3 عقبات أمام السيناريو الروسي للتسوية في سوريا

مع غياب شمس يوم الإثنين، أول أيام عيد الأضحى، استبشر السوريون بتوقف العمليات القتالية بين النظام السوري وقوات معارضة، تطبيقاً لاتفاق أمكن التوصل إليه بين واشنطن وموسكو، يقضي بتسهيل إيصال مساعدات إنسانية لمناطق محاصرة في سوريا، وتمهيد الطريق لاستهداف داعش وأفرع القاعدة هناك. 

حول الاتفاق الأخير، كتبت رندة سليم، لبنانية ـ أمريكية، متخصصة في السياسة الخارجية، ومديرة مبادرة الحوار في معهد الشرق الأوسط الأمريكي، في مجلة فورين بوليسي، أن الصفقة لو تمت ستكون بمثابة نقطة انطلاق للتوصل لتسوية للصراع، وللعودة إلى مفاوضات جنيف، بإشراف الأمم المتحدة.

وتقول سليم إنه على الرغم من إعلان الحكومة السورية عن دعمها للصفقة، تعهد الرئيس السوري بشار الأسد بمواصلة محاربة” الإرهابيين” لحين استعادة كامل الأراضي السورية.

كما يشكك عدد من السوريين بنجاح الصفقة، ويعتقدون أنها لن تثمر، في أحسن الحالات، إلا عن توفير فترة قصيرة من الهدوء لسوريين يتعرضون لقصف طائرات النظام، ولمعاناة من حصار فرضه الجيش السوري وميليشيات موالية للنظام.

وتلفت الكاتبة إلى أن نجاح أو فشل الصفقة يعتمد على قدرة الولايات المتحدة وروسيا على كبح جماح حلفائهما على الأرض، وإجبارهم على الالتزام ببنودها. ولكن سجل موسكو في الإيفاء بتعهداتها، وإجبار نظام الأسد على الامتثال للاتفاقيات الدولية، ضعيف جداً. فقد ساعد القصف الروسي قوات النظام على فرض حصاره على مناطق معارضة، كما رفض الكرملين مؤخراً تقريراً صدر على الأمم المتحدة يؤكد استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية، في خرق لقرارات مجلس الأمن. 

وإلى غياب الثقة بإمكانية تطبيق الاتفاق، تقول سليم إن واشنطن وموسكو غير متفقتين على اسم الجهة المحركة للصراع السوري. فواشنطن ترى أن نظام الأسد هو الذي جعل الأمور تخرج عن السيطرة، ولذا فقد شرعيته. في المقابل، ترى موسكو أن مجموعات إرهابية تنشر الفوضى في المنطقة، وهي التي تتحمل مسؤولية ما يجري في الداخل السوري. 

وتبعاً لاختلاف الرؤى تختلف الحلول، بحيث تولي واشنطن الأولوية لعملية دبلوماسية تؤدي لإبعاد الأسد عن السلطة، فيما لا ترى موسكو نهاية للصراع ما لم يُمنع الإرهابيون من اللجوء إلى مكان آمن، وتبقى مؤسسات الجيش، وخاصة الأجهزة الأمنية، باسطة سيطرتها الكاملة. 

وتقول الكاتبة أنه بالرغم من تلك الخلافات الحادة، لا يزال لكل من الولايات المتحدة وروسيا مبرراتهما لمواصلة التنسيق والعمل معاً بشأن سوريا. وتظل موسكو اللاعب القوي الوحيد القابل للتعامل مع قيادة جديدة في دمشق. كما تمتلك موسكو القدرة السياسية والعسكرية للتحرك، إن قررت العمل. وإن رأت واشنطن أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع السوري يتم من خلال إدارة فترة انتقالية، فليس أمامها سوى مواصلة اختبار مصلحة موسكو في تغيير القيادة في دمشق. 


وتشير سليم إلى أن رفض موسكو خلع الأسد ناجم ليس من اعتقادها أن مصالحها في سوريا لا تتحقق إلا في وجوده، بل من خشيتها من عدم توفر الشخص المناسب الذي يحل مكانه، وحول كيفية إجراء عملية انتقال للسلطة في سوريا، دون أن تقود إلى فوضى على غرار ما جرى في العراق في عام 2003، وفي ليبيا في 2011. ويرى الروس أنه لا يمكن إضفاء الطابع الديموقراطي على مجتمعات الشرق الأوسط، وأن أية قوى خارجية، وخاصة الولايات المتحدة، هي الأقل قدرة على إحداث تحول ديموقراطي في المنطقة. 

وفي المقابل، يعتقد الروس أن السيناريو الأفضل لسوريا يتم عبر ترتيب للمشاركة في السلطة بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية السورية، ومن ضمنها الأسد، وأن الجيش السوري، إذا منح الوقت الكافي، قادر على ضمان نجاح ذلك الترتيب. كما تطرح موسكو فكرة إنشاء مجلس عسكري، كما جرى في مصر عند خلع مبارك في عام 2011.

لكن هذا السيناريو، برأي سليم، يصطدم بثلاث عقبات، أولها أن موسكو ما زالت ترفض دوراً للجيش السوري الحر في أي مجلس عسكري. كما أن الجيش السوري يعاني من حالة ضعف بعد خمس سنوات من الحرب، فضلاً عن تراجع نفوذه لصالح ميليشيات أجنبية تقاتل إلى جانب الأسد، ولذا لن يستطيع لعب دور مركزي في أية ترتيب سياسي وفق رؤى موسكو. 

وأما العقبة الثالثة، فتتمثل في إقصاء الأسد لكل من اشتبه بإمكانية تسلمه السلطة بديلاً عنه. ولذا من الصعب تشجيع أي ضابط سوري على تقبل هذه الفكرة، لأنه يخاف على حياته. 

وبحسب الكاتبة، ما يزيد الأمور تعقيداً هو كثرة اللاعبين على الساحة السورية. فإلى جانب واشنطن وموسكو، هناك تركيا والمملكة العربية السعودية، ولا بد من جمع تلك الدول على طاولة واحدة من أجل وقف القتال في سوريا. 

إلى ذلك، باتت أنقرة تنظر إلى الصراع السوري من خلال عدسات محلية، وأصبحت عازمة على محاربة الأكراد، لا الأسد. 

ويبقى مصير الأسد محل تجاذب ما بين أمريكا وروسيا وتركيا والسعودية، ولكل من تلك الدول رأيها الخاص، وإن كانوا، باستثناء السعودية، يؤكدون أنه يمكن أن يمثل الأسد جزءاً من الحل السياسي. 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]