يوميات إسرائيلي في القاهرة: أحاديث التطبيع والسياسة

زار عساف جابور، محلل الشؤون العربية بموقع «nrg» الإسرائيلي، وتجول في وسط القاهرة، وتناول الطعام في «فلفلة»، وجلس في مقاهي وسط البلد، وزار المتحف المصري والأهرامات، والكثير من المناطق السياحية.

الخطير هو محاولة استطلاعه للشارع المصري حول  التطبيع وما بات يعرف بـ«العلاقات الدافئة» بين مصر وإسرائيل، ومستقبل مصر السياسي والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وحديثه في ذلك مع طلاب وبائعين ومرشدين سياحيين، حتى ماسحي أحذية.

يصل شارع 26 يوليو الشهير حتى ميدان التحرير، ويواصل باتجاه كوبري 6 أكتوبر، الذي يرمز لـ«الانتصار الكبير» لمصر على إسرائيل في حرب يوم الغفران، تبدأ شوارع وسط المدينة بالقاهرة في الاكتظاظ في ساعات الصباح المتأخرة، وكلما ارتفعت درجات الحرارة، كلما تزايد الزحام في الشوارع، وأصبحت الطرقات غير محتملة.

زحام السيارات، الذي لا يتوقف، يصبح في مرحلة معينة ضجيجا معتادا يرافق الحياة، في كل سيارة عجلة قيادة ودواسات وجهاز نقل الحركة (الفتيس)، لكن كل هذا تتضاءل أهميته أمام آلة التنبيه (الكلاكس).

يعرف السكان المحليون الاختناقات المرورية التي لا نهاية لها لـ20 مليون شخص في القاهرة على الأقل كالأهرامات، عبور الشارع خطر كبير، ويعتبر مهارة ضرورية للبقاء في المدينة الكبيرة، لاسيما بالنسبة للنساء اللاتي ترتدين نقابا أسودا حتى في درجة حرارة 40 مئوية.

تزدهر العلاقات الإسرائيلية المصرية، بعد فترة طويلة من التعاون الأمني ضد التنظيمات الإرهابية الجهادية بسيناء، وصل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في زيارة لإسرائيل، ليكسر بذلك نحو عقد من الجمود الدبلوماسي على هذا المستوى.

سبقت زيارة شكري عدة أحداث أشارت إلى نضج العلاقات وتحولها لخطوات ملموسة، أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن نيته للحفاظ على المعاهدات التي وقعتها مصر مع الدول المختلفة، مشددا على إسرائيل، وللمرة الأولى منذ 3 سنوات وصل سفير مصري دائم لإسرائيل، حازم خيرت، وعينت إسرائيل ديفيد جورفين سفيرا في القاهرة.

تتكدس أكشاك الكتب المنتشرة في كل زاوية بكتب غالية مطبوعة بجودة منخفضة، بعضها مزيفة ولا تعود للمصدر، وتكشف نظرة عميقة لعرض الكتب عن صورة كئيبة لعلاقات إسرائيل ومصر، إلى جانب ترجمة عربية لكتاب هتلر (كفاحي) هناك «بروتوكولات حكماء صهيون»، ونجمة داود تزين الكتب المنشغلة بإدانة الصهاينة، كذلك حظيت كتب مذكرات ديفيد بن جوريون وجولدا مائير وعذرا فايتسمان بترجمة عربية وتعرض هي الأخرى في الأكشاش، بجانب مذكرات هيلاري كلينتون وشخصية أوباما المكروه.

أيضا على الرف: كتاب يعرض العناوين بالصحافة العبرية حول الرئيس السابق حسني مبارك، الذي يعتبر شخصية فاسدة بين المصريين، وموسوعة التاريخ اليهودي التي يرمز إليها بعلم إسرائيل تلتهمه النيران.

هذه الكراهية لإسرائيل تقاطرت على المصريين على مدى سنوات طويلة، وبجانبها تدخل المعدلة العلاقات الأمنية والدبلوماسية الدافئة بين الدولتين، يمكن أن يستمر تحدي تغيير الآراء القديمة للمواطنين المصريين لسنوات، ولكن تدريجيا ومن خلف الكواليس تحاول العناصر الدبلوماسية دفع خطوات صغيرة على أمل أن تؤدي لتغييرات أكبر.

عندما تنقشع الشمس، تبدأ حياة الليل الصاخبة للقاهرة، ينشر النادلون في المقاهي الترابيزات والكراسي البلاستيكية وتقريبا يفرضون على المارة في الشارع الجلوس واحتساء القهوة المظبوطة الحلوة حتى الموت وتدخين الشيشة بنكهات مختلفة.

للنيل، شريان الحياة لمصر، دور أيضا في الليالي الصاخبة، فعلى طول النهر تبحر القوارب المزينة بفوانيس ملونة وينطلق منها أصوات الموسيقى الصاخبة، عرفت المطاعم على ضفاف النيل أياما أفضل، عندما كان السياح يأتون إلى هنا بالآلاف.

تنشر الرياح التي تأتي من الصحراء الغبار طوال الوقت، الرابح من هذه الظاهرة التي تثير الأعصاب هم ماسحو الأحذية في الشوارع: مقابل 3-5 جنيهات مصرية يحظى الزبون بحذاء لامع، ومشاهدة من الناس الذين يعرفون مزاج الشارع.

يضع الزبون قدمه على صندوق صغير ليبدأ العرض: «نحن في فترة إعادة بناء. واجهنا الكثير من الغبار في الخمس سنوات الماضية، غيرنا أنظمة وتلقينا ضربات، لكن الآن الوضع أفضل»، قال هذا يوسف، وضرب على الصندوق في إشارة لتبديل القدم. «لدينا رئيس جيد يقلق من أجل مصر ونحن نؤمن به، قمنا بثورات، الآن حان الوقت للتقدم للأمام»، أوقف يوسف الحديث وزاد من معدل التلميع، سكب ورنيش على الحذاء وأخذ يلمع بسرعة كبيرة.

جوبهت محاولتي لسماع رأيه حول العلاقات الإسرائيلية المصرية برد دبلوماسي «الشعب المصري يحب كل الشعوب، علينا أن نعيش حياتنا، وألا نفكر كثيرا في السياسة»، فهمت الإشارة وسالته سؤالا أكثر عمومية، حول رؤيته لمستقبل مصر: «لدينا الكثير من الأزمات، نسبة كبيرة من الفقراء والعاطلين عن العمل والمشردين، أسكن في منطقة قريبة من المقابر، نعيش هناك في زحام شديد، أكثر من مليون شخص يعيشون في غرف صغيرة بلا مستقبل حقيقي، أتمنى أن يكون لابني حظ أفضل مني».

حديث في السياسة

في مطعم معروف بالقاهرة وفي مصر كلها «فلفلة»، هناك للمطعم الفخم الذي يزوره رجال أعمال ودبلوماسيون، فرع شعبي يمكن أن تطلب منه الوجبات الدائمة التي تعتمد على الفول والطعمية المصرية داخل رغيف خبز، بسعر في متناول الجميع، القانون في الفرع الشعبي أن تأكل سريعا وأنت واقف، تقنع الحرارة المرتفعة الزبائن بالإسراع في إنهاء وجبتهم وإخلاء المكان للآخرين.

وقفت في المطعم مع المرافقين لي، وفجأة دلف للمكان فتاتان لهما ملامح آسيوية، طلبا الطعام وتعانقا مع شابين -فارس 20 عاما من تركيا، وريتشال 18 سنة من الهند- جاء الشباب الأربعة إلى مصر في إطار برنامج دراسي.

قال ريتشال بلهجة هندية واضحة «أنا هنا منذ أكثر من 40 يوما، في البداية خشيت التجول هنا، لكن تدريجيا نتعود على الأمر وندرك أن القصص والصور في التلفاز لا تعكس الواقع، أنا طالب أدرس الكيمياء واستمتع هنا، ندرس مع طلاب مصريين، وهم في الحقيقة لطفاء معنا، وكما في كل مكان فإن الفتيات الأجانب اللاتي يبدون مختلفات ويتصرفن بشكل منفتح أكثر من المصريين العاديين، يثيرن الاهتمام المبالغ وأحيانا يتعرضن للمضايقات، لكن بشكل عام نستمتع هنا».

سألت ريتشال إذا ما كان الطلاب المصريون يتحدثون معهم عن السياسة، وكانت الإجابة سلبية، «كل ما يشغلهم هي الثقافات الأخرى، والموسيقى والفتيات، عليك أن تفهم أي حياة ليل صاخبة هنا، لا يتحدثون عن ذلك في الإعلام، خلال شهر رمضان كان الشباب يسهرون حتى الرابعة صباحا، كانت الشوارع مزدحمة، والمطاعم مفتوحة للصائمين، بعد رمضان، عاد الشباب لتسليتهم المعتادة، يلتقون ويدخنون الشيشة ويحتسون الكحول، ويرقصون حتى الثانية صباحا في النوادي بنات وشبابا».

جولة مع السياح

السياحة هي إحدى مصادر الدخل التي تضررت كثيرا في مصر منذ اندلاع الثورتين. ملايين السياح الذين أغرقوا أشهر المناطق الأثرية بالعالم- الأهرامات، معابد الأقصر، الإسكندرية والنيل، اختفوا كأنهم لم يكونوا. أقنع الوضع الأمني المتدهور السياح بالبقاء في البيت، وكذلك السياح الروس، الذين كانوا يتوافدون على فندق شرم الشيخ بسيناء، ما عادوا يفعلون ذلك بعد الاعتداء على الطائرة الروسية الذي نفذه فرع داعش بسيناء في أكتوبر 2015.

متحف القاهرة، أحد المزارات السياحية المعروفة في العالم، عانى هو الآخر من الثورة عام 2011، وقابلت به أيضا زوار أجانب.

جرلاند، شاب من لوس أنجليس، يعتقد أن “عدم وجود سياح ينطوي على ميزة كبيرة. ليست هناك طوابير ولسنا مضطرين للانتظار طويلا. في البداية خفت من القدوم إلى هنا، لكني في الحقيقة لست نادما على قراري. بالأمس كنت في الأهرامات، لم يكن هناك أحد. متعة حقيقية. أحرص في الليل على البقاء بالفندق وعدم التجول، لكن في النهار أمضي بحرية. أوصي كل أصدقائي بزيارة مصر”.

في غرفة مجوهرات توت عنخ آمون، الذي حكم مصر وعمره 9 سنوات فقط، قابلت جيني من أستراليا. “جئت إلى هنا مع زوجي” وتضيف “حذرني الجميع من زيارة مصر، لكني لم أعرهم اهتماما. أهتم منذ نعومة أظافري بالعصر الفرعوني، وفكرت الآن أنها فرصة جيدة لاستغلال حقيقة عدم وجود الكثير من السياح لزياة مصر”.

شينز، مرشدة سياحية مصرية كانت تنتظر عائلة أمريكية ترافقها، استعرضت وجهة نظرها. “بسبب الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء. حظر الرئيس بوتين سفر السياح من روسيا للقاهرة. عرفتُ أن القرار سيتغير في نوفمبر وسوف نعود لرؤية السياح الروس، والهولنديين وكذلك الأمريكان هنا. أتمنى أن يتحسن الوضع”.

عندما أخبرت شينز أني إسرائيلي، فتحت عيناها مندهشة، وبعد أن استوعبت أشارت إلى أن الإسرائيليين يعودون هم أيضا تدريجيا لمصر. “لا أعتقد أن الإسرائيليين مختلفون. وكأي سائح يحتاجون تأمينا ليشعروا بحرية التجول هنا. شهدنا تطورا في مسألة التأمين. لا تترك شرطة السياحة مجالا للخطأ. لا يتعلق الأمر برغبتهم في التأمين أو لا، هذا واجب مصر في حماية سائحيها. أطلب منك، كما أطلب من كل السياح اللذين أرشدهم ومن كل العالم: عندما تعودون للوطن أخبروهم أن مصر آمنة ويمكن زيارتها والتجول بها دون خوف”.

خلال الحديث سمعنا بوقوع هجوم جديد نفذه داعش بفرنسا. توجهت شينز للفوج الأمريكي وقالت :”أترون؟ في فرنسا وقع هجوم جديد. أيضا الطائرة المصرية التي انفجرت فوق البحر المتوسط كانت قادمة من فرنسا. في الحقيقة الوضع خطير هناك”.

عودة للتسعينيات

في الأهرامات، المزار السياحي الرئيسي لمصر، تدور حرب حقيقية على السياح القليلين الذين يزورون المكان. عندما سمعوا أني إسرائيلي، ترنم بائعو الهدايا التذكارية باللغة العبرية، وطلبوا مني أن أنقل رسالة لمواطني إسرائيل:”نحب إسرائيل والإسرائيليين. كل شئ هنا آمن، لا يجب أن تقلقوا. ننتظر رؤيتكم في الأهرامات”.

انخفاض عدد السياح أثر على الدوائر السياحية التي تتفقد الموقع الأثري. في البازارات القريبة يبيعون هدايا وبرديات وفقا للطلب. استقبلتنا مدام أسماء بترحاب، وشرحت أمام الكاميرا كيفية إعداد البرديات. ولدت بالإسكندرية، وتقول إنها عرفت اليهود جيدا. “في طفولتي كانت لدي صديقات يهوديات. أتذكر عائلات تجار ورجال أعمال. كانوا دائما لطفاء معي. ليس هناك سبب كيلا تكون العلاقات مع إسرائيل مماثلة اليوم”.

بعد كل هذا، ما الذي يعيق تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟. “إسرائيل تحتل أرضا فلسطينية، وتبني يوميا المنازل على أراضي الفلسطينيين”.

عندما حاولت أن أوضح لها أن إرهاب السكاكين والهجمات الفلسطينية لا يقل عما يحدث بسيناء، دمرت المعادلة. :”يطعن الفلسطينيون الإسرائيليين للحصول على حقوقهم”. كذلك محاولة الوصول لقاسم مشترك للحرب الإسرائيلية والمصرية على حماس جوبهت سلبيا. “تتعاون إسرائيل وحماس. الأخبار عن الصواريخ التي تطلقها حماس من غزة وتستهدف إسرائيل مجرد قصص مفبركة”.

انتهت المواجهة السياسية الصغيرة وعدنا للانشغال بالفن وذكريات الطفولة. عادت مدام أسماء تضحك وهي تقلب الشاي.

يتحدث أيضا إسرائيليون بقوا في مصر وعاصروا الثورات عن ذكريات العلاقات الجيدة بين إسرائيل ومصر. مصدر إسرائيلي طلب عدم كشف هويته يشاركنا تجربته قبل 20 عاما.

“في منتصف التسعينيات عشنا هنا نحو 30 أسرة للطواقم الدبلوماسية والأكاديمية. تعلم الأطفال في الحضانات والمدارس الأمريكية، كنا نتجول بحرية في وسط المدينة. التحدي الأكبر هو الانتقال بالعلاقات الدافئة إلى الواقع الذي كان ملموسا آنذاك. هذه مهمة صعبة، لكن احتمال تحقيقها كبير”.

يقدم المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة، الذي افتتح كجزء من معاهدة السلام بين الدولتين، تعاونا أكاديميا بين مصريين وإسرائيليين. يدرس نحو 7 آلاف مصري اللغة العبرية سنويا في 17 جامعة بالبلاد. يقول البروفيسور جاب روزنبؤوم رئيس المركز “يساعد المركز الطلبة المصريين في مجالات أبحاثهم. في الماضي كانت تنظم محاضرات بشكل دائم لمحاضرين إسرائيليين يحضرها طلاب مصرييون. أدت اللقاءات في المركز إلى تقارب القلوب وإسقاط الحواجز. يرى كل جانب أن على الجانب الآخر يجلس أشخاص مشابهون له يمكن إجراء حوار معهم بل وعلاقات ودية. نتمنى بعد أعوام من النشاطات المقلصة في أعقاب الثورات في مصر، أن يعمل استئناف الهدوء على عودة النشاطات بمستوياتها القديمة”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]