2018.. السيول والاحتجاجات أبرز أحداث العام في الأردن
كان عام 2018 ثقيلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى على الأردنيين الذين يستبشرون خيراً في العام المقبل، فبالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي عصفت بالبلاد، فإن الأردن شهد ظروفا استثنائية سيبقى ألمُها راسخاً في أذهانهم مدى الحياة، كان في مقدمتها الكوارث الطبيعية، والأحداث الارهابية، والاحتجاجات وقضايا الفساد وعمليات السطو، ورحيل شخصيات فنية وإعلامية وثقافية.
بدأ العام بإعلان حكومة رئيس الوزراء السابق الدكتور هاني الملقي عن رفع الدعم عن الخبز، بوضع سقوف سعرية جديدة لأصنافه، وبزيادات وصلت إلى 100 في المائة، حيث خرج متظاهرون إلى الشوارع عند بدء تطبيق القرار رافضين له.
كما أعلنت حكومة الملقي مطلع عام 2018 عن أن إسرائيل عبرت عن أسفها وندمها رسميا عن حادثة القاضي الأردني رائد زعيتر الذي قتل على يد قوات الاحتلال أثناء زيارته للأراضي المحتلة قبل أعوام وحادثة السفارة الإسرائيلية في عمان والتي قتل على اثرها شاب وطبيب بعد إطلاق النار عليهما من قبل رجل أمن إسرائيلي يحمل صفة دبلوماسي.
حوادث السطو المسلح تعددت في عام 2018 وانتشرت بشكل غريب على المجتمع الأردني ففي مطلع العام كانت البداية لسلسلة حوادث السطو حيث شهد الأردن عدة عمليات سطو على بنوك ومحال صرافة ومحال تجارية.
وشهد شهر شباط إجراء الدكتور رئيس الوزراء السابق هاني الملقي التعديلَ السادسَ على حكومته وشَمِلَ 9 حقائبَ وزارية.
وفي شهر آيار أقرت حكومة الملقي قانونَ الجرائم الإلكترونية وبعدها بيوم قانون ضريبة الدخل الذي دفع الاردنيين في الـ30 من آيار للخروج هذه المرة إلى الشارع رافضين سياساتِ الحكوماتِ المُتعاقبة التي أثقلت كاهلَهم، حيث خرج الأردنيون إلى الدُوار الرابع القريب من دار رئاسة الوزراء في عمان، رافضين القانونَ وغيرَه من قراراتِ حكومةِ الملقي.
وعلى اثر الاحتجاجات قرر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبول استقالة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي وتكليف الدكتور عمر الرزاز بتشكيل حكومةٍ جديدة.
كما تم على اثر هذه الاحتجاجات إنعقادُ قمة مكة والتي جمعت السعوديةَ والكويت والإمارات، حيث تم الإعلانُ عن تقديم مبلغ 2.5 مليار دولار كدعمٍ للأُردن، كما أعلنت قطر عن دعم الأردن بـ500 مليون دولار وتوفير 10 آلافِ فرصةِ عملٍ لشبابٍ وفتيات الأردن.
وكان أول قرارات حكومة الدكتور عمر الرزاز سحب قانون ضريبة الدخل، الذي أطاح بحكومة الملقي، حيث أعيدت صياغة القانون الذي وافق عليه مجلس النواب الاردني فيما بعد.
في شهر تموز أعلنت حكومةُ الرزاز الكشف عن قضية فساد بملايين الدنانير وذلك بعد ضبط مصانع تعود ملكيتها لشخص يدعى عوني مطيع يتم من خلالها تصنيع دخان مقلد بأسماء ماركات عالمية وبيعه في الاسواق المحلية.
وفور بدء التحقيقات بالقضية وتوقيف متورطين فيها فر المتهم عوني مطيع الى تركيا، حيث أدت جهود العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من خلال التنسيق على أعلى المستويات باعادة مطيع الى البلاد وتحويله الى محكمة أمن الدولة.
وفي 2018 كان إعادةُ فتحُ معبر جابر- نصيب على الحدود الأردنية السورية حدثا بارزا بالنسبة للأردنيين، الذين بدأوا بزيارةِ دمشق فور افتتاح المعبر .
في العاشر من آب دَقَّ الإرهابُ بيوتَ الأُردنيين من خلال عمليةِ الفحيص التي راح ضحيتَها رجلي أمن إثرَ زرعِ قنبلةٍ ناسفةٍ بالقرب من دوريةِ أمنٍ مشتركة بمنطقة الفحيص حيث وقع إشتباكٌ مسلحٌ في اليوم التالي بين الأجهزةِ الأمنية وإرهابيين في مدينة السلط على إثر عملية الفحيص استشهد فيها 4 من رجال الأمن الأردني وقتلُ ثلاثة ِ إرهابيينَ وقُبض على آخرين.
ومن أبرز القرارات الصادرة عن العاهل الأردني الذي تسلم جائزة تمپلتون للسلام في الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذا العام، الموافقة على إجراء التعديل الأول على حكومة الرئيس عمر الرزاز حيثُ شَمِلَ 9 وزارات ودَمْجَ 6، وإعلان الملك عبدالله الثاني عن إنهاء تأجير أراضي الباقورة والغمر لإسرائيل، إذ لاقى القرارُ ترحيباً شعبياً واسعا، وتوجيه العاهل الأردني حكومة الرزاز الى إصدار العفو العام وتعيين رئيساً جديداً للديوان الملكي ومديراً جديداً للأمن العام وغيرها من المناصب المهمة في الدولة.
عام 2018 أصرَّ على أن يَقسُو على الأردنيين حتى آخر رَمَق ففي السادس والعشرين من تشرين الاول وقعت كارثةُ البحر الميت والتي راح ضَحِيتَها 25 شخصا معظمُهُم من طلبةِ مدرسة خاصة، حيث تمت اقالة وزيرِ التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة، ووزيرةِ السياحة لينا عناب على إثرِ الحادثةِ .
بعدها يأيام قلبلة، فُجِعَ الأُردنيون من جديد بوفاةِ 14 شخصاً إثرَ تعَرُّضِهم للغرق في مناطقَ بمدينة مادبا جَرَّاءَ سُيولِ الأمطار، من بينهم غطاسُ من الدفاع المدني.
كما شهدت مدينة العقبة جنوبي البلاد وقع إنفجار أدى إلى وفاة 7 أشخاص بعضهم توفي لاحقا متأثرين بجراحهم بعد حريق وقع أثناء إجراءات هدمٍ وإزالة تنفذها شركةُ مقاولاتٍ في ميناء العقبة القديم.
وفقد مجلس النواب الأردني خلال عام 2018 أحد اعضاء المجلس حيث توفي النائب محمد العمامرة و7 أشخاص من عائلته وذلك إثر حادث سيرٍ مأساوي وقع على الطريق الصحراوي/جنوب البلاد ، أدى بعدها النائب صالح أبو تايه اليمين الدستورية خلفا له.
وفي عام 2018 فقد الأردنُ شخصياتٍ إعلاميةً وفنيةً وثقافيةً منهم الفنان الكبير ياسر المصري والاعلامي المخضرم سعد السيلاوي والكاتب والشاعر خيري منصور الاعلاميُ هاشم الشيخ،والشاعر سليمان المشيني والكاتب سامي المعايطة، والفنان محمد الزواهرة ونجلُه الفنان ماجد الزواهرة، والفنان زياد أبوسويلم، والفنان يوسف يوسف والروائي جمال ناجي، ورجلُ الاعمال حيدر عيسى مراد، والقنصلُ الأردنيُ في الرياض الشاب راكان ابو دلهوم، وأولُ إمرأةٍ تحتل منصبَ وزيرةِ في الأردن السيدة إنعام المفتي، والوزيرُ الأسبق سعيد شقم، والوزيرُ الأسبق محمود السمرة، والوزيرُ الأسبق محمد الفرحان، والوزيرُ الأسبق إبراهيم الحسبان، والوزيرُ الأسبق إسحق الفرحان، والوزيرُ الأسبق زهير المفتي والوزير الاسبق ورئيس النادي الفيصلي الشيخ سلطان العدوان.
ومع اقتراب نهاية العام الحالي عادت الاحتجاجات إلى الدُّوارِ الرابع وذلك رفضا لسياسةِ حكومةِ الرزاز، حيث طالب المحتجون بتغيير نهج الحكومات المتعاقبة وحل مشكلتي الفقر والبطالة والغاء قانوني ضريبة الدخل والجرائم الالكترونية.
