في أجواء قاتمة ووضع إنساني كارثي، يحيي جنوب السودان ذكرى مرور 10 سنوات على الاستقلال، عاشتها الدولة الأحدث في العالم تخللتها حرب أهلية أودت بحياة الآلاف.
وأصبح جنوب السودان رسميا الدولة الـ193 في العالم في التاسع من يوليو عام 2011 وأعلن استقلاله عن السودان بعد عقدين من الحرب.
واندلعت حرب أهلية في جنوب السودان، بعد عامين فقط على الاستقلال، على خلفية إقالة الرئيس سلفا كير لنائبه رياك مشار، بزعم تنفيذه لمحاولة انقلاب.
وفي أغسطس عام 2015، وقع سلفاكير ومشار على اتفاق سلام ينص على إعادة تعيين الأول نائبا للرئيس.
وفي أبريل من العام 2016، عاد مشار إلى جوبا وتم تنصيبه نائبا للرئيس، ولكن اندلع القتال مجددا بين أنصار الرجلين ليهرب مشار خارج البلاد.
وبعد عامين من القتال، وقع الزعيمان على اتفاق سلام جديد لإنهاء الحرب في 12 سبتمبر عام 2018، والتي أودت بحياة 380 ألف شخص وأدت إلى نزوح نحو أربعة ملايين.
ومهد الاتفاق لتأسيس حكومة تتقاسم السلطة في مارس عام 2020 ليتولى مشار مجددا منصب نائب الرئيس.
لكن النزاع المسلح تواصل لمدة تسعة أشهر، ومددت الأمم المتحدة مهمة السلام والحظر على الأسلحة مرات عدة.
وفي 25 من مايو عام 2021، بدأت صياغة المسودة النهائية لدستور البلاد .
ولا تزال قضايا أخرى في اتفاق السلام بانتظار الحل، مثل تشكيل جيش وطني موحد وانضمام المعارضة إلى البرلمان، وسط تحذيرات أممية من احتمالية تعرض البلاد إلى خطر الانزلاق في نزاع واسع النطاق حال استمرار البطء في تطبيق بنود الاتفاق.
الطريق نحو الدولة
1820.. رحلات الاستكشاف الأوروبية لمنابع النيل
1927.. ظهور أولى ملامح الإقليم السوداني الجنوبي
1963.. اندلاع الحرب الأولى وإعطاء الإقليم الجنوبي الحكم الذاتي
1983.. تأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان
1989.. انقلاب البشير ينهي محاولات التوصل إلى سلام
2005.. التوقيع على اتفاق السلام الشامل في كينيا
2011.. استفتاء تقرير مصير جنوب السودان
آمال الشعب تحطمت
وقالت سيسيليا جوزيف ماكير نائب رئيس اتحاد الإعلاميين بدولة جنوب السودان سابقاً، إن آمال الشعب تحطمت وانهارت، ولم تشهد البلاد أي نهضة تذكر إلا الخراب والتدمير والحرب الذي أرجع جنوب السودان سنوات للوراء.
وقالت سيسيليا، عبر برنامج مدار الغد، إن الأنظمة التي مرت على جنوب السودان، لم تستغل الاستقلال لتحقيق آمال وتطلعات الشعب العريق، بل أدخلت البلاد في موجة من الفوضى، وسط تدهور أوضاع البنى التحتية وعدم توافر شبكات حماية اجتماعية للفقراء بالبلاد.
البشير يدعم الفوضى
واتفق الكاتب الصحفي صلاح المليح، مع سيسليا، في أن جنوب السودان لم يجن من الاستقلال سوى الحرب، مشيرا إلى أن جنوب السودان دخلت في مشاكل كبيرة، بسبب السودان الذي كان يدعم المجموعات المناوئة للرئيس سلفاكير بالسلاح والمال، في عهد الرئيس السابق عمر البشير.
وتوقع المليح، عبر برنامج مدار الغد، أن جنوب السودان ستشهد تطورا كبيرا على كافة المستويات خلال الفترات القادمة، حيث يعيش جنوب السودان في حالة استقرار وسلام منذ إسقاط نظام البشبر.
مصالحة وطنية
وقال إدموند ياكاني المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، إنه لا يمكن النهوض بجنوب السودان وتحقيق الاستقرار والأمن في البلاد دون إحداث توافق كلي بين كافة الفصائل في البلاد.
واعتبر ياكاني، عبر برنامج مدار الغد، أن إقامة برنامج مصالحة وطنية شاملة هو المخرج لوضع جنوب السودان الكارثي، وإحداث نهضة في البلاد والتغلب على سنوات الانهيار التي عاشتها الدولة في الماضي.
