يتربص الموت بهم في كل لحظة، إنهم ثلاثة أطفال لعائلة واحدة من غزة مصابون بالفشل الكلوي، الذي يعاني منه المئات في القطاع المحاصر منذ 13 عاما، والذى يعاني أزمة دواء تهدد العديد من القطاعات الصحية به.
أول هؤلاء الثلاثة، مجد 4 سنوات الذي فقد القدرة على المشي نتيجة غسيل الكلى، بينما عبد الله 7 سنوات يعاني ضمورا افي الكلية اليسرى، أما محمد 12 عاما فيعاني تليفا في الكبد ومن الفشل الكلوي.
تلك المعاناة دفعت أم محمد دياب التي لديها أربعة أبناء وتسكن في حي تل الهوى الواقع جنوب مدينة غزة، لأن تطلق صرخة أم مكلومة لا حول ولا قوة لها، لمساعدتها في إنقاذ حياة أطفالها الثلاثة المرضى الذين يعيشون حياة صعبة ومؤلمة بسبب الفشل الكلوي من أجل توفير العلاج اللازم لبقاء أطفالها على قيد الحياة.
وتقول أم محمد في حديث لقناة “الغد” وألم الحسرة وقلة الحيلة بادية على وجهها: “أنا أعيش ظروفا وحياة لا توصف من المعاناة والألم بسبب مرض أطفالي الثلاثة، فمحمد بدأ معه المرض وعمره 4 سنوات، وهو بحاجة لزراعة كلى مع كبد وهنا في غزة لا يوجد، نحن بحاجة لأن يخرج أبنائي للخارج للعلاج لكن الوضع ليس بيدنا و ظروفنا صعبة جدا”.
وواصلت حديثها: “أما عبد الله حينما كان عمره 6 سنوات فاكتشفنا أنه مريض وهو يعاني ضمورا في الكلى، وتوقفت كليته اليسرى عن العمل وهو بحاجة لزراعة “كلى و كبد” ، فيما وُلد مجد حينما كان حاملا للمرض، ولا يقدر على السير، وأصبح معه هشاشة عظام بسبب كثرة العلاج ونتيجة اشتداد المرض، اضطررنا لعمل غسيل كلوي له”.
ولم تستطع هذه الأم المكلومة أن تحبس دموع القهر والألم خلال حديثها قائلة: “أطالب بأن يخرج أبنائي للعلاج بالخارج، فهم يذهبون ثلاثة أيام في الأسبوع لغسيل الكلى، فمحمد ومجد يقومون بعملية الغسيل في نفس اليوم، وهذه معاناة كبيرة لنا”.
وأكملت: “أطفالي يعانون الألم والمرض، فعملية الغسيل ليس العلاج الوحيد لهم، نحن بحاجة لمصاريف كثيرة، معظم العلاجات نشتريها من حسابنا الخاص، وأطفالي كل حياتهم تغيرت، فمحمد لم يعد يذهب للمدرسة هذا العام، فهو من أقل حركة يتألم و يتعب وحالته تسوء كل يوم، وهو بحاجة للعلاج بالخارج لزراعة الكلى والكبد ليصبح أفضل”.
وحول معاناة هذه العائلة، يقول جد الاطفال “محمد دياب” وهو يجلس بجوار أحد أحفاده المرضي: “ما يحدث مع أحفادي معاناة لنا ولهم، وخاصة أثناء عملية غسيل الكلي لكل من “مجد ومحمد”، وكذلك على صعيد تنقلهم من البيت للمستشفى، فأنا هنا في مستشفى الرنتيسي للأطفال مع “محمد”، أما الأب فذهب إلى المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة مع ابنه “مجد” للغسيل.
ويعاني الوضع الصحي في غزة من مشاكل جسيمة نتيجة الحصار المفروض عليه منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا، بسبب الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بتقييد حركة مرضى قطاع غزة.