2020.. عام رحيل ترامب من البيت الأبيض

كانت انتخابات الرئاسة الأمريكية من أبرز أحداث العام 2020، إن لم تكن أهمها، حتى وصفها البعض بأنها الأكثر إثارة وجذبا للمشاركة على مدار تاريخ الولايات المتحدة.

ورغم كونه عام مليء بالأحداث والاضطرابات، إلا أن الانتخابات الأمريكية نجحت في خطف الأضواء، وشغلت اهتمام كل وسائل الإعلام العالمية والرأي العام كذلك في مختلف بلدان العالم، ليس فقط بسبب أهمية الولايات المتحدة الأقوى اقتصاديا وعسكريا على مستوى العالم، بل بسبب ما أحدثه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اختلافات وجدل داخل وخارج بلاده.

 

ترامب.. جدلي أم كاريزماتي؟

أثار ترامب جدلاً واسعاً منذ أيامه الأولى في منصب حاكم البيت الأبيض، وحتى من قبلها، إذ شكلت مشاركته السياسية وحدها نوعا من أنواع السخرية في البداية، كونه رجل أعمال لا يمت للسياسة بصلة ولا تاريخ له بها، كذلك مع ما أثير عنه من تهربه الضريبي قبيل الانتخابات.

ومع وصوله لسدة الحكم، والتي كانت مفاجئة للكثيرين حتى داخل الحزب الجمهوري، خرجت بعدها بأسابيع مظاهرات في البلاد تطالب برحيله، لتظهر بعدها بأسابيع اتهامات بتدخلات روسية في الانتخابات أثرت على النتائج، والقرارات المتعلقة بالشق الاقتصادي والجمارك على البضائع الصينية، وحظر التطبيقات الصينية وغيرها من القرارات التي أثارت جدلا عالمياً واسعاً.

لكن كل هذا الجدل كان له تأثير داخلي كبير، فقد استطاع ترامب أن يصل إلى الملايين من الأمريكيين الذين رأوا أن الرئيس يجب عليه الاهتمام بالقضايا الاقتصادية الدخلية وليست الملفات الخارجية.

 

كورونا والانهيار

مع بداية تفشي فيروس كورونا في بداية، اعترض ترامب – رجل الأعمال السابق– على الإغلاق المبكر للبلاد تحاشياً لخسائر اقتصادية متوقعة، وربما كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير، والتي أجاد منافسه الديمقراطي جو بايدن استغلالها للإطاحة به من مقعده كسيد للبيت الأبيض.

ومع تأخر إجراءات الإغلاق في الولايات المتحدة زادت معدلات الإصابة بالفيروس، وأصبحت القوة الأكبر في العالم هي المتضررة الأكبر أيضا، من حيث أعداد الوفيات والإصابات، وهو ما أثر الرعب في البلاد وشكل عبئا على المنظومة الصحية التي عجزت عن التعامل مع التفشي الواسع والكبير، خاصة في ظل نقص المعدات الطبية والأدوات اللازمة.

 

 اللقاح الحل!

مع إدراك ترامب لمدى تفاقم الأزمة الناجمة عن الجائحة في بلاد العم سام، سارع الرئيس الأمريكي بالإعلان عن قرب التوصل للقاح لكورونا مبكراً، وحشد طاقته وطاقمه للضغط في إطار الإسراع بتقديم لقاح للظهور كـ مخلّص وليقدم نجاحا يسمح له مواصلة المكوث في البيت الأبيض، إلا أن الأمر لم يكن بالسهل، وجاء الإعلان عن أول لقاح عقب الإعلان عن خسارته في الانتخابات.

ومن جانبه، لم يضيع بايدن الفرصة للتشكيك في تصريحات ترامب وفريقه الطبي ومصداقية ما خرج عنه من وعود عن اللقاح، وهو ما لاقى أصداء واسعة بين الأمريكيين، خاصة من الذين تضرروا بفعل الفيروس أو بفعل الإجراءات الاقتصادية للتصدي للجائحة، حتى عندما أصيب الرئيس الأمريكي بالفيروس كان الأمر – رغم التعاطف معه- بمثابة انتقاد له ولسياساته ولعدم اتباعه لقواعد التباعد تحاشيا للإصابة بالفيروس، وهو ما استغله أيضا غريمه المتربص.

 

مارثوان انتخابي

انطلقت سباق الانتخابات الأمريكية في الثالث من نوفمبر، لم تكن انتخابات عادية ولم يكن لها مثيل في التاريخ الأمريكي لما شهدته من مشاركة كبيرة وفعالة، خاصة في ظل تفشي الجائحة، وثانيا من حيث الاستقطاب الذي كان بارزا بشدة ووصل في عدة مرات إلى تهديد أطراف بنزول ميليشيا مسلحة لدعم طرف على الآخر إذا لم تأت النتائج وفقاً لأهوائهم.

نجح بايدن بالفوز بأصوات 306 صوت من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 232 صوتا حصل عليهم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، ولم يكن الوصول لتلك بالأمر الهين أو المتوقع، فقد ثار جدل كبير حول استباق ترامب للإعلان عن النتائج قبل الإعلان الرسمي عنها من المجمع الانتخابي.

واستطاع بايدن الحصول على أصوات ما يزيد عن 81 مليون ناخب أمريكي، مقابل أكثر من 74 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم لصالح ترامب، وهي أرقام كبيرة في تاريخ البلاد، وتبرز المشاركة اهتمام الأمريكيين بها ومدى الاستقطاب والحشد الذي قام به الحزبين.

 

اهتزاز ديمقراطية “العم سام”

شكلت الانتخابات الأمريكية 2020 لهذا العام مسار لجدل واسع، داخليا وخارجيا، سواء من ظهور جماعات مسلحة كانت تثير قلق الأجهزة الأمنية الأمريكية، ووصل الأمر إلى إغلاق عدة بلدان ومدن تحاشيا لوقوع مصادمات، كذلك سادت حالة من الذعر والخوف في الشوارع من اندلاع موجة من العنف والشغب والنهب والسرقة عقب إعلان اسم الفائز بالانتخابات، وهو ما يعد أمرا غريباً علي دولة تصنف علي من أكبر المدافعين عن الحريات.

ومن بين المؤشرات التي عززت تلك الحالة من الذعر ما نشرته صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” بأن الأمريكيين اشتروا نحو 17 مليون قطعة سلاح خلال عام 2020 حتى الآن، أكثر من أي عام آخر، ووفقًا للإحصائيات أخرى فقد اشترى الأمريكيون ذوو البشرة السوداء أسلحة بنسبة أعلى من الأعوام الماضية تبلغ 58%، فيما تعد أعلى زيادة لأي مجموعة سكانية.

 

وكان التشكيك في نتائج الانتخابات والاتهام بالتزوير لصالح الديمقراطيين أمرا مثيرا في هذه الانتخابات، إذ شكك ترامب وفريقه الانتخابي، في نزاهة العملية الانتخابية، حيث اتهم ترامب الديمقراطيين بتزوير الانتخابات وإخفاء أصوات لمؤيديه، وتوجه للمحاكم الأمريكية سواء للتشكيك في نتائج بعض الولايات أو لإعادة فرز الأصوات في أخرى، وكلاهما خسر فيه.

ورفض ترامب حضور مراسم تنصيب بايدن، وهو ما اعتبره البعض يشكل خطراً على الديمقراطية الأمريكية في ظل ما ردده الكثيرين عن رفض ترامب مغادرة البيت الأبيض، وبرغم أن حضور الرئيس المنتهية ولايته لمراسم تنصيب الجديد ليس قانونا أو إلزاميا وهو مجرد تقليد إلا أنه طرح صورة جديدة عن ديمقراطية أمريكا أمام العالم.

 

خلافات وإقالات

لم يدخر ترامب جهدا في خلق “العداوة” مع الكثيرين، وكان من أبرزهم وزير الدفاع مارك إسبر، وهو الأمر الذي أرجعه العديد إلى رفض إسبر تدخل الجيش الأمريكي في فرض الهدوء عقب الاحتجاجات التي شهدتها عدد من الولايات الأمريكية بعد مقتل الأمريكي ذو الأصول الأفريقية جورج فلويد، الأمر الذي لم يغفره قد ترامب لإسبر.

كذلك أقال الرئيس الأمريكي مدير وكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية، كريس كريبس، بعد نفيه المزاعم بحصول عمليات تزوير “واسعة النطاق” في الانتخابات الرئاسية، خاصة في ظل رفض ترامب الاعتراف بفوز الرئيس بايدن، كما تأتي في إطار سلسلة من الإقالات للمسؤولين رفيعي المستوى الذين يُنظر إليهم على أنهم غير موالين له بشكل كاف.

وكان عام 2019 شهد إقالة جون بولتون مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض أيضا.

 

نهاية 2020

يرى البعض أن مغادرة رجل الأعمال ترامب للبيت الأبيض في نهاية العام هو الحدث الأهم، بعد أن غير العديد من المفاهيم في السياسة الأمريكية وكيف يمكن لرجل أعمال بعيداً عن السياسة الوصول إلى سدة الحكم وتحويل دفة السياسة بحسب آراءه، وهو ما اصطدم دائما بمؤسسات الدولة، كقراره إخراج القوات الأمريكية من سوريا وما أعقبه من موقف البنتاجون الرافض لتلك الخطوة السريعة.

وبرغم كل ما شهده عام 2020 من أحداث، فربما لن تكون الأخيرة من نوعها داخل الولايات المتحدة، خاصة مع إعلان ترامب عزمه الترشح للانتخابات القادمة، والأهم من ذلك ما ينتظره من مساءلات قانونية عديدة بشأن أموال تبرعات حصل عليها خلال العملية الانتخابية وملفات أخرى تلاحقه.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]