يلين تجدد الضغط على الكونجرس لرفع سقف الدين الأمريكي

ترى دوائر مالية واقتصادية في نيويورك، أن «أزمة الديون الأميركية وصلت إلى خط النهاية ولا بد من حل، وبحث تداعيات الأزمة داخليًّا وخارجيًّا».. ورغم الجدل دخل الكونغرس بشأن رفع أو عدم رفع «سقف الديون».. وبات واضحًا أن «الوقت بدأ ينفد» أمام الأزمة، ما دفع الرئيس جو بايدن، إلى أن يتخفف من عبء اجتماعات مجموعة السبع، في المدينة اليابانية هيروشيما، والاتصال عاجلًا بواشنطن. ومع ذلك، فاتصاله لم يساعد كثيرًا، بحسب مصادر بمجلس الشيوخ الأميركي، ولذلك فإن الجميع ينتظرون عودته سريعًا إلى البلاد.

• ربما، بعد ذلك، تبدأ مفاوضات على أرض الواقع، فأسبوع العمل المقبل في الولايات المتحدة قصير، وإذا لم يُتِح الوقت الوصول إلى اتفاق، فإن تهديد التخلف عن السداد سوف يتحول من احتمال نظري إلى واقع حقيقي، كما يتوقع الباحث الروسي في الشؤون الأميركية، مالك دوداكوف.

مخاطر تتربص بالاقتصاد الأميركي

القلق يُمسِك بأنفاس الدوائر والمؤسسات المالية الدولية، مع اقتراب الموعد الذى قد تضطر فيه الحكومة الأميركية إلى التوقف عن دفع فواتيرها، بينما لا تزال المفاوضات حول سقف الديون مستمرة في واشنطن، لأن التخلف عن سداد الدين يمكن أن يكون له عواقب كارثية، بحسب تحليل صحيفة نيويورك تايمز، وقد لا يتوقف الضرر الذى سيلحق بالاقتصاد الأميركي، على التخلف الفعلي عن السداد، ولكن حتى بعد السداد، ستظل المخاطر والخسائر قائمة:

• ويرى خبراء مصرفيون أنه لو  جرى التوصل إلى اتفاق قبل اللحظة الأخيرة، فإن حالة الشكوك الطويلة يمكن أن تؤدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض وتقوض استقرار الأسواق المالية المهزوزة بالفعل. ويمكن أن تؤدى إلى تراجع فى الاستثمار أو التوظيف من الشركات عندما يواجه الاقتصاد الأميركى مخاطر متزايدة بحدوث ركود، والعجز عن تمويل  مشروعات عامة.
• في الوقت الراهن، لا يبدي المستثمرون إشارات كبيرة على القلق، ولكن على نطاق أوسع، فإن المواجهة يُمكن أن تقلص الثقة باستقرار النظام المالي الأميركي، وسيكون لها آثار دائمة.
• ويوجد شيء قد حدث بالفعل، فمع خشية المستثمرين من تخلف الحكومة الفيدرالية عن سداد ديونها من سندات الخزانة، فقد بدؤوا يطالبون بمعدلات فائدة أعلى تعويضًا عن الخطر الأكبر، ولو فقد المستثمرون الثقة بأن الإدارة الأميركية قادرة على حل المواجهة، فقد تصيبهم حالة من «الصدمة والرعب».

الوقت ينفد أمام واشنطن.. بعد أسبوع

شعور المستثمرين قد يتغير سريعًا مع حلول ما يسمى بالموعد إكس، عندما يقترب الوقت الذى لا تصبح فيه وزارة الخزانة الأميركية قادرة على دفع فواتير الحكومة، وكانت وزيرة الخزانة جانيت يلين قد قالت، إن هذا الوقت يمكن أن يكون مبكرًا بحلول الأول من يونيو/ حزيران المقبل، أي بعد أسبوع واحد تقريبًا.

 الموقف صعب مع ضغط حركة «القطيع»

كشف خبراء الاستثمار العالمي في شركة إدارة الاستثمارات MFS، عن أن التحفيز داخل الولايات المتحدة، يتلاشى الآن، والنمو بطيء، ولذلك بدأ الجميع في رؤية كل المشكلات الصغيرة، وهو ما يجعل الموقف صعبًا بالفعل، بل أكثر ضغطًا، لأنه عندما يتحرك القطيع، فإنه يميل إلى التحرك بطريقة سريعة حقًّا وعنيفة.

• وهذا ما حدث خلال المواجهة الخاصة بسقف الديون عام 2011، فقد أظهرت التحليلات بعد فترة كانت فيها الولايات المتحدة على وشك التخلف عن السداد، كما أن تراجع سوق الأسهم تسبب في تبخر 2.4 تريليون دولار من ثروة الأسر، وهو ما استغرق وقتًا لإعادة بناء، وكلّف دافعي الضرائب مليارات من المدفوعات مرتفعة الفائدة. والآن، فإن الدين أعلى ثمنًا، والقطاع المصرفي يعاني هزة بالفعل، كما أن التوسع الاقتصادى يتراجع.

ويوجد الكثير من الهشاشة في النظام المصرفي، ويوجد مزيد من المخاطر، حيث تتراكم هشاشة فوق أخرى، ويمكن أن يسبب التوتر المتعاقب مزيدًا من المشكلات عبر عدد من القنوات، بحسب تقدير الخبير الاقتصادي في جامعة شيكاغو، والمسؤول السابق الاحتياطي الفيدرالي، راندال إس كروسنز.

هل تتخلف أميركا عن سداد ديونها للمرة الأولى في تاريخها؟

تواجه الولايات المتحدة الأميركية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، خطر التعرض للتخلف عن سداد الديون الحكومية، ما دفعها إلى الإعلان عن اتخاذ إجراءات غير عادية للمساعدة في تقليل حجم الديون المستحقة الخاضعة للسقف المحدَّد حاليًّا عند 31.4 تريليون دولار.

• والوصول إلى سقف الديون «الحد الأقصى للاقتراض» يعني أنه غير مسموح للحكومة باقتراض مزيد من الأموال، ما لم يوافق الكونغرس على تعليق أو تغيير السقف. وفي ظل مناخ من القلق، لا تزال المفاوضات معلقة بين الجمهوريين والديمقراطيين من أجل التوصل إلى اتفاق لرفع سقف الديون، بما يسمح للحكومة بمواصلة الاقتراض.

وسيجري الرئيس بايدن، عقب عودته من هيروشيما، محادثات مع رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، حول وضع المفاوضات المتعلقة برفع سقف الديون، وتجنب تهديد البلاد بالتخلف عن سداد الديون للمرة الأولى في تاريخها.

قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن المحادثات مع الهند بشأن حد أقصى مقترح على أسعار النفط الروسي “مشجعة”، وهو حد تضغط واشنطن لفرضه من أجل خفض أسعار النفط وزيادة صعوبة حصول موسكو على تمويل لحربها في أوكرانيا.

وأضافت يلين، التي وصلت إلى سول يوم الإثنين، في مقابلة مع رويترز أن شعورا إيجابيا ينتابها عموما حيال المبادرة.

وقالت يلين، التي كانت تتحدث في أثناء توجهها إلى العاصمة الكورية الجنوبية من إندونيسيا على متن طائرة عسكرية “المحادثات التي أجريتها كانت مشجعة بوجه عام”.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخزانة إن الهند لم تقدم أي وعود بشأن سقف أسعار النفط لكنها تعمل مع الولايات المتحدة ولم “تبد عداء للفكرة”.

كانت يلين قد قالت للصحفيين يوم السبت إنها عقدت اجتماعات ثنائية مثمرة حول الحد الأقصى المقترح مع أكثر من ستة من نظرائها على هامش اجتماع مسؤولي المالية بمجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية.

وقالت وزارة الخزانة إنها التقت هناك بمسؤولين من السعودية وأستراليا وجنوب أفريقيا وتركيا وسنغافورة.

قال أربعة أعضاء جمهوريين وعضو ديمقراطي بمجلس الشيوخ الأمريكي إن المجلس سيؤجل تصويتا كان من المزمع إجراؤه بعد ظهر اليوم الأربعاء لتعليق سقف الدين للحكومة الاتحادية البالغ 28.4 تريليون دولار.

ولم يتضح على الفور متى سيجرى التصويت المؤجل.