100 يوم على انطلاقها.. مسيرة العودة تتمسك بسلميتها مقابل فضح جرائم الاحتلال

شكلت مسيرة العودة وكسر الحصار، والتي أطلقها الفلسطينيون في الثلاثين من مارس آذار الماضي، علامة فارقة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، خصوصا وأنها اعادت لذاكرة الفلسطينيين، مشاهد الانتفاضة الشعبية الأولى أو ما سمي بانتفاضة الحجارة، من خلال الوسائل التي استخدمت فيها، حيث المقلاع والحجارة والإطارات المطاطية، إلى جانب وسائل أخرى ابتدعها الفلسطينيون خلال مسيرة العودة وكان في أبرزها الطائرات الورقية الحارقة.

فضح الاحتلال
وقد نجح الفلسطينيون خلال مسيرتهم في إرباك الاحتلال وفضح ممارساته وانتهاكاته بحق متظاهرين سلميين كفلت لهم كل الشرائع والمواثيق الدولية الحق في الاحتجاج السلمي الذي رد عليه جيش الاحتلال باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين ما أوقع الآلاف منهم بين شهيد وجريح، وكان أعنف هذه الفعاليات تلك التي تزامنت يوم النكبة أو ما أسماه الفلسطينيون يومها بمليونية العودة، حيث استشهد برصاص الاحتلال يومها أكثر من ستين شهيدا في ذلك اليوم.

وعلى مدار الأيام المائة لمسيرة العودة، داوم الفلسطينيون على إطلاق تسميات مختلفة على جمع العودة، تحمل كل منها رسالة للمحتل والعالم أجمع بضرورة التحرك لاستعادة الحقوق الوطنية، ورفع الحصار عن غزة، والتمسك بالوحدة كخيار لتحقيق هذه الأهداف.

وأسست مسيرة العودة لمرحلة جديدة من المواجهة التي لم يألفها جيش الاحتلال الإسرائيلي من قبل، ما دفعه إلى محاولة عسكرتها، وإخراجها عن طابعها السلمي، عبر جرائمها بحق المتظاهرين، وهو ما وعاه الفلسطينيون مسبقا، ونجحوا في تفويت الفرصة على الاحتلال الذي لا يعرف سوى لغة القتل والدمار.

ومع المسيرة، توالت المبادرات الإسرائيلية والدولية، والتي سعت في جميعها إلى تقزيم الواقع في غزة في البعد الإنساني دون أي أفق سياسي، وهو ما أكد الفلسطينيون على رفضه، مشددين على مواصلة مسيرتهم حتى تحقيق ما سعت من أجله مسيرة العودة وكسر الحصار وساء فيما يتعلق بالهدف الاستراتيجي بتثبيت حق العودة أو التكتيكي بشان رفع الحصار وفتح المعابر.

خيار استراتيجي
ويرى عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن مسيرة العودة وكسر الحصار باتت خياراً استراتيجياً للشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وفضح جرائمه، مشدداً على أن المطلوب من العالم اليوم دعم حقوق شعبنا في استعادة حقوقه وتنفيذ قراره الاممي ممثل القرار 194 .

وأكد المدلل في حديث للغد، أن الشعب الفلسطيني وبعد مئة يوم على المسيرة، مصمم على الاستمرار في هذا الحراك السلمي حتى تحقيق الاهداف، معتبراً، أن مسيرة العودة شكلت وحدة فلسطينية غير مسبوقة، وهو ما أربك حسابات الاحتلال.

ودعا المدلل، إلى تفويت الفرصة على الاحتلال الإسرائيلي، وعدم إعطائه الفرصة للتغول في دماء أبناء الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى ان الشعب الفلسطيني لم يذهب إلى هذا الحراك نتيجة ضعف او عجز، لكنه اراد ان تكون هناك وحدة وطنية حول مشروع وطني ومشروع مواجهة يجمع عليه الكل الفلسطيني, وأضاف إن شعبنا يمتلك خيارات كثيرة، ولن يتخلى عن ادواته النضالية، وهو ما تأكد عندما حاول الاحتلال تغيير قواعد الاشتباك بالتغول في الدم الفلسطيني.

أشكال جديدة
وبعد مئة يوم على انطلاق مسيرة العودة وما حققته، أكد عضو الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حسين منصور ان المسيرة ستنطلق خلال الأيام القادمة بحيوية وبقوة وزخم اكبر، مما كانت عليه خلال الأيام الماضية وستعمل على ابتداع اشكال وأساليب نضالية جديدة تؤكد على استمرار المسيرة بأهدافها سواء فيما يتعلق بالهدف الاستراتيجي بتثبيت حق العودة ومواجهة كل المشاريع التي تحاك وعلى راسها صفقة القرن، او الاهداف التكتيكية المتعلقة برفع الحصار .

وأضاف منصور، لـ”الغد”: سنبدع في كل ما من شانه التأكيد على ديمومة هذه المسيرة، على ان تشمل كل أماكن التواجد الفلسطيني، وخاصة في الضفة والقدس والداخل المحتل، وقد حققنا بالفعل بعض الحراك الجماهيري الوطني في هذا الاتجاه .
وقال منصور : ” 100 يوم والاحتلال يوغل في القتل والاجرام دون أن يقع أي اصابة في صفوف جنوده، وهو ما يؤكد على شعبية وسلمية مسيرتنا والتي نهدف من خلالها إلى إيصال الرسالة للعالم الذي يدعي الديمقراطية والانسانية ان شعبنا ورغم انتهاجه للسلمية إلا انه يواجه بالقتل والاجرام من هذا المحتل” .

شرعية للنضال

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي احمد رفيق عوض في لقاء مع “الغد”: أن قطاع غزة نجح بعد مئة يوم على مسيرة العودة وكسر الحصار في ان يفرض نفسه على طاولة المجتمع الدولي واجندات العالم, ليس كقضية انسانية فحسب بل سياسية وامنية, مشدداً على ان المسيرة نجحت في إعادة الصراع إلى مربعه الاول، وهو ما ازعج دولة الاحتلال وجعل من دعايته وروايته ورسالته محل شك كبير، خصوصا بعد أن نجح قطاع غزة في توجيه غضبه صوب المسبب الرئيس في معاناته .
واعتبر عوض، ان مسيرة العودة اعطت شرعية للنضال الفلسطيني، واحدثت تطوراً كبيراً على مفهوم المقاومة السلمية في قطاع غزة، الذي بات يقدم مقاومة سلمية من نوع مختلف تماماً، عن تلك التي عرفها العالم، داعياً إلى الوحدة لحماية المسيرة وانجازاتها .
ووصف عوض المبادرات الدولية التي تتوالى على غزة بالمريبة، مشيراً إلى ان هذه المبادرات تأخذ في الحسبان المصلحة الأمنية الاسرائيلية اكثر مما تخدم القطاع, وهي تقدم ما يمكن تسميته بالرشوة للقطاع حتى يتنازل عن حقوقه السياسية .

عزلة إسرائيل
ونجحت مسيرة العودة وكسر الحصار، في إحكام عزلة “اسرائيل” في ظل الانتقادات الدولية التي وجهت لها منذ ايامها الاولى، في اعقاب ما ارتكبته من جرائم على حدود القطاع الشرقية بحق المتظاهرين السلميين، في حين عمت التظاهرات الكثير من العواصم الغربية احتجاجاً ما تقوم به اسرائيل في غزة من استهداف للأطفال والنساء وحتى للأطقم الطبية .

وطالبت الأمم المتحدة بتشكيل لجنة للتحقيق في استهداف المتظاهرين على حدود غزة, فيما تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراران، الاول يدين جرائم الاحتلال وما سمي بالاستخدام المفرط للقوة بحق المتظاهرين في مسيرة العودة السلمية، في حين طالب الثاني، بتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الآراضي المحتلة, وذلك بعد ان استخدمت مندوبة واشنطن منفردة الفيتو مرتين في وجه مشروعي القرارين اللذان تقدمت بهما المجموعة العربية في مجلس الامن.
وتبنى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، قراراً بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول استهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، في حين قررت الولايات المتحدة الانسحاب من المجلس احتجاجاً على ما اسمته بانحياز المجلس ضد دولة الاحتلال .

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]