2018.. عام فيسبوك السيئ
كان عام 2018 عاما صعبا على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا في العالم “فيسبوك”، فعلى مدار العام وجدت الشبكة الاجتماعية نفسها في قلب عاصفة متنامية حول مجموعة واسعة من القضايا، بدءا من خصوصية البيانات إلى التدخل الروسي إلى الأخبار المزيفة، وأصدرت الشركة والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج اعتذارات متعددة لخطواتها ، ومع ذلك تستمر الفضائح.
دفعت هذه الخطوات التي كادت تزلزل عرش زوكربيرج خبراء التكنولوجيا والمعلومات بإطلاق لقب “العام السيئ” على 2018 بالنسبة إلى موقع “فيسبوك ومؤسسه.
ففي الأسبوع الماضي فقط، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها أن موقع فيسبوك قد سمح لشركات مثل “Spotify” و “Netflix”و”Amazon” بقراءة الرسائل الخاصة للمستخدمين.
ورفع المدعي العام بواشنطن كارل راسين دعوى على الموقع للسماح لشركة الاستشارات السياسية “Cambridge Analytica” التي عملت مع حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية بالوصول إلى بيانات حوالي 87 مليون مستخدم.
وهي الفضيحة التي خضع زوكربيرج على اثرها إلى تحقيق داخل الكونجرس الأمريكي، وتسببت فى خسائر مادية جسيمة للشركة بعد تراجع أسهمها بصورة غير مسبوقة فى البورصة.
كما فوجئ عدد كبير من مستخدمى فيسبوك بتسجيل خروج حساباتهم من الموقع بشكل مفاجئ، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي الأمر الذى فسره البعض بخلل فى نظام عمل الموقع، إلا أنه سرعان ما أعلن عن أن اختراقا جديدا تعرضت له عدد كبير من حسابات المستخدمين قدرت بحوالى 50 مليون مستخدم فى عدد كبير من دول العالم، ما اضطر الشركة لتسجيل خروج الحسابات للتأكد من حذف بياناتها لدى المخترقين.
تكررت هذه الحوداث بشكل كبير خلال هذا العام، وقدمت شركة فيسبوك ورئيسها زوكربيرج سلسلة من الاعتذارات على كم الفضائح الهائل الذي طال الشركة وكادت تعصف بها، إلا ان اعتذارات فيسبوك لم تؤثر على آراء الكثيرين من الكتاب والمفكرين الذين أكدوا أن “فيسبوك” تعتذر حينما تصبح الفضيحة “أمرا عاما” إلا أنهم في حال عدم انكشافهم يمارسون الكثير من الامور السيئة.
وردا على هذه الفضائح طالبت 4 صناديق أمريكية عامة تملك أسهما فى الشركة بعزل مارك زوكربيرج من موقعه المزدوج كرئيس ومدير تنفيذى للشركة، موضحين ان هذا الإجراء سيكون خطوة لتحسين إدارة الموقع وتعزيز الشفافية.
ووفقا لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية، فقد انكمشت ثروة زوكربيرج بقيمة 18 مليار دولار هذا العام، ففي البداية خسر زوكربيرج 13 مليار دولار في مارس-آذار الماضي، ثم جاءت أسوأ خسارة من حيث قيمة الأسهم في تاريخ البورصة الأمريكية، حيث قدم فيسبوك أرباح الربع الثاني الخاصة به بعد ساعات التداول في 25 يوليو-تموز الماضي، حيث كان السعر الأعلى عند 217.50 دولار، وفي اليوم التالي، 26 يوليو/تموز، فتحت الأسهم عند سعر أقل بنسبة 20%، وخسر زوكربيرج 15.9 مليار دولار بنهاية اليوم، و2.2 مليار دولار أخرى في الأيام التالية.
وأصبحت ثروة زوكربيرج الآن 57 مليار دولار بعدما كانت 75 مليارا في بداية 2018، وهي الخسارة الأكبر بين 500 ملياردير، حسب مؤشر مليارديرات وكالة أنباء بلومبرج الأمريكية، لكنه لا يزال محتفظا بترتيبه السادس بين قائمة مليارديرات العالم.
