يوم الأرض.. «قصة فلسطيني» يتشبث بتراب أرضه في مواجهة الاحتلال
يضرب الفلسطيني حماد الخيسي 70 عاما بالفأس في أرضه للتعبير عن تشبثه بحرث أرضه وزراعتها رغم المخاطر الأمنية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
ويسير الخيسي نحو أرضه كل يوم بكبر غير آبه من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تبعد عنه أمتار قليلة. ويقول: “الأرض روحي.. شرياني..أنا كل يوم في الأرض إذا بتروح بنتهي”.
وتقع أرض الخيسي في مرمى نيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة.
ويقول الخيسي، في مقابلة مع قناة الغد: “منذ صغري بشتغل في الأرض، وكل عائلتي تعمل في الزراعة.. هذه المهنة ورثتها أبا عن جد”.
ويزرع الخيسي القمح والشعير والبندورة والفقوس والبامية والفول والزيتون في أرضه ليبقى على وصل أرضه فلا يطول بعده حتى في فصل الشتاء فهو يصلي الفجر حاضرا ثم ينطلق إلى الأرض.
ويقول الخيسي: “الأرض هي مصدر دخله الوحيد وأن 10 أسر تعتاش من ورائها”.
وفي 2022، كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي في فلسطين التاريخية “الضفة وغزة وإسرائيل”.
ويضيف الخيسي: “الاحتلال سرق أرضنا وما بقي إلا هذه الأرض التي نعمل فيها والتي تعتبر السلة الغذائية لسكان القطاع المحاصر”.
ويؤكد الخيسي تمسكه بأرضه وعدم التنازل عنها مهما حصل.
وعن مقولة أول رئيس للوزراء بإسرائيل ديفد بن غوريون “الكبار يموتون والصغار ينسون”، يقول الخيسي: “لو ماتوا الكبار فالصغار سيبقوا متجذرين بالأرض ويورثوها لأبنائهم.. لن نتنازل عن سنتمتر واحد من الأرض.. هذه أرض الآباء والأجداد”.
ويؤكد الفلسطينيون أن الخيسي مثال مقدس على تجذير قيم الانتماء للأرض والهوية الفلسطينية.
ورغم مرور 47 عاما على ذكراه، لم يمل الفلسطينيون من الاحتفال بيوم الأرض الذي يجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية.
ويحيي الفلسطينيون يوم غد الخميس الذكرى الـ 47 ليوم الأرض الفلسطيني، وهي المناسبة التي أصبحت عيدا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976، حين استشهد في تلك الهبة 6 فلسطينيين وجرح 49 واعتقل أكثر من 300 آخرين.
وجاء يوم الأرض بعد هبة الجماهير الفلسطينية في أراضي 48 (الخط الأخضر) عام 1976، معلنة صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخض عن تلك الهبة ذكرى تاريخية سميت “يوم الأرض الفلسطيني”.
وكانت الشرارة بإقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى الفلسطينية في الجليل عام 1976، في نطاق خطة التهويد لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات وتفريغه من السكان العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل – وخصوصا المتضررين المباشرين- الإضراب العام في مثل هذا اليوم الموافق الثلاثين من مارس/آذار.
وفي ذلك اليوم، أعلنت مدن وقرى الجليل والمثلث إضرابا عاما، وحاولت سلطات الاحتلال كسره بالقوة فأدى ذلك إلى مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، كانت أعنفها في قرى سخنين وعرابة ودير حنا.