11 سبتمبر .. هل كانت «نورث وودز» جديدة؟

ست عشرة سنة تمر اليوم على الحادث الذي غير الكثير جدا من مسارات العالم في العقدين السابقين، أي الاعتداء على برجي التجارة العالمي في نيويورك من جهة، ومبنى البنتاجون في العاصمة الأمريكية من ناحية أخرى.

والشاهد أنه رغم السنوات الطوال التي مرت لا يزال اللغز معلقا ولا تزال الحقيقة غير واضحة المعالم، وكأن هناك من لا يريد للحقيقة ان تظهر بكاملها لأسباب تتعلق بالاستراتيجية الكبرى للدولة الأهم في العالم.

تقرير يكتبه ـ إميل أمين

بداية القول يتوجب علينا ومن جديد إدانة هذا الفعل غير الإنساني، بل والإجرامي الذي أودى بحياة عدة آلاف من الأبرياء، مهما يكن من شان الفاعل الحقيقي، فالجريمة لا تبرر ولا تفيد على حد سواء.

لكن المناسبة تطرح من جديد علامات استفهام ..من فعلها؟ بن لادن ومجموعته.. أم أطراف أخرى من واشنطن نفسها؟ هل الاثنان معا؟ أم أكثر من ذلك؟

تبقى الحقيقة المؤكدة أن العالم تغير تغيرا جذريا بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 .. على أساس الرواية الرسمية للإدارة الأمريكية.. لكن تلك الرواية لا تجيب على الأسئلة الضرورية.. فضلا عن العديد من الثغرات، مثل قيام مجموعة من الهواة الذين كانوا يتعلمون الطيران حديثا بارتكاب جريمة القرن، ثم ظهور أحياء في القائمة التي أعلنتها الإدارة للمختطفين.

يمكن للمرء في هذا المجال أن يؤلف كتابا أو  أكثر لكن أغلب الظن أن سر أحداث نيويورك وواشنطن سيبقى حبيس ملفات فائقة السرية للجماعات السرية التي تحكم واشنطن لعقود طويلة جدا، ومرد ذلك أن الحادث كان المبرر والذريعة لتنفيذ ما هو متصل بالاستراتيجية الأمريكية الأكبر في القرن الحادي والعشرين، استراتيجية المحافظين الجدد الخاصة بجعل القرن الحادي والعشرين قرنا امريكيا بامتياز، بمعنى قطع الطريق على بقية الأقطاب الدولية من إمكانية الوصول إلى مستوى يقترب من مستوى الدولة الأمريكية، وبخاصة روسيا والصين، وهذا أمر يقتضي الاقتراب كثيرا من نقطة جوهرية جغرافية في آسيا، تكون منطلقا للاقتراب من القوى الصاعدة، واتخاذ ما يلزم تجاهها في وقت القارعة، ومن هنا يفهم المرء لماذا كان غزو أفغانستان أمر واجب الوجود كما تقول جماعة الفلاسفة .

ولعل السؤال المثير للجدل ..هل كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر أكبر خدعة في التاريخ الحديث؟

خديعة كبرى أم مؤامرة أكبر؟

الشاهد أن هناك من يقول بذلك بشكل مباشر من أمثال الباحث الفرنسي المعروف “تيري ميسان”، وعنده أن الأمر برمته كان أكذوبة كبرى وأن ما جرى لم يكن سوى خدعة بالكامل، وأن إدارة بوش وتشيني هم الجناة الحقيقيين في الموضوع برمته.

لكن بعض الأصوات الأخرى من عينة الكاتب والباحث الإنجليزي الشهير “إيان هنشال ” يقدم قراءة أكثر عقلانية وسيناريوهات  متعددة عبر مؤلفه الشهير “11 سبتمبر الأدلة الجديدة”.

يستلفت النظر في أحداث الحادي عشر من سبتمبر أنه تم تبني الرواية الرسمية لتفسير ما جرى خلال ساعة واحدة أو ساعتين من وقوع الهجمات استنادا إلى مقولات المسؤولين الرسميين الذين صرحوا بأنه لم يتم إنذارهم مسبقا، وإلى وسائل الإعلام ، التي لم تطرح إلا اسئلة قليلة ، وكذلك استنادا إلى سياسي واشنطن المخضرمين، الذين اعتنقوا أصلا مفهوم أن الولايات المتحدة كانت في معركة مع القاعدة. أما السوابق فتشير إلى احتمالات كثيرة بدءا من مذبحة ترتكب بدم بارد على غرار عملية نورث وودز ، إلى خديعة مخابراتية ضلت طريقها بشدة.

يتوجب علينا قبل الدخول في عمق السيناريوهات المختلفة المحتملة وكما يطرحها هانشال التساؤل ما هي عملية نورث وودز المشار اليها؟

عملية نورث وودز “غابات الشمال”

نورث وودز هو الاسم الحركي لخطة فكر فيها القادة العسكريون الأمريكيون في الستينات إبان نهاية حكم الرئيس آيزنهاور وبداية حكم الرئيس جون كيندي .. الخطة وضعها  جنرالات البنتاجون عام 1962 بهدف جمع التأييد الشعبي لغزو كوبا، وقد أتيحت التفاصيل للراي العام نتيجة  لصدور قانون حرية الحصول على المعلومات عام 1997 ، ما يعني ان الخطة ظلت سرا امريكيا لمدة اطول من ثلث قرن .

قامت الخطة على اساس نقل ثلاثمائة طالب مزيف (من افراد القوات الخاصة باسماء مستعارة تم اختيارها بدقة) من أحد المطارات الأمريكية في رحلة تبدو وكانها تمر فوق كوبا، لكن الطائرة  تهبط بدلا من ذلك في قاعدة جوية قريبة من مطار الإقلاع، وتستبدل بطائرة فارغة بدون طيار  تستخدم نفس جهاز التعارف الجوي الخاص بالطائرة الاولى لخداع المراقبين الجويين.

وبمجرد أن تحلق هذه الطائرة الهيكلية فوق كوبا، ينطلق شريط تسجيل مجهز من قبل مصدرا نداء استغاثة يدعي أن سلاح الطيران الكوبي يهاجم الطائرة، ويتم بعدها تفجير الطائرة في الجو.

في هذه الحالة سوف يصادق المراقبون الجويون للدول الأجنبية أن فيدل كاسترو قد اغتال ثلاثمائة أمريكي، وقد قررت رئاسة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية أنه يمكن تضليل وسائل الإعلام بتقديم أقرباء مزيفين للضحايا المزيفين.

حتى هذه المرحلة لم يشتمل المشروع على قتل مواطنين أمريكيين، لكن البنتاجون كان يخطط للذهاب إلى أبعد من ذلك، فالجزء الثاني من هذه الخطة كان يشتمل على عدة خيارات، أحد هذه الخيارات كان مهاجمة سفينة حربية أمريكية،  وكان أحد الخيارات الأخرى هو إطلاق حملة من الهجمات الإرهابية المفتعلة بالقنابل في فلوريدا، وبالطبع فإن رؤساء الأركان لم يحددوا كتابة أية نوايا لقتل المواطنين، لكنه ليس من الصعب تخيل ما يمكن أن يحدث إذا ما تم تنفيذ تلك الخطط، وربما رفضت تلك الخطط حينما تبين المحامي العام في ذلك الوقت روبرت كيندي أن الرضوخ لرغبات المؤسسة العسكرية  لا بد وأن يؤدي إلى سيطرتها على  البيت الأبيض، وربما يكون هذا هو الذي حدث مع رئاسة جورج بوش الابن.

هنا يظن بعض المتشككين أن عمليات 11 سبتمبر كانت شبيهة بعملية نورث وودز ، لكن آخرين يشيرون إلى  وجود فرق جوهري بين الحدثين، في حالة كوبا كان لا بد من تدبير حادث مفبرك بكامل تفاصيله، حيث إن كاسترو  ليس غبيا إلى  درجة أن يستدرج إلى عملية خداع بهذا الشكل، أما بالنسبة لأسامة بن لادن، فإن كل المعلومات تشير إلى أنه مغرور ومختال بنفسه، وتشير بعض المعلومات إلى أنه كان رجل غبي يسهل التلاعب به.

السيناريوهات المحتملة لـ11/9

بالنسبة لمعظم السيناريوهات المتناقضة للرواية الرسمية فإنه يمكن تقسيم المتآمرين إلى 4 مجموعات أ،ب، ج، د. تتكون المجموعة (ا) من رؤساء التنظيم الذين يعرفون أبعاد الخطة.

هولاء يكونون في العادة أفرادا قلائل، لكنهم يشغلون مناصب رئاسية، قد تكون سياسية او عملياتية، سلاحهم الرئيسي  هو إيقاع الشلل التام في دفاعات الولايات المتحدة، وأساسا وكالة  المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الاتحادية، ووزارة الدفاع أي البنتاجون، فإذا لم تسر الأمور حسب التخطيط، يكون دفاعهم الأساسي هو الادعاء بعدم الكفاءة “قصور الاستخبارات” أو السذاجة “لم يكن أحد يتصور تلك الهجمات”.

أما مهمة الفريق (د) فهي أن يتخذ الإجراءات اللازمة لتأكيد نجاح الهجمات، مثل متابعة الخاطفين الحقيقيين وتسهيل تحركهم  بإخلاء مسارهم ويمكن أيضا أن يكون الدور هو تتبع الطائرات المخطوفة بطائرات مقاتلة لإسقاطها إذا حادت عن الطريق المرسوم، وفي عملية مبنية كلية على الخداع مثل عملية نورث وودز فإن المجموعة (د)  لا بد أن تكون كبيرة العدد، وتشتمل على أقرباء مزيفين، وموجهين للطائرة الخداعية.

عن مهمات المجموعتين ا،ب

أما المجموعة (ب) فتتكون في معظمها من مسؤولين كبار يكونون قد أدوا دورا رئيسيا في جزء أو أكثر من الخطة، لكنهم أدنى بخطوة من المخططين، قد يتشكك أعضاء المجموعة (ب)  أن هناك شيئا غير أمين، لكنهم يقررون الصمت، إما بسبب الانضباط العسكري أو الانتماء السياسي، أو لأنهم مؤيدون تماما لما  يتم، لكنهم خارج  الدائرة الضيقة المسموح لأعضائها بالعلم الكامل.

وقد تمثل هذه  المجموعة المكون البرئ في العملية (مثلا مراقبة الخاطفين) ولا يبدون شكهم فيما يحدث إلا متأخرا، ويقف الفريق (ج) على المحيط الخارجي للأحداث، فلا يتشكك في وجود مؤامرة  إلا بعد الحدث، ويكون وقتها عاجزا عن فعل أي شيء، لا يمتلك هذا الفريق أية أدلة، كما أنه ملتزم بقواعد تجبره على حفظ الأسرار.

أفراد المجموعة (ا) هم المستفيدون من المؤامرة، ولا يتنصلون منها إلا لحماية أنفسهم في حالة وصول التحقيق معهم إلى مرحلة متقدمة، وتفرض رقابة بوليسية عنيفة على أفراد الفريق (د)، بل إنهم معرضون للقتل إذا ما بدؤوا في الحديث وهناك سوابق على ذلك، أما نقاط الضعف في هذا التكوين  فهم فريقا (ب) و (ج) . فإذا امكن الحصول على معلومات صغيرة من افراد كثيرين، كل على حدة، فانه يمكن للمحققين أن يجمعوا هذه المعلومات بما يكفي لحل القضية.

ما العمل مع مرور الوقت؟

مع مرور الوقت يتزايد أفراد المجموعة (ج) بطريقة كبيرة ، فمنذ أحداث 11/9 تكلم الكثيرون ممن تنطبق عليهم مواصفات المجموعة (ج)  وهو يكونون القوام الرئيسي لحركة “الحقيقة”، لكن تاثيرهم محدود في مقابل وسائل الإعلام  ورجال المباحث الفيدرالية، وليس لدى اعضاء الفريق (ج) أية اسلحة ، وبالتالي  فإنه يمكن تبرير عدم قدرتهم على الفعل .

يمكن للفريق (ا) ان يستخدم نظم السرية التقليدية داخل مؤسسات الحكومة لحماية أفراد الفريق (د) باعطائهم تصنيفا عاليا من السرية وادماجهم في المؤسسات .

حينما يتعلق الامر بحماية الخطة او تفاصيل المؤامرة من خطر الاكتشاف  بعد وقوع الحدث فان  الفريق (ا) يعرف جيدا العوامل النفسية الجوهرية التي تحكم ردود افعال الجماهير تجاه حدث كهذا ، وهي الصدمة والخوف والولاء الوطني .

فالصدمة  تسهل اقناع الناس ، بينما يجمعهم الخوف والولاء الوطني حول الزعماء .

لقد ارتفع التاييد الشعبي لبوش الى اكثر من 90% عقب احداث 11/9 . وان دراية مخططو العمليات بعلم النفس الاجتماعي ، وربما ايضا  خبراتهم المكتسبة من نتائج عمليات المخابرات المركزية خارج الولايات المتحدة الامريكية ، جعلتهم يتنباون برد فعل الجماهير بدرجة عالية من الثقة . وبمجرد استقطاب وسائل الاعلام  فان الجمهور يكون مستعدا لقبول  أية تفسيرات .

ومن الاقاويل التي ترددت مستنكرة ان تكون 11/9 عملية تامرية مدبرة انها كانت كبيرة الابعاد ، لكن هذا الوضع هو نفسه السبب الاساسي لنجاح المؤامرة

المؤامرة بين الحقيقة والخيال

لقد تطورت التصورات عن حقيقة الأحداث مع مرور الوقت، ففي البداية أعطت السلطات انطباعا زائفا، كما جاء على لسان كوندوليزا رايس بأنه “لم يكن في مقدور أحد أن يتخيل طبيعة تلك الهجمات”، بينما أكد غالبية المتشككين الأمريكيين، أن المسؤولين كانوا على علم مسبق، بل إنهم تساءلوا إن كانت واشنطن هي  التي سمحت بحدوث الهجمات، وحينما عرف أنه تم تجاهل العديد من التحذيرات، بدا المتشككون في الاقتناع بدور أمريكي أكبر وأكثر تحكما في الهجمات.

ارتفعت موجة الشك أيضا فيما يتعلق بانهيار الأبراج، كما تم توزيع صور تظهر تهدما محدودا للغاية لجدار مبنى البنتاجون قبل أن ينهار، وقد زاد من الشكوك الجذرية ما قامت به السلطات من رفض جذري  لاتباع خطوات التحقيق المألوفة، مثل التحقق من أجزاء وأرقام بقايا الطائرات، والادعاء بعيد الاحتمال بعدم العثور على الصناديق السوداء للطائرات المحطمة، وقد اتجه التفكير مباشرة من بعض المتشككين إلى احتمال أن العملية كانت خديعة كبرى (عملية وهمية) وكانوا في ذلك متأثرين بتفاصيل عملية الغابات الشمالية (نورث وودز).

ويبقى التساؤل قبل الانصراف هل حسمت تحقيقات الكونجرس حقيقة ما جرى نهار الثلاثاء الأسود في أمريكا؟

بالقطع ذلك لم يحدث ولا تزال صيحة ريتشارد كلارك المسؤول الاستخباراتي الأمريكي الأكبر المسؤول عن التحقيق زاعقة فاقعة، حين علا صوته مخاطبا الأمريكيين.. “إن حكومتكم خدعتكم”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]