استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اليوم الخميس، المبعوث الروسي الخاص للرئيس فلاديمير بوتين لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرينتيف.
وجرى خلال الاستقبال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأحداث في سوريا.
وقبل نحو شهرين، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إن بلاده لا تفكر في التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد خاليا، لكن الرياض تدعم مفاوضات جنيف.
زيارة هامة للغاية
وفي السياق ذاته، قال د. رولاند بيجاموف، الباحث في العلاقات الدولية، إن زيارة المبعوث الروسي الخاص للرئيس فلاديمير بوتين لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرينتيف مهمة جدا.
وأضاف بيجاموف خلال مشاركته في برنامج “وراء الحدث” أن تمت مناقشة العديد من المواضيع وعلى رأسها العلاقات الثنائية بين البلدين، وملف سوريا وملف محاربة الإرهاب.
كما أكد بيجاموف أن هناك أرضية جيدة للعلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية خاصة في المجال الاقتصادي، ومن المتوقع تحريك لبعض الملفات السياسية.
وتابع قائلا:”ربما تكشف لنا الأيام المقبلة تطورات جديدة، لا سيما وان العمل بين البلدين لا يزال جاريا، وأعتقد أننا يجب أن نتريث لحين صدور بيانات رسمية تمكننا من تحليل الخطوات”.
استقطابات ومقاربات
ومن الرياض، قال د. محمد صالح الحربي الباحث في الدراسات الاستراتيجية والعلوم السياسية، إن الملف السوري لا يزال معقد ومركب جيو ساسيا وهناك تداخلات واستقطابات ومقاربات.
وأوضح الحربي أن روسيا مهتمة بالملف السوري بسبب انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بأفغانستان وأوكرانيا ومواجهة النفوذ الصيني.
وأشار الحربي إلى أن الوفد الروسي سيبحث مع الجانب السعودي التدخل الخارجي في سوريا وخاصة أذرع غيران في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب بيان للرئاسة السورية، فقد دار الحديث خلال اللقاء حول آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك.
كما تمّت مناقشة مجالات التعاون الثنائي السوري الروسي والانعكاسات الإيجابية لهذا التعاون في الانتصارات التي تتحقق على الإرهاب، وعودة الأمن والاستقرار إلى معظم الأراضي السورية.
ونقل لافرنتييف تحيات بوتين للأسد والشعب السوري، مؤكداً أن روسيا تّولي أهميةً خاصةً لتطوير العلاقة مع سوريا بشكل مستمر وتعزيز التعاون بين المؤسسات من كلا الطرفين، ودعم الشعب السوري في كل ما يساعده على تجاوز آثار الحرب.
كما عبر عن ارتياح بلاده للمؤشرات التي تدل على عودة سوريا للعب دورها المهم على الساحة العربية والتي أتت نتيجةً لانتصارات سوريا وإرادة شعبها في الدفاع عن أرضه وإعادة إعمار بلده.
من جانبه، عبر الأسد عن تقديره للجهود التي يبذلها الرئيس بوتين والمسؤولون في روسيا الاتحادية على مختلف المستويات من أجل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودعم الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب.
