«يأجوج ومأجوج»..صوت الحرب الأعلى في الخليج!

رغم «تصريحات النفي» الرسمية، من واشنطن وطهران، والتي تستبعد اندلاع الحرب في منطقة الخليج العربي، إلا أن هناك تخوفات من انفلات التصعيد العملياتي والدعائي، نحو خيار الحرب، إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة في لحظة ما غير محسوبة، لتضع الشرق الأوسط برمته على أعتاب حرب كبرى، بعد الدفع بذرائع تشعل فتيل الحرب في تكرار لتجربة السطو المسلح على العراق في العام 2003.. وتم توثيق الحرب الأمريكية على العراق في  كتاب الإعلامى الفرنسى الشهير «جون كلود موريس» بعنوان مثير (لو كررت ذلك على مسمعي فلن أصدقه)، الكتاب الذى صدر أخيرا بالفرنسية وصدرت ترجمته الإنجليزية والإسبانية، في اليوم نفسه، وصفته صحيفة «لو جورنال دى ديمانش» الفرنسية، بأنه «مثير للذهول» لأن مؤلفه دحض أكذوبة أن الغزو الأمريكى للعراق كان بغرض البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقي، أو تحقيق الديمقراطية، ولكنه كشف الحقيقة الصادمة التي تقول إن هذا الغزو كان للبحث عن «ياجوج وماجوج» وتدميرهما، أي «كانت للحرب صبغتها الدينية المسيحية ـ الصهيونية».

 

يأجوج ومأجوج مختبئان في الشرق الأوسط !!

ويقول خبير الدراسات السياسية والاستراتيجية، د. محمد السعيد إدريس، إن  الكتاب كشف هذه الحقيقة الصادمة برصده نصوص المكالمات الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش (بوش الابن)، والرئيس الفرنسي (حينذاك) جاك شيراك، لإقناع الأخير بالمشاركة مع الولايات المتحدة وبريطانيا في الحرب على العراق، وأن نصوص المكالمات الهاتفية أكدت أن جورج بوش ذهب للحرب على العراق «بحثاً عن يأجوج ومأجوج».. ونقل الكتاب عن الرئيس شيراك قوله: «تلقيت من بوش مكالمة هاتفية غريبة في مطلع عام 2003.. فوجئت بالرئيس الأمريكي وهو يطلب منى الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق مبرراً ذلك بتدمير آخر أوكار (يأجوج ومأجوج)».

 

خرافات وخزعبلات سخيفة أشعلت الحرب

وأضاف شيراك ـ بحسب نص الكتاب ـ إن الرئيس الأمريكي أكد له أن «يأجوج ومأجوج مختبئان في الشرق الأوسط قرب مدينة بابل العراقية القديمة، وأن بوش أكد له بالحرف الواحد أن الحرب على العراق حملة إيمانية مباركة يجب القيام بها، وواجب إلهى مقدس أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل.. الرئيس الفرنسي جاك شيراك ذكر للمؤلف أنه «صعق عندما سمع هذا الكلام، وأن تلك المكالمة ليست مزحة وأن بوش كان جاداً في كلامه وفى خرافاته وخزعبلاته السخيفة».

 

  • والسؤال الحائر والقلق: هل يمكن أن يذهب ترامب للبحث عن «يأجوج ومأجوج فى إيران»؟!

 

الإيمان بروايات تيار «الصهيونية ـ المسيحية» !

وليس مستبعدا أن تتكرر تلك الخرافات والخزعبلات السخيفة، مع الرئيس الأمريكي،دونالد ترامب، وهو الأكثر التصاقاً بتيار «الصهيونية ـ المسيحية» في الولايات المتحدة، والأكثر تعاطفاً مع الحركة اليهودية، والشواهد والصورة أمامنا واضحة: ابنته ايفانكا يهودية، وزوجها جاريد كوشنير مستشار ترامب للشرق الأوسط يهودى داعم للاستيطان، ونائبه مايك بنس، ومستشاره للأمن القومى جون بولتون الأكثر التصاقاً وإيماناً بروايات تيار «الصهيونية ـ المسيحية» وخاصة معركة «آخر الزمان» والواجب الأمريكي التاريخى لنصرة إسرائيل، كما أن وزير خارجيته مايك بومبيو من أكثر المتشددين ضد إيران، والأكثر دعماً لمطالب الأمن الإسرائيلى وفى القلب منها تدمير القدرات العسكرية الإيرانية.

 

  • وهكذا..يفرض السؤال نفسه: هل يمكن أن يذهب ترامب للبحث عن «يأجوج ومأجوج فى إيران؟!

 

دوافع ترجح خيار الحرب

السؤال ليس مستغرباً ـ بحسب تعبير د. إدريس ـ  رغم وجود دوافع أخرى أكثر عقلانية ترجح خيار الحرب ضد إيران، فهذا الخيار يحقق للرئيس الأمريكي ثلاث مصالح:  أولاً سيكون انتصاراً لإسرائيل وتحقيقاً لهدف من أغلى أهدافها ، لأن إسرائيل مسكونة بالخطر الإيراني على وجودها، وأن إيران هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تكن لها العداء والتي ترفض الاعتراف بها وتهدد وجودها وتمتلك أسلحة قادرة على تدميرها.. و ثانياً: ورقة رابحة تؤكد للأصدقاء والحلفاء في المنطقة  أهمية المراهنة على الحليف الأمريكىي.. وثالثاُ فرصة لكسب آلاف المليارات من الدولارات  ثمناً للقيام بمهمة التصدى لإيران، وهى المليارات التي يحتاجها الاقتصاد الأمريكي، والتي يمكن من خلالها إقناع الناخب الأمريكي بتجديد ولاية ثانية للرئيس ترامب في الانتخابات التي ستجرى في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المقبل.

 

«الصيد الثمين».. لا يرجح خيار الحرب

وهي دوافع لا تختلف عن الهدف المعلن والتقليدى لإدارة ترامب ـ مثلما كان تاريخيا ـ هو ردع إيران لضمان التدفق الحر لصادرات النفط وتأمين المعابر البحرية الحيوية للاقتصاد الدولي من مضيق هرمز وباب المندب إلى قناة السويس، وطمأنة حلفائها وشركائها الرئيسيين في المنطقة على جاهزيتها للتصدي لأى سياسة عدوانية من قبل إيران، وتأكيد أن الخليج مازال يمثل مصلحة قومية وأمنية أمريكية قصوى لم تتغير..وكل ذلك صحيح، إلا أن خيار الحرب غير مضمون مع دولة مثل إيران، والدفع بـ 120 ألف جندي أمريكي للمشاركة في الحرب ضد إيران، حسب ما يريد جون بولتون يمكن أن يكون «فرصة» لإيران، لأن هذه القوات ستكون «صيداً ثميناً» للأسلحة الإيرانية وعندها تسقط كل أحلام وطموحات دونالد ترامب وهذا بدوره عامل موازن معاكس لاعتبارات ترجيح خيار الحرب.

 

سياسة حافة الهاوية قد تُشعل الحرب

والاحتمال القائم أيضا ، أن إيران قد تلجأ كخيار أخير إلى استهداف مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين عبر وكلائها في المنطقة، وهذه سياسة حافة الهاوية التي قد تُشعل الحرب، وتنفجر معها تخوفات كبرى لأنها ستتعدد أطرافها انتصارا لهذا الطرف أو ذاك ـ بحسب تحليل أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، د. هالة مصطفى،  لأنها في النهاية لن تكون حربا مقصورة على جبهتين أمريكية وإيرانية،  وإنما وبنفس الدرجة ستضم قوى دولية وإقليمية لكل منها مصالحها ومشاريعها المناقضة لبعضها البعض، لتضع الشرق الأوسط برمته على أعتاب حرب كبرى.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]