22 قتيلا في اشتباكات طائفية بالهند.. وواشنطن تحذر رعاياها

واصلت السلطات الهندية فرض حظر التجول وتعليق خدمات الإنترنت، كما نشرت الآلاف من القوات شبه العسكرية  في أجزاء من ولاية هاريانا شمالي البلاد بعد اشتباكات طائفية دامية امتدت إلى مدينة غوروغرام الواقعة على أطراف العاصمة نيودلهي، ما اسفر عن مصرع 5 أشخاص.

وذكرت وكالة أنباء برس ترست أوف إنديا أن أعمال العنف بدأت بعد ظهر يوم الإثنين عندما اشتبك الهندوس والمسلمون في منطقة نوه بولاية هاريانا خلال موكب ديني هندوسي،

وقال بيان الشرطة إن أكثر من 20 شرطيا أصيبوا في أعمال العنف وأضرمت النيران في عشرات السيارات.

وامتدت التوترات في وقت لاحق إلى غورغرام، التي تبعد نحو 30 كيلومترا من نيودلهي، حيث أضرمت حشود النار في مسجد وقتلت رجل دين مسلما في وقت متأخر من ليل الإثنين. وأعلنت الشرطة اعتقال عدد من المهاجمين.

وانتشرت الشرطة حاملة هراوات، يوم الثلاثاء، في شوارع نوه التي تناثرت فيها الحجارة والمركبات المتفحمة في المناطق التي شهدت الاشتباكات، فيما لازم السكان الذين تملكهم الرعب منازلهم.

أعلنت الشرطة الهندية، اليوم الثلاثاء، مقتل رئيس مصلحة السجون في الشطر الهندي من إقليم كشمير، فيما زار وزير الداخلية الإقليم المتنازع عليه الواقع في منطقة جبال الهيمالايا ويشهد تمردا مستمرا منذ عقود.

وقالت الشرطة إنه تم العثور على جثة هيمانت كومار لوهيا (57 عاما)، المدير العام للسجون بالمنطقة، في منزله، مساء أمس الإثنين، في منطقة جامو.

وقالت الشرطة إن خادما بالمنزل هو المشتبه به الرئيسي، لكن جماعة متشددة قالت إنها استهدفت وقتلت لوهيا.

وينقسم إقليم كشمير ذو الأغلبية المسلمة بين الهند التي يمثل الهندوس أغلبية بين سكانها، وباكستان. ويطالب كل من البلدين بالسيادة على الإقليم بالكامل.

وتقاتل الجماعات الإسلامية الانفصالية قوات الأمن الهندية في الشطر الهندي من كشمير منذ أواخر الثمانينيات.

وقال موكيش سينغ، وهو ضابط كبير في الشرطة إن لوالهيا ذُبح وتوجد علامات حروق على جسده.

وأضاف أن التحقيق الأولي أشار إلى أن الجريمة ليست “عملا إرهابيا”، لكن الشرطة تحقق.

وأعلنت الجبهة الشعبية المناهضة للفاشية، وهي جماعة مسلحة ظهرت بعد أن أعادت الحكومة الهندية تنظيم ولايتها الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة إلى منطقتين تحت الإدارة الاتحادية في عام 2019، مسؤوليتها عن اغتيال لوهيا.

وألقت الشرطة باللوم على مجموعات مثل الجبهة الشعبية المناهضة للفاشية في عمليات قتل مستهدف، لكن المتشددين لم يقتلوا أي مسؤول أمني بمثل مستوى لوهيا في السنوات الماضية.

وقالت الجبهة في بيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي “هذه مجرد بداية لمثل هذه العمليات” التي تستهدف كبار المسؤولين، مضيفة أن القتل كان “هدية صغيرة” لوزير الداخلية أميت شاه، الذي وصل إلى كشمير أمس الاثنين في زيارة تستمر ثلاثة أيام.

ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من صحة بيان الجبهة الشعبية المناهضة للفاشية.

بعدما اتخذت القضية بعدًا دوليًا وشكلت تهديدًا لعلاقات الهند بحلفاءها وشركائها في العالم، حذرت وسائل إعلام غربية ومحللون من مخاطر التطرف الهندوسي المعادي للإسلام على صعود الهند كأمة، وعلى علاقاتها بالعالم.
كما اعتبروا أن النزعة القومية الهندوسية الحادة المتزايدة لحزب بهاراتيا جاناتا أشعلت العداء الديني داخل البلاد، كما باتت هذه النزعة المتطرفة تعقد العلاقات خارج الحدود الهندية، وقد تعرقل تحول البلاد إلى قوة عالمية رائدة.

ويعود الأمر إلى التعليقات المهينة التي أدلى بها مسؤولو حزب بهاراتيا جاناتا مؤخرا ضد الإسلام ورموزه، والتي أثارت غضب الدول ذات الأغلبية المسلمة، والتي تسعى نيودلهي إلى إقامة علاقات دبلوماسية وشراكات اقتصادية أوثق معها.

وكان المتحدث باسم حزب “بهاراتيا جاناتا” أطلق تصريحات تسيء إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وحزب “بهاراتيا جاناتا” هو الحزب الحاكم الحالي لجمهورية الهند. وهو أحد الحزبين السياسيين الرئيسيين في الهند إلى جانب المؤتمر الوطني الهندي.

نمو التيار المتطرف في الهند
وفي السياق، قال الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة الدراسات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ما حدث من تصريحات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في الآونة الأخيرة في الهند ما هو إلا انعكاس لنمو التيار القومي الهندوسي المتطرف في الهند التي كانت توصف على مدار العقود الأخيرة بأنها أكبر ديمقراطية في العالم.

وأضاف قنديل أنه بالرغم من أن الهند اتبعت نظاما علمانيًا متطورا وشهد له العالم بتحقيق التنمية والأمن في شبه القارة إلا أنه مع صعود حزب بهاراتيا إلى السلطة بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بدأنا نشهد تطرفًا وعنفًا طائفيا متزايد تجاه الأقليات داخل الهند وخاصة ضد المسلمين.

كما أوضح قنديل أن الهند بها نحو 200 مليون مسلم، وهي ثالث أكبر الدول في العالم التي بها مسلمين بعد إندونسيا، وباكستان، إلا أن هذا العنف الطائفي أخذ في التزايد والأمر شهد عليه أغلبية المنظمات الحقوقية حول العالم.

وتابع قائلا: “يفسر هذا التطرف أو هذه لعدة أسباب أبرزها أيدلوجية (الهند تيفا) التي يستند عليها حزب بهاراتيا، حيث يرى أن الهند للهندوس فقط، والأمر الثاني هو عنصر كاريزما رئيس الورزاء وقيادته لأيدلوجية هذا الحزب وهو مشهد خطير قد ينذر بمزيد من العنف”.

وأردف:” تصاعد النعرات القومية المتطرفة في الهند سيجعل الهند في مواجهة 2 مليار مسلم حول العالم، ويضع المصالح الهندية على المحك، وهو ما ظهر مؤخرا بمقاطعة المنتجات الهندية وترحيل العمالة”.

تعزيز النزعة الهندوسية

من جانبه، قال الدكتور وائل عواد، الخبير في الشئون الآسيوية، إن حزب بهاراتيا جانتا هو الوجه السياسي للمنظمات الهندوسية الأم والتي يعود تاريخها لأكثر من 95 عاما من تاسيسها.

وأضاف عواد أن هذا الحزب بدأ يشعر بشعبيته مؤخرا، ليتحول للحزب الحاكم في 17 ولاية وأراض اتحادية من أصل 29 ولاية.

كما أوضح عواد أن الحزب يريد أن يعزز النزعة الهندوسية، ويرون أن الهند يجب أن تكون موطن للهندوس فقط، وأن أي ديانات أخرى لا يجب أن تتمتع بالحقوق التي يتمتع بها الهندوس.

كما أشار إلى أن ظاهرة رهاب الإسلام المعروفة باسم (الإسلاموفوبيا) لعبت دورًا أسياسيًا في العالم، وتسببت في خوف من الدين الإسلامي، وهناك من استند على العداء للإسلام وعلى العداء بالأقليات.