3 قمم لتصحيح مسار الأمة.. موقف عربي متشدد تجاه إيران

في سابقة عربية، وصفت بأنها تاريخية، بحسب تعبير الدوائر السياسية في القاهرة، تحتضن العاصمة الروحية لجميع المسلمين في العالم ومهبط الوحي «مكة المكرمة» 3 قمم نهاية الشهر الجاري، (عربية وخليجية وإسلامية) يومي 25 و26 رمضان الموافقين 30 و 31 مايو/ آيار الجاري، في ضوء التهديدات والتحديات التي تمر بها المنطقة وتجعلها على حافة انطلاق شرارة الحرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

قمتان طارئتان (عربية وخليجية)، استدعتهما التطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة الخليج العربي، فيما كانت القمة الإسلامية العادية، مقررة سابقا، وبالتزامن مع انعقادها دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى قمتين خليجية وعربية طارئتين.

الملف الإيراني يتصدر

القمتان وفق المصادر الرسمية السعودية ستناقشان بشكل أساسي وربما بشكل وحيد التوجه العدواني الإيراني على دول الخليج والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتهديد الأمن القومي العربي، وفي أعقاب الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية الأسبوع الماضي، وأعلنت جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عنها، والهجمات التي تعرضت لها ناقلتا نفط سعوديتان وسفينتان نرويجية وإماراتية قبالة ساحل إمارة الفجيرة، والتي لها تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، ورجحت التقارير الأمنية أن يكون الحرس الثوري الإيراني هو العقل المدبر لهذه الهجمات.

تصحيح مسار الأمة

تبحث القمم الثلاث الموسعة على مستويات مختلفة، «خليجية وعربية وإسلامية»، تطورات الأحداث في المنطقة والجهود الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار، وتصحيح مسار الأمة لتجنب مخاطر الانحراف العدواني من دولة إسلامية ضد جيرانها من العرب والمسلمين، بينما تفرض أحكام الإسلام توحيد جهود الأمة من أجل الاستقرار والتنمية..

وسوف يتصدر الملف الإيراني مباحثات القمم الثلاث، إلى جانب ملف صفقة القرن والقضية الفلسطينية في القمة العربية الطارئة، واليمن في قمة الخليج الطارئة، والقضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي، في القمة الإسلامية العادية التي ستعقد تحت شعار (قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل)، من أجل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي.

 

إعلان مكة

ومن المنتظر أن يصدر عن القمة الإسلامية «إعلان مكة»، بالإضافة إلى البيان الختامي الذي سوف يتطرق إلى العديد من القضايا الراهنة في العالم الإسلامي، إذ من المرتقب أن يبحث القادة موقف الدول الأعضاء في المنظمة من آخر المستجدات الجارية في القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى إعلان موقف موحد إزاء التطورات الأخيرة في عدد من الدول الأعضاء، فضلا عن اتخاذ مواقف واضحة من الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة وما يتعلق منها بتنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة، وما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف العنيف، وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تُعنى بها المنظمة.

حدث مهم

ويرى مساعد وزير الخارجية السابق للتخطيط السياسي، السفير د.نعمان جلال، أن القمم الثلاث تشكل فرصة لقادة الدول الإسلامية والعربية والخليجية، لبحث احتمالات سير الأزمة وتصعيد التوتر الإيراني ـ الأمريكي، ربما إلى احتمال حرب أعلنت كل الأطراف الرغبة في تجنبها، وبحث تطورات الأحداث في الخليج العربي والجهود الرامية لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.

وأضاف لـ”الغد”، أن عقد 3 قمم في توقيت متزامن، تجمع بين 3 منظمات إقليمية كبرى (جامعة الدول العربية ممثلة في القمة العربية، ومجلس التعاون الخليجي ممثلا في القمة الخليجية، ومنظمة التعاون الإسلامي ممثلا في القمة الإسلامية)، يشكل حدثًا مهما.

وفي ظل مناخ من التوتر في الإقليم العربي، ومع تطورات متلاحقة من القضايا والأزمات وما يتم طرحه من مبادرات مثل «صفقة القرن»، لذلك من المرتقب أن تشهد مكة المكرمة لقاءات متعددة سواء ثنائية أو ثلاثية أو متعددة الأطراف بين عدد من قادة الدول العربية والإسلامية المشاركين، ما يسهم في مزيد من التشاور والتنسيق العربي الإسلامي في خطوة لتصحيح مسار الأمة التي تواجه تحديات متعددة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.

توحد عربي في مكة

وتابع في تصريحات لـ”الغد” أن ما يميز القمم الثلاث، أن الدول العربية وهي الأعضاء في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي، تتوحد في مكة لمواجهة التحديات التي تتربص بالدول العربية، وصياغة رؤية استراتيجية عربية للتعامل مع مختلف التحديات الإقليمية والدولية، ووضع سياسة عربية موحدة لردع إيران يستقي منها وضع سياسة خارجية موحدة.

كما أن القمم الثلاث فرصة للتشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في منظمة التعاون الإسلامي، ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

 

موقف عربي موحد تجاه إيران

وتترقب الدوائر السياسية، أن تكون القرارات التي ستتمخض عن القمم الثلاث، على درجة كبيرة من الأهمية، بالخروج بموقف عربي وإسلامي متشدد تجاه إيران، وتوجيه رسالة حاسمة، بأنه من غير المسموح تعريض أمن الدول الخليجية للخطر، وأخرى للرأي العام العالمي والعربي والإسلامي بأن مستوى الخطر والتهديد الإيراني وصل إلى مرحلة تتطلب المواجهة بكل الطرق والوسائل. وثالثة تؤكد تجمع العرب حول هدف واحد هو الدفاع عن الأمن القومي العربي.

بادرة إقليمية

ويقول المفكر والسياسي البحريني البارز، علي محمد فخرو، إن الدعوة لعقد اجتماعات طارئة متوالية لرؤساء دول مجلس التعاون الخليجي ورؤساء دول الوطن العربى ورؤساء الدول الإسلامية تمثل بادرة إقليمية عربية وإسلامية لمواجهة أخطار تحيق فى اللحظة الحالية بمنطقة الخليج العربى وما يحيط به من دول عربية وإسلامية.

تابع: واليوم، وقد أقدمت الشقيقة المملكة العربية السعودية على تلك الخطوة الجريئة يحق لنا أن نطالب بإبعادها عن العثرات، وألا تقتصر مناقشاتها وقراراتها على مواجهة نذر الحرب المجنونة فى الخليج العربى فقط، ذلك أن الوضع فى الخليج هو جزء من مؤامرة كونية تمتد عبر الوطن العربى كله وكثير من دول الإسلام.

ولفت إلى أهمية وصول القمم الثلاث إلى الإعلان عن أهداف عربية وإسلامية كبرى والبدء بإيجاد أدوات سياسية وأمنية لتحقيقها فى الحال، وعلى المدى البعيد أيضا.

وأضاف د. فخروـ الوزير البحريني السابق ـ : « نظرا لحجم المشاكل المراد مواجهتها وتعقيداتها وترابطاتها الدولية فإن الأمل هو أن يتخذ قرار بعقد اجتماعين سنويين، خلال الفترة الحالية، لتلك القمم لإجراء التقييم المستمر ومتابعة التطورات المتلاحقة، وقرارات لتفعيل المؤسسات الإقليمية المشتركة من مجلس التعاون والجامعة العربية والرابطة الإسلامية لتستطيع القيام بأدوارها المطلوبة منها».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]