محمد صلاح.. رحلة استثنائية في عالم الساحرة المستديرة
تخللت مسيرة اللاعب المصري محمد صلاح، الذي حقق أخيرا مع نادي ليفربول لقب الدوري الإنجليزي بعد غياب 30 عاما لحظات صعبة ومؤلمة، حتى جاءت اللحظة التي تفجرت فيها موهبته الكروية بشكل أبهر العالم، رغم مروره بلحظات كادت أن تطيح به بعيدا.
بدأت تلك المرحلة عندما انتقل صلاح إلى نادي تشيلسي الإنجليزي في موسم 2014، تحت قيادة أفضل مدربي العالم جوزيه مورينيو.
لكن الأمور لم تكن سهلة أمام الفرعون المصري، حيث كان يرى حلمه يتبخر أمامه، بعد أن أصبح ملازما لدكة البدلاء، لا يعيره المدير الفني لنادي تشيلسي اهتماما كافيا، وبدأت الصحافة الإنجليزية تكتب عن الصفقة بأنها لم تكن جيدة، وصوبت سهام الانتقاد إلى الفرعون المصري، والتي كانت كفيلة بأن تسقطه أرضا.
خرج صلاح من النادي الإنجليزي دون تقديم مستوى جيد، بسبب عدم حصوله على فرصة كافية، مفضلا الانضمام للدوري الإيطالي، على سبيل الإعارة، واللعب في صفوف فيورنتينا، تجلدت المشاعر التي كانت نابضة بالأمل لدى الجماهير المصرية والعربية، ولأن التجارب المصرية التي سبقته في عالم الاحتراف كانت تسير بنفس الطريقة من الصعود إلى الهبوط، لم يتوقع أحد أن يضرب صلاح كل القواعد التي بنى عليها المتابعين توقعاتهم لمستقبله.
تمكن سريعا من الظهور بشكل ملفت للأنظار، وكانت رسالته واضحة بأنه لاعب من طراز رفيع أمامه حلم سيحققه مهما كانت معاناته داخل المستطيل الأخضر، بدأ الهتاف يتعالى بأسمه مجددا، سرعته الفائقة أصبحت حديث العالم، لينتقل بعد ذلك إلى نادي روما بصحبة توتي ورفاقه، ويتكمن من إحراز 34 هدفا في موسمين.
تعود الابتسامة إلى الفرعون المصري في عام 2017، حيث يعود إلى الدوري الذي واجه خلاله أسوأ فتراته في عالم كرة القدم، لا يشغل باله سوى أن يجعل الأقلام التي قللت من حجم موهبته، هي نفسها التي تتحدث عن بزوغ نجمه وتألقه، وذلك بعدما تعاقد معه نادي ليفربول الإنجليزي بصفقة بلغت 42 مليون يورو بالإضافة إلى 8 مليون يورو حوافز، ليصبح وقتها أغلى لاعب عربي وإفريقي في التاريخ.
بدأت موهبة “مو صلاح” تنضج بشكل أبهر الجميع، حيث أخذ بيد نادي ليفربول المتعثر، ليصعدا معا إلى القمة، فحقق معه الحذاء الذهبي المقدم لهداف الدوري الإنجليزي مرتين، وفاز أيضا بدوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية، وأفضل لاعب من رابطة النقاد، وأفضل لاعب بالدوري الإنجليزي، وجائزة بوشكاش أفضل هدف، وكانت الفرحة الكبرى بتحقيق لقب الدوري الإنجليزي الذي غاب عن نادي ليفربول 30 عاما.
كانت كل لحظة مؤلمة تمر على الفرعون المصري يرد عليها بتحقيق نجاح كبير، فعندما سقط مصابا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أثناء مواجهة ريال مدريد الإسباني قبل كأس العالم 2018، عاد في العام التالي محققا البطولة مع فريقه ليحمل الكأس مع زملائه.
وعندما سقط صلاح على الأرض في المباراة الحاسمة مع الكونغو أثناء مشاركته مع منتخب مصر في تصفيات كأس العالم، عاد بعدها ليحرز هدف الصعود إلى الكأس التي غابت عن بلاده 28 عاما، محولا الدموع إلى فرحة هزت كل قرية مصرية.
لم تتوقف طموحات صلاح حتى كتابة هذه السطور، فهو ما يزال يسعى إلى تحقيق إنجازات جديدة، ويواصل السير بأقدامه إلى طرق مليئة بالانتصارات لم يسبقه إليها لاعبين عرب من قبل.
