع، إننا في الوقت الذي نقف فيه جنبًا إلى جنبٍ مع المؤسسات المعنية في أوطاننا وفي العالم كلِّه من أجلِ القضاءِ على هذه الجماعاتِ المارقةِ، واستئصالِ شأفتِهم، وتخليصِ أوطانِنا والإنسانيةِ جميعًا من شرورِهم؛ فإننا في الوقت نفسِه نحذر الغربَ من اتخاذ ذلك ذريعةً لتدمير بلادِنا، وفَرضِ الوصايةِ على شعوبنا، وتحطيمِ آمالِنا في مستقبلٍ أفضلَ لشبابِنا والأجيالِ القادمة.

وشدد وكيل الأزهر، خلال كلمته، على أنه من الموضوعية والإنصاف وإلزام كُلٍّ بمسؤولياتِه، تُحتِّمُ علينا ضرورةَ التأكيدِ على أن ظاهرةَ (الإسلاموفوبيا) ليست ناجمةً عن انحرافاتِ بعضِ أتباع دينِنا فقط، كما أنها ليست وحدَها ما يؤثر سلبًا على السِّلم العالمي، فالغربُ نفسُه مشاركٌ في ذلك بشكل كبير، فلم يَعُدْ يخفى على أحدٍ دعمُ بعضِ الأفراد والمؤسسات في بلاد الغرب لهذا الانطباع السائد عن الإسلام والمسلمين، على الرغم من علمهم اليقيني ببراءة الإسلام من أخطاءِ أو خطايا بعضِ أتباعه.

 وأوضح أن الأخطرَ من هذه الظاهرةِ تهديدًا للأمن والسِّلم في العالم، تلك الممارساتُ الظالمةُ، والتحيزُ المقيتُ، والقراراتُ الحمقاءُ غيرُ المحسوبةِ العواقبِ، التي يتخذها المتحكمون في السياساتِ الدوليةِ وصُناعُ القرارِ في العالم ضد المسلمين وقضاياهم، ومن ذلك على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ تقاعسُ المجتمعِ الدولي عن إنهاء مأساةِ مسلمي الروهينجا في بورما، وغَضُّ الطرفِ عما يتعرضون له من قتلٍ وتشريدٍ واضطهادٍ، وتَركُ المحظوظين منهم الذين استطاعوا الفرارَ إلى بنجلاديش ينتظرون مصيرَهم المأساوي المحتوم إما الموتَ جوعًا أو مداهمةَ الأمراضِ الفتاكةِ، كلُّ ذلك يحدث في صمتٍ مَعيبٍ من المجتمع الدولي يُنبئُ عن موتٍ حقيقيٍّ للضمير الإنساني.

وتابع، لا أدلَّ على تلك الممارساتِ الظالمةِ والقراراتِ المجحِفةِ بحق المسلمين حول العالم، من هذا القرارِ المتهور الذي اعترفَ بموجِبِه الرئيسُ الأمريكي بالقدس الشريف عاصمةً للكيان الصهيوني المحتل، وأعلنَ فيه عزمَ الإدارةِ الأمريكية نقلَ سفارتِها إلى القدس الشريف بعد ستةِ أشهر، والأزهرُ الشريف من هذا المِنبر يجددُ رفضَه القاطعَ لهذه الخُطوة المتهورة، ويحذرُ من خطورةِ الإصرار على التمسك بهذا القرار الباطل الذي تتجلى فيه مظاهرُ الغطرسةِ، والتحيزِ المقيتِ، وتزييفِ التاريخِ، وتصديقِ النبوءاتِ الكاذبةِ، والعبثِ بمصائرِ الشعوبِ ومقدساتِها.

وأعرب عن أن الأزهر يؤكد ما سبقَ أن أعلنَه في وثيقتِه حول القدس في 2011م، وفي بياناتِه الأخيرة، أن عروبةَ القدسِ وهُويتَها غيرُ قابلةٍ للتغيير أو العبث، ولا شك أن خُطوةً كهذه من شأنها تأجيجُ مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، وتهديدُ الأمنِ والسِّلمِ الدوليين، وتعزيزُ التوتر والانقسام والاستقطاب في العالم، فضلًا عن أن تلك الممارساتِ الظالمةَ والقراراتِ المنحازةَ تُفقِدُ الشعوبَ الثقةَ في نزاهة المجتمع الدولي، وتغذي رُوحَ الكراهية والانتقام، وتَزيد من حالة الحَنَقِ والإحساس بالتهميش والظلم لدى المسلمين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]