22 متنافسا على رئاسة الصومال .. الديمقراطية الوليدة رهن “صوت القبيلة”

مع غياب الاهتمام والمتابعة العربية، بدأت صباح اليوم، الانتخابات الرئاسية الصومالية، وسط إجراءات أمنية مشددة، تتضمن وقف حركة التنقل، بالإضافة إلى تعليق جميع رحلات الطيران في العاصمة “مقديشو” التي دوت أصوات تفجيرات فيها مساء أمس ، وصباح اليوم .. بينما يختار أعضاء مجلسي النواب والاعيان( 275 نائبا و54 عضوا في مجلس الأعيان) رئيس الجمهورية من بين 22 متنافسا ، أغلبهم خارج دائرة  الشهرة، ويعتمدون فقط على “صوت القبيلة” والعصبية  العرقية والقبلية بين النواب .

 

 

 

 

لم يقتصر عدم الاهتمام على الساحة العربية فقط، بل في مقديشو أيضا، يبدو كثيرون غير مهتمين بالعملية الانتخابية.. وسجل المراقبون عن سكان العاصمة قولهم ” لا يهم من سيصبح رئيسا، لا يهمنا ذلك، كل ما نحتاج اليه هو أن نتمكن من مواصلة أعمالنا”

 

وكان انتخاب الرئيس مقررا في  شهر اغسطس / آب الماضي، لكنه أرجئ مرات عدة.. ومع سيطرة النظام القبلي الذي يحكم هذا البلد المحروم من سلطة مركزية حقيقية منذ الاطاحة  بالرئيس محمد سياد بري في 1991.. وتشهد الصومال منذ حوالى ثلاثة عقود حالة من الفوضى والعنف مع انتشار الميليشيات القبلية والعصابات الاجرامية والجماعات الاسلامية. وتعود آخر انتخابات ديموقراطية فعلا الى حوالى خمسين عاما، أي في 1969.

 

 

 

 

صوت  “النظام القبلي”

ولا تبدو نتيجة الانتخابات محسومة، لأن مختلف العشائر يمكن أن تغير استراتيجياتها خلال دورات التصويت. وجميع المرشحين الـ 22 رجال، وقد دفع كل منهم رسم تسجيل يبلغ ثلاثين الف دولار.. وإن  كان بعض المرشحين أكثر شهرة من ، ومن بينهم الرئيس الحالي  حسن شيخ محمود ( 61 عاما )، وهو أستاذ جامعي سابق، وناشط في المجتمع المدني.. والثاني الرئيس الصومالي السابق، شريف شيخ أحمد، (52 عاما) وكان رئيسا للمحاكم الشرعية الاسلامية في الصومال التي  انبثقت عنها “حركة الشباب” .

 

أما مرشحو قبيلة “دارود” فهم رئيس الوزراء الحالي عمر عبد الرشيد علي شرماركه (56 عاما) ورئيس الوزراء السابق محمد عبد الله محمد “فرماجو” (55 عاما). والرجلان مزدوجا الجنسية وقد عاشا في كندا والولايات المتحدة على التوالي.

 

كان رئيس بونت لاند السابق، والمرشح الرئاسي لمنصب رئيس الصومال، عبد الرحمن محمد محمود ( فرولى )  أعلن رسميا تنازله عن الترشح للمنصب، نظرا للظروف التي يمربها البلد و كثرة عدد المرشحين على حد وصفه.. ويعتبر  “فرولى” ثاني مرشح رئاسي يتنازل عن الترشح ، حيث سبقه المرشح السابق عبد الله علي حسن، ولم يكن خبر تنازلهما أمرا مفاجئا نظرا للمساعي التي يبذلها مسئولي الحملات الانتخابية لكل من معسكر الرئيس حسن شيخ  ومعظم المرشحين المعارضين له.

 

توقعات  بعدم الحسم في الجولة الأولى

ومع المنافسة الساخنة  بين أبرز المرشحين الرئاسيين، بما فيها التصريحات النارية المتبادلة والاتهامات، وسعيهم إلى ضمان اكتساب المزيد من الأصوات.. إلا أن محللين صوماليين يؤكدون  أنه ليس من المحتمل أن يحصل أي من المرشحين على أغلبية ثلثي الأصوات اللازمة للفوز في الجولة الأولى من التصويت، ما يستلزم إجراء جولة ثانية وحتى ثالثة.

 

 

 

 

وينظر إلى الانتخابات الرئاسية على أنها خطوة مهمة في الدولة الواقعة بمنطقة القرن الأفريقي ، وتعمل حاليا على ترسيخ ديمقراطيتها الوليدة بشكل تدريجي، رغم ما تواجهه من شبح المجاعة، والفوضى الأمنية، وعمليات “العنف والدم والتدمير”، ومعارضة الحركة المسلحة الإسلامية ” حركة الشباب”  للانتخابات، بزعم تأثير دور التدخلات الخارجية والإقليمية في الصومال،  من إثيوبيا  وأوغندا، إلى تركيا وقطر .. وشنت الحركة، أمس واليوم، هجوما على عناصر من قوات الاتحاد الأفريقي في منطقة متاخمة للعاصمة الصومالية ، مقديشو.

 

 

 

 

عملية سياسية معقدة

ويرى المحلل السياسي الصومالي، أبوبكر بسير محمد، أن العملية السياسية الصومالية تختلف عن نظيراتها في العالم بكونها تتم في عدد محدود من المواطنين الذين أغلبهم من النخب التي لها أهداف معقدة من الانتخابات، ورغم محدودية العدد إلا أن غياب المؤسساتية السياسية (الحزبية)  أو المرجعيات الفكرية سواء كانت دينية أو طائفية أو فكرية، وضعف الانتماء القبائلي الذي لا يستطيع التوفيق بين الناخبين على مصلحة سياسية واحدة، تجعل العملية السياسية الصومالية أحد أعقد وأصعب العمليات السياسية على اللاعب السياسي وعلى المحلل السياسي وعلى المتابع والمهتم بها.

 

 

 

 

وأضاف : في الثقافة السياسية السائدة منذ عام 2000  كان الدخول إلى عالم السياسية من أجل هدف واحد هو الحصول على المال، وهو السبب الرئيسي لاشعال الخلافات السياسية المتكررة والتي أعاقت تقدم الحكومات الانتقالية، حيث أن البرلمانيين كانوا يثيرون المشاكل من أجل الحصول على حصتهم من المال الهائل المسروق من خزانة الدولة من قبل الجهات التنفيذية، هذا التقليد حاليا بات يتغير بعد التحول النوعي للعملية السياسية الصومالية برمتها.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]