في كلمة مخيبة للآمال لرئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، الذي وصفه بعض المراقبين بأنه يجيد النفاق، توالت ردود الفعل الغاضبة على خطابه للبنانيين بعد مرور 4 أيام على تفجير مرفأ بيروت الذي أودي بحياة أكثر من 150 شخصًا وما يزيد على 5 آلاف جريح.
وقال الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب، إن رئيس الوزراء اللبناني يحاول أن يجتر ما قاله عندما تم تعيينه رئيسا للحكومة، مشيرا إلى أنه رجل”يجيد النفاق” وحرق الأوقات ويعتقد أن اللبنانيين سيعطونه مهلة إضافية.
وأوضح في مشاركته خلال التغطية الإخبارية عبر شاشتنا، أن اللبنانيين يطالبون بأن تخرج هذه المنظومة الحاكمة من السلطة، وأن تتسلم البلد حكومة انتقالية توحي بالثقة ولديها صلاحيات تشريعية واستثنائية، وإجراءات انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، ومن ثم الذهاب إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وقالت مراسلة الغد من بيروت، ليلى خليل، إن الوضع على الأرض لا يبشر بالخير أو الهدوء، إذ يصر المتظاهرون على البقاء في ساحات التظاهر، موضحة أن هناك من يعتبر أنه قدم حلا وذلك خلال حديثه الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة، وهناك من يرى أنه رمى الكرة في ملعب الطبقة السياسية.
وتجمع المتظاهرون اللبنانيون اليوم السبت للتظاهر ضد فساد الطبقة الحاكمة مدفوعين بنيران فقدان ذويهم إثر انفجار مرفأ بيروت، وأطلق الأمن الغاز المسيل للدموع لتفرقة المتظاهرين.
ووعدت الحكومة اللبنانية بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار.
وفي السياق قال الكاتب الصحفي، أحمد أصفهاني إن حادث انفجار “مرفأ بيروت” لا مثيل له في المنطقة، ومن الطبيعي أن يكون هناك تحرك شعبي، لكن من غير الطبيعي أن يصاحب (التحرك الشعبي) عنف من قبل المتظاهرين وقوات الأمن.
وأضاف أصفهاني أن لبنان أمام مرحلة جديدة لنظام سياسي جديد، وأن رئيس الحكومة أصبح لا يملك قاعدة شعبية كبقية الأحزاب التي يمكن أن تحرك الشارع، موضحا أنه لا يوجد لديه أي إمكانيات يقدمها للشعب اللبناني.
من جانبه قال الدكتور فادي الأحمر الكاتب والباحث السياسي، إن استقالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب ربما تكون بداية تهدئة الشارع في لبنان.
وقال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب إن الخروج من الأزمة الراهنة يتطلب انتخابات مبكرة وأنه لا يمكن أن يتحملها طرف وحده.
وقال دياب في كلمته مساء السبت للبنانيين، إنه سيطرح بعد غد الإثنين على مجلس الوزراء، مشروع قرار لإجراء انتخابات نيابية مبكرة في البلاد.
وأشار إلى أنه سيتحمل مسؤولية الحكومة لمدة شهرين مقبلين حتى تتفق الأحزاب السياسية، لافتا إلى أنه على جميع الأطراف التجاوز عن الانتماءات الحزبية.
يشار إلى أن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إنه سيستضيف مؤتمرا للمانحين من أجل لبنان عبر دائرة تليفزيونية غدا الأحد، في الوقت الذي تحتشد فيه الدول لإعادة إعمار بيروت بعد الانفجار الهائل الذي شهدته منذ أيام.
