ولاية أمريكية تقترب من رقم قياسي في حرائق الغابات

قد يحصل رجال الإطفاء في كاليفورنيا على راحة لبعض الوقت من طقس السبت مع انتهاء تحذيرات “العلم الأحمر” من خطر حرائق شديدة. لكن الولاية لا تزال على وشك بلوغ رقم تاريخي: 4 ملايين فدان احترقت هذا العام بسبب حرائق الغابات.
وقال مسؤولو الإطفاء إن الولاية على بعد 20 ألف فدان فقط من الوصول إلى هذا الرقم غير المسبوق.

من ناحية أخرى، يستمر اندلاع حريقين كبيرين أسفرا عن مقتل أربعة أشخاص وحرق مئات المنازل في مقاطعة النبيذ وأقصى الشمال.
لم تأت الرياح القوية التي كان من المتوقع أن تحرك ألسنة اللهب منذ يوم الأربعاء، وكان من المقرر أن تنتهي تحذيرات العلم الأحمر من خطر حرائق شديدة بسبب الطقس الحار والجاف والرياح في الساعة 6 صباحًا.
كان من المتوقع أن تبدأ عطلة نهاية الأسبوع بعض البرودة- أو حرارة أقل حدة- وألمحت توقعات الأرصاد إلى احتمال هطول أمطار في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
لكن مع استعداد كاليفورنيا لإشعال الأشجار الميتة والأغصان الجافة بعد أسابيع من الطقس الحار وسنوات من الجفاف، يمكن أن تندلع الحرائق في المناطق الريفية والأراضي العشبية والغابات الكثيفة حتى دون دفع الرياح.
وقال جوناثان كوكس، نائب رئيس إدارة الغابات والحماية من الحرائق بكاليفورنيا، والمعروفة باسم (كال فاير) “ذلك يجعلنا نشعر بنوع من التوتر لأننا لم نخرج من الغابة بعد عندما يتعلق الأمر بما قد يحدث في كاليفورنيا”.
أثبتت الرياح الهادئة أنها نعمة ونقمة في حرائق الغابات بمقاطعتي سونوما ونابا. على الرغم من اشتعال الحريق، إلا أن الطواقم حصلت على راحة حيث كافحت لمنع الحرائق من تجاوز خطوط الاحتواء وتجديد مسيرتها نحو المجتمعات ذات المناظر الخلابة.
وقال بن نيكولز، رئيس إدارة كال فاير: “النبأ السار هو أنه مع نقص الرياح، لم تكن لدينا مشاكل مستمرة فيما يتعلق بالسيطرة”.
وأضاف: “لكن بسبب شح الرياح ظل الدخان في مكانه” وأعاق الطائرات من مهاجمة النيران.
تم تخفيض أوامر الإجلاء للعديد من سكان كاليستوغا البالغ عددهم 5000 شخص يوم الجمعة إلى تحذيرات، على الرغم من احتراق الأشجار وبعض المنازل على حدود البلدة.
تحدى خوان بيريز (27 عامًا)، من كاليستوغا، أمر الإجلاء الأصلي. لكنه قرر المغادرة يوم الجمعة بعد أن أخبره ابنه البالغ من العمر 9 سنوات وابنته البالغة من العمر 5 سنوات أنهما خائفان.
قال بيريز لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل “لقد كان الوضع سيئًا للغاية، رماد ودخان. إضافة إلى أن الماء والطعام ينفدان.”
لا تزال الحرائق، التي دمرت حوالي 600 منزل ومباني أخرى تهدد نحو 29 ألف منزل. وأتت الحرائق على 247 كيلومترا مربعا وتم احتواؤها بنسبة 8٪ فقط.
في مقاطعة شاستا في الطرف الشمالي من الولاية، أسفرت الحرائق التي بدأت يوم الأحد عن مقتل أربعة أشخاص وتدمير 170 منزلاً ومباني أخرى. تم احتواؤها بنسبة 56٪.
إجمالاً، تسببت حرائق الغابات في مقتل 31 شخصًا في كاليفورنيا هذا العام. واندلع العديد من الحرائق الكبرى بفعل الصواعق في منتصف أغسطس / آب.
لا يزال حوالي 17 ألف رجل إطفاء يكافحون ما يقرب من عشرين حريقًا كبيرًا.
ربطت عدة دراسات حرائق الغابات الكبيرة في أمريكا بتغير المناخ جراء حرق الفحم والنفط والغاز. ويقول علماء إن تغير المناخ جعل كاليفورنيا أكثر جفافاً، مما يعني أن الأشجار والنباتات الأخرى أكثر قابلية للاشتعال.