«وول ستريت جورنال»: أبي أحمد.. هل ينقذ الشاب إثيوبيا من الاضطرابات؟
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن إثيوبيا نجحت في تجنب استمرار الاضطرابات، التي عاشتها الفترة الماضية، باختيار رئيس وزراء شاب من إحدى المجموعات العرقية الأكثر تهميشًا في البلاد في محاولة للمصالحة الوطنية.
وأضافت، اختار الحزب الحاكم في إثيوبيا “أبي أحمد”، الذي يبلغ من العمر 42 عاما رئيسًا للوزراء بعد أسابيع من المفاوضات، وأحمد غير معروف بشكل كبير، لكنه خدم لمدة عام واحد فقط كوزير للعلوم والتكنولوجيا في عهد رئيس الوزراء المنتهية ولايته، لكنه ينتمي لـ”أورومو” المجموعة العرقية الأكبر في إثيوبيا والأكثر تهميشا.
وتابعت، جاء اختيار أحمد بعد قرابة شهرين من استقالة رئيس الوزراء “هيلياريام ديسالين”، بسبب صراع سياسي كبير، وبعد فترة وجيزة من استقالته، فرضت الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي حالة طوارئ صارمة في مسعى لتضييق الخناق على المعارضة واحتواء الاضطرابات، وقامت قوات الأمن بقمع حرية الحركة والتعبير، وألقت القبض على عدد كبير من المعارضة.
وأوضحت الصحيفة، أن اختيار أحمد يمكن يطمئن أولئك الذين يشعرون بالقلق من أن إثيوبيا، البلد المحوري الذي يعتبر حليفا رئيسياً للغرب في مجال الإرهاب والهجرة، وكان هدفا للاستثمارات الضخمة من الصين، سوف تنزلق نحو الصراع العرقي.
واحتجت مجموعة الأورومو، التي تمثل 40% من السكان أحيانا بعنف، بعد تهميشهم ووضع قادتهم في السجون، ويأمل الكثيرون أن يتمكن أحمد من معالجة هذه الخلافات، ويحدد الانتقال ما إذا كان البلد، الذي كان قبل 30 عاما يعاني من المجاعة والفقر، يمكنه أن يستمر في تحقيق معجزات اقتصادية أم لا.
اليوم إثيوبيا هي دولة رائدة في شرق إفريقيا، ومقر الاتحاد الإفريقي، وثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، وكانت أسرع اقتصاد في العالم نموا العام الماضي.
واجتذبت إثيوبيا، التي تعتبر الوجهة الأولى للاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا، اهتماما شديدا من الشركات العالمية، وسجلت معدل نمو سنوي بلغ 9% في السنوات الأخيرة رغم سيطرة الحكومة الصارمة على اقتصادها والجفاف والاحتجاجات العنيفة.
وتسيطر الدولة على الصناعات الرئيسية مثل التمويل والبيع بالتجزئة، لكن المستثمرين يتراكمون في مجالات أخرى بما في ذلك الرعاية الصحية والبناء.
وبحسب الصحيفة يكمن التحدي الذي يواجه أحمد في إبقاء إثيوبيا في طريقها للنمو الاقتصادي السريع لانتشال الملايين من الفقر وخلق فرص العمل لشباب ينمو بسرعة، حيث يبلغ معدل البطالة حوالي 17%.
كذلك يجب على رئيس الوزراء الجديد أن يؤثر على المشاركة السياسية لجميع الأقليات، وهو ما سيخمد الاضطرابات الاجتماعية والعرقية التي خلفت على مدى العامين الماضيين مئات القتلى وأدت إلى تدمير الأعمال التجارية، بعضها مملوك للمستثمرين الأجانب، وإذا فشلت الإصلاحات، تخاطر إثيوبيا بالخضوع لنوع من عدم الاستقرار الذي ابتلي به بعض جيرانها.
وتعتبر إثيوبيا شريكا حاسما في استراتيجية أوروبا الجديدة المتمثلة في وقف تدفق المهاجرين من خلال العمل مع بلدان المنشأ أو العبور، وتتلقى مئات الملايين من الدولارات من الأمم المتحدة لمكافحة الجفاف والجوع وغيره من الكوارث الإنسانية المتكررة.