وليد فارس: ضربة إسرائيلية لإيران تطلق «الجن السياسي والعسكري» في كل اتجاه

يتساءل السياسي الأمريكي البارز والأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية، د. وليد فارس: هل تجرؤ إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهل ستتحرك بمفردها أم بدعم ومساندة من الحلفاء؟ وما هو موقف الولايات المتحدة والقوى الدولية من تداعيات الحدث إذا وقع بالفعل؟ وبعدها تأتي الأسئلة العملية، من أين ستذهب الطائرات القاصفة؟ ما هي قدرات إيران في الدفاع الجوي؟ هل لدى إسرائيل ذخائر كافية؟ هل ستقوم إيران بضربات استباقية أو فتح جبهات إرهابية واسعة؟ وما وراء الستار أسئلة أكثر، كيف سيتحرك اللاعبون في المنطقة من تركيا إلى باكستان، فروسيا، إلى القوى المحلية كالأكراد، والمعارضات العربية، والمقاومة الإيرانية؟ إنه صندوق إذا فُتح سيخرج منه الجنّ السياسي والعسكري في كل اتجاه.

تصريحات إسرائيلية غير مسبوقة عن توجيه ضربات للمشروع النووي الإيراني

وأضاف د. وليد فارس، كبير الباحثين في «هيئة الدفاع عن  الديمقراطيات» في الولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار الكونجرس في الإرهاب: “يتكثف الكلام، مع انتهاء عام 2021، عن احتمال ضربات إسرائيلية عسكرية واسعة ضد إيران، يعدها الجيش الإسرائيلي”.

ويذهب البعض إلى التنبؤ بكيفية حصولها، وأين ومتى. وتثير تصريحات إسرائيلية غير مسبوقة عن عزم الحكومة على توجيه ضربات للمشروع النووي الإيراني ضجة غير معهودة في الإعلام والأوساط المتابعة، لأنه في الماضي لم يسبق أن أعلنت وزارة دفاع إسرائيل عن الأهداف التي تريد معالجتها، ولا الحرب التي تبغي شنها.

تصريحات أضرمت النار في إعلام الشرق الأوسط

هذه المرة يجري العكس تماماً، فالقيادة الإسرائيلية التي صرحت علناً بأنها ستقوم بهكذا ضربات ما لم يعالج الغرب ملف السلاح النووي الإيراني وصواريخه الباليستية، وزار مسؤولوها واشنطن لإقناعها بالتخلي عن الاتفاق النووي، قد أضرمت ناراً في الإعلام العربي والشرق أوسطي والدولي لم ينطفئ حتى الآن. فالأوساط الصحفية التي «رقصت من دون دف» على نغم رواية «حرب إسرائيلية مع إيران» لسنوات حتى عندما كانت الوقائع لا تشير إلى ذلك، هي الآن في حالة هستيرية، ليس إلا، لأن تل أبيب هي التي تعلن ذلك من دون لف ودوران، بينما سكتت لعقود.

  • ومع هذه الحرب الإعلامية، تفجرت أسئلة لا تحصى من هكذا سيناريو.. هل إسرائيل عازمة فعلاً على تلك الخطوة؟ هل هي قادرة بمفردها؟ هل ستتدخل الولايات المتحدة إلى جانبها؟ ماذا سيكون موقف التحالف العربي من هكذا ضربات محتملة إذا حصلت؟.
  • وأخيراً وليس آخراً، ماذا قد يكون رد إيران؟ طبعاً، هناك تحاليل وسيناريوهات واحتمالات متعددة، قد تحتاج إلى مجلد، ولكننا سنتوقف على بعض ملامحها.

لماذا تعلن إسرائيل مسبقاً؟

وأضاف وليد فارس، الخبير الأمريكي والأستاذ في جامعة الدفاع الوطنية، إن التصريحات الإسرائيلية العلنية السابقة لأي عمل عسكري مباشر ليست جزءاً من العقيدة العسكرية المعهودة لدى تل أبيب. من حروبها التقليدية السابقة في 1956 و1967 و1982، حتى عملياتها الجوية الخاصة في انتيبه في أوغندا، أو ضد المحرك النووي العراقي «أوزيراك» في 1981، كتمت القيادات الإسرائيلية نيتها قبل المباشرة بالتنفيذ. حتى عملياتها المتكررة ضد النقاط والقوافل التسليحية الإيرانية في مناطق عمليات الحرس الثوري وميليشياته من العراق إلى سوريا، في السنوات الماضية، لم يتم الإعلان عنها قبل تنفيذها.

  • بالتالي، لماذا غير الإسرائيليون نهجهم في هذا السياق؟ لماذا الآن، ولماذا حيال إيران؟

ويقول وليد فارس، إن التكهنات ليست عديدة. سنعرض بعضها:

  • السبب الأول موجه مباشرة إلى طهران كإنذار، ليحسب الحرس الثوري جيداً أن إسرائيل عازمة على التحرك، مما قد يربك خطط النظام.
  • السبب الثاني موجه إلى إدارة جو بايدن ليضع ضغطاً عليها كي لا تقدم تنازلات واسعة لإيران.
  • والسبب الثالث هو رسالة إلى التحالف العربي «كي يبقى صامدا أمام الاعتداءات الإيرانية»، لأن عملاً كبيراً ضد الترسانة الإيرانية آت.
  • أما السبب الرابع فهو موجه للداخل في إسرائيل، بهدف تهيئة الرأي العام لاحتمال اشتعال مواجهة مع المحور الإيراني برمته، مما قد يعني تصعيداً سريعاً إلى مستوى الحرب الشاملة.

لماذا الضربات؟

إذا كانت كل تلك المسائل تشير إلى جدية دراماتيكية لدى إسرائيل لمواجهة الآلة العسكرية الإيرانية، فالسؤال هو لماذا هذا الإصرار لدى الحكومة الإسرائيلية لتوجيه ضربات إلى الجمهورية الإسلامية، والإصرار على تحذير العالم بأنها ستشنها؟ ما هو الخطر الذي يواجهها؟

وبحسب الروايات الرسمية والإعلامية الصادرة من تل أبيب، وبعض المصادر، فقد وصلت إيران زمنياً إلى عتبة التسليح النووي، أكان عبر التخصيب أم التجهيز أو ربط الإلكترونيات.

تخوّف إسرائيل من هجوم إيراني

وتابع الخبير الأمريكي، في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية  the Independent: “من جهة أخرى، ترى الأجهزة الإسرائيلية والغربية أيضاً، أن مرحلة الاستعداد الاستراتيجي التي تسمح لإيران بأن تشن هجمات صاروخية موجعة ضد إسرائيل قد اقتربت من الاكتمال. فعلى الرغم من الغارات الإسرائيلية ضد خطوط الإمداد اللوجستي والسلاحي بين إيران ولبنان، يبدو أن تواصل التسليح والتمركز الإيراني في الدول الثلاث لا يزال متماسكاً، ولا تزال طرق التذخير قائمة. وأن الطوق الناري بات أكثر التصاقاً بالأراضي الإسرائيلية.

سرعة واشنطن أبطأ من سرعة التجهيز الحربي الإيراني

وعلى الصعيد الدبلوماسي، لا ترى مراكز التقييم والقرار في إسرائيل أن إدارة بايدن، على الرغم من التطمينات ستصل إلى مكان ما في المفاوضات يمكنها من لجم انفلات إيران المتسارع. سرعة واشنطن أبطأ من سرعة التجهيز الحربي الإيراني. أضف إلى ذلك أن بطء إدارة بايدن في رد فعلها على إطلاق الصواريخ الباليستية و«الدرونات» من قواعد حوثية في اليمن على أهداف سعودية تقلق قياديي إسرائيل الذين باتوا يربطون الاعتداء الإيراني ضد السعودية بالمواجهة الإيرانية مع إسرائيل. لذا، فمركز القرار الإسرائيلي يرى أن «التهيئة» لضربة ردعية إسرائيلية ضد الآلة الحربية الإيرانية بات لا مفر منه.

 

ماذا ستفعل واشنطن؟

كما سبق وأشرنا، ما قد تقوم به واشنطن إزاء أزمة، أو حرب، أو ثورة، إنما يعكس ما تبغيه الإدارة، ما تريده الأكثرية في الكونجرس، وضع الإعلام، ومدى تقبل الرأي العام، وبالطبع إذا كان هناك تهديد مباشر للأمن القومي الأمريكي أم لا. أضف إليه العلاقات التاريخية لأمريكا مع هذا الطرف أو مع الآخر. لذا، فالوضع بين إدارات بايدن ودونالد ترمب وباراك أوباما وجورج بوش، يختلف.

وتحت إدارة بايدن يسعى البيت الأبيض لأن يقوم بكل ما بوسعه لكي يصل إلى توقيع الاتفاق النووي في فيينا. لذا، فإن الإدارة تسعى بشتى الوسائل لتفادي مواجهة عسكرية قبل التوقيع.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]