( 100 شارع بلفور) .. هل تعتذر بريطانيا عن مؤامرة اغتصاب فلسطين ؟!

قرن من الزمان لم يلغ «خطيئة» بريطانيا العظمى، في تمهيد الأرض وتهيئة المناخ لإغتصاب الجفراقية الفلسطينية، وقبل موعد  إصدار «وعد بلفور» 1917.. والوثائق والشواهد والوقائع، تدين دور بريطانيا، ومنذ أن كان التخطيط البريطاني لترتيب أمور الشام ينتقل بسرعة للتركيز على فلسطين، وبالتحديد للعمل على إقامة وطن لليهود فيها ، يؤدي دوره المرسوم في الإستراتيجية البريطانية!!  وأثناء الحرب العالمية الأولى طلبت الحكومة البريطانية سنة 1915 من السير «هربرت صمويل »أن يضع تصورا لما ينبغي أن يكون عليه أمر فلسطين بعد النصر ، وكتب «صمويل » بوصفه عضوا في وزارة الحرب ـ إلى جانب كونه يهوديا وصهيونيا أيضا ـ مذكرة بعنوان «مستقبل فلسطين » تاريخها 5 فبراير/ شباط 1915 ، توصل فيها إلى نتيجتين : أحداهما : إن الحل الذي يوفر أكبر فرصة للنجاح ولضمان المصالح البريطانية ، هو إقامة إتحاد يهودي كبير تحت السيادة البريطانية في فلسطين، ويستطيع الحكم البريطاني فيها أن يعطي تسهيلات للمنظمات اليهودية في شراء الأراضي وإقامة المستعمرات وتنظيم الهجرة والمساعدة على التطور الاقتصادي بحيث يتمكن اليهود من أن يصبحوا أكثرية في البلاد !!

 

 

 

 

 

 

100 شارع بلفور .. وسط لندن

قرن من الزمان.. ولا يزال التساؤل قائما: هل تعتذر بريطانيا عن «الخطيئة الكبرى»؟ والتساؤل يطرحه فيلم ( 100 شارع بلفور) الذي عرضه مركز العودة الفلسطيني قبل أيام، أمام حشد كبير من الجمهور والمهتمين والمتضامنين مع فلسطين، في قاعة الملكة إليزابيث وسط لندن، وضمن فعاليات حملة مطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور، ولاقى الفيلم الذي عرض للمرة الأولى تفاعلاً كبيراً ونجاحا غير مسبوق ( ومخرج الفيلم البريطاني من أصل فلسطيني، أنس الكرمي) وترجم الفيلم إلى خمس لغات.

 

 

 

 

 

 

 

الرمز في اغتصاب المنزل بالقوة

ويجسد الفيلم  درامياً قصة «وعد بلفور» الذي منحه وزير الخارجية البريطاني «آرثر بلفور» بالنيابة عن حكومته في ذلك الوقت، لصالح إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من دون أي اعتبار لحق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، وما تسبب به هذا الوعد من ظلم وسلب للحقوق، ومعاناة متزايدة للفلسطينيين منذ ذلك الحين.

 

 

تدور أحداث الفيلم حول قصة عائلة بريطانية، يقوم جنود بطردها من منزلها بالقوة بهدف إيواء عائلة أخرى مشردة .. وتجبر «عائلة جونز» على العيش في الحديقة الخلفية لمنزلها الذي تملكه ضمن كوخ ضيق ومحاصر وتحرم من الطعام والدواء، بينما تتمتع «أسرة سميث» الدخيلة بكامل المنزل ومحتوياته وتحت حراسة جنود مدججين بالسلاح، وتتزايد الاعتداءات على «عائلة جونز» صاحبة صكوك الملكية للمنزل لسلبهم مزيداً من حقوقهم».

 

 

وعائلة جونز ، مكونة من طفلين، بنت وولد، والأب والأم والخالة التي تقتل في أول مشهد اقتحام  الجنود البيت ويطردون أصحابه ويسكنون مكانهم عائلة سميث ، و«الجنود مجرد رموز» ، وتتطور الأحداث حتى تصبح العائلة المقتحمة وكأنها صاحبة البيت الأصلي، والعائلة الأصلية أصبحت مهمشة، ما يلسبونه رث ومتسخ وصار الأب يزرع الخضروات حتى يتمكن من إطعام أولاده، في وقت تتمتع عائلة سميث بالخيرات.. ويظهر في الفيلم أيضا الجيران الذين يحاولون المساعدة من فوق السور وجدار الفصل!!

 

 

 

 

 

 

وأوضح المخرج «أنس الكرمي» أن سبب اختيار عائلات بريطانية لتجسيد الأدوار، يهدف إلى تقريب الصورة أكثر  للشريحة المستهدفة وهي المجتمع البريطاني، وتقديم مشاهد من الواقع اليومي، وانطلاقاً من ذات البيئة حتى يسهل فهم المأساة، والشخصيات كلها بريطانية.. وقال:  الجميل في الأمر ان من قام بتمثيل دور «بلفور» بعد عرض الفيلم اعتذر للفلسطينيين عن «وعد بلفور» وقال انه لم يكن يعرف عنه كثيرا، واعتذر للطفل الذي مثل دورا في العائلة البريطاينة التي طردت من منزلها وقال، أنا كبلفور اعتذر منك لأني سببت لك هذا الأذى.

 

 

 

 

 

 

مؤامرة سلطة الانتداب البريطاني على فلسطين

في حقيقة الأمر، فإن الاعتذار المطلوب، لا يقف عند «وعد بلفور» فقط، فقد كان دور سلطات الإنتداب البريطاني على فلسطين في صدارة العناصر والعوامل المساعدة لإغتصاب فلسطين، وتأسيس المشروع الصهيوني، ولعبت بريطانيا دورها بتنسيق مواعيد إخلاء معسكراتها مع قوات الهاجاناه (قبل الموعد المحدد لإنتهاء الإنتداب يوم 14 مايو/ آيار 1948 ) والتي كانت تبادر بإحتلال القواعد البريطانية ، وقد مكنها ذلك ـ على سبيل المثال ـ من إحتلال حيفا في ظرف أربع وعشرين ساعة !! وكان للقوات البريطانية جدول أولويات له توقيتات لافتة للنظر ، ذلك أن الجزء المقرر لليهود بمقتضى قرار التقسيم بدأ تسليمه لقوات الهاجاناه مبكرا ، ومبكرا جدا في بعض الأحيان ، حتى أن القوات البريطانية قامت بتسليم مناطق الجليل ابتداء من شهر مارس/ آذار  وأوائل شهر أبريل / نيسان ، وأما فيما يتعلق بالجزء المخصص للعرب بمقتضى قرار التقسيم ، فإن القوات البريطانية كانت تتمسك بالأمر والنهي فيه حتى الدقيقة الأخيرة من سريان موعد إنتهاء الإنتداب.

 

 

 

 

 

 

وكانت القوات البريطانية تشرف على الساحة من عل ولا تسمح للقوات العربية أن تقترب من معسكراتها ، ولا تسمح لهذه القوات العربية درء أخطار قادمة، وصدرت أوامر إلى قيادات المعسكرات البريطانية ببيع  «مهمات» عند الإنسحاب بعد إنتهاء الإنتداب ، وكانت هذه المهمات تباع كلها للجانب اليهودي، وتشمل أسلحة ، وذخائر ، وجرارات، وعربات نقل ، ومهمات متعددة الأغراض !!

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]