عقدت قيادات وأعضاء حركة طالبان الأفغانية اجتماعا اليوم، الأربعاء، أعلنت فيه مبايعتها للمُلا هيبة الله أخونزاده خليفة للمُلا أختر منصور، الذي اغتيل في غارة بطائرة أمريكية دون طيار أمس الأول، الأحد.
وأخونزاده هو المساعد الأول لأختر منصور، الذي بايعته الحركة أواخر العام الماضي، ولم يُكمل 9 أشهر في زعامتها، وتعتمد الحركة على إقامة مجلس مبايعة لانتخاب زعيمها منذ مقتل مؤسس إمارة أفغانستان الإسلامية المُلا عمر.
واعترفت الحركة، في بيان لها اليوم، الأربعاء، مقتل زعيمها أخطر منصور بصاروخ من طائرة دون طيار استهدف سيارة كانت تقله في في قرية كويتا الباكستانية القريبة من الحدود الأفغانية، وكان الجيش الأمريكي أكد مساء السبت الماضي تنفيذه للعملية.
وفي البيان، قالت الحركة إن اختيار أخونزاده جاء بعد اتفاق بالإجماع في مجلس الشورى، تعهد خلاله جميع أعضائه بالولاء للزعيم الجديد، وبحسب الترجيحات في اليومين الماضيين لم يكن اختياره متوقعا بنسبة كبيرة، إلا أن الانقسام بين أعضاء الحركة على ما يبدو رجح كفته على حساب سراج الدين حقاني المساعد الثاني للمُلا منصور.
ويعد حقاني، الذي كانت الأنباء تشير إلى اختيار زعيما للحركة أحد قيادات الجناح المتشدد فيها، ومعارضا لاتفاق السلام مع الحكومة الأفغانية، وبحسب وسائل إعلام عالمية فإنه «العدو اللدود للقوات الأمريكية»، وقد تم تعيينه والمُلا يعقوب نجل الملا عمر، نائبين لأخونزاده.
وكسابقيه زعيمي الحركة، لا يُعرف تاريخ محدد أو معلومات موثقة عنه، إلا أنه مولود بين عامي 1966 و1971 في منطقة بانجواي في قندهار، معقل طالبان، وينتمي إلى قبيلة نورزاي، بحسب صحف أفغانية وأجنبية.
وكان أخونزاده أبرز القادة العسكريين لحركة المجاهدين في ميدان القتال ضد السوفييت، قبيل تأسيس إمارة أفغانستان الإسلامية التي حكمت أفغانستان منذ 1996 وترأسها المُلا عمر، مؤسس حركة طالبان فيما بعد.
وفي 2001 شنت الولايات المتحدة الأمريكية حربها الأولى ضد الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر، ضد إمارة أفغانستان الإسلامية التي تحولت إلى حركة طالبان واشتهرت بمعاداتها لواشنطن بعد تحالف سابق ضد القوات الروسية إبان انهيار الاتحاد السوفييتي في البلاد، وكان آخوند زاده ضمن القادة العسكريين ضد الجيش الأمريكي منذ ذلك الوقت.
بعد مقتل المُلا عمر أخفى منصور، الذي كان مساعده والزعيم الفعلي للحركة منذ 2013 هذا النبأ، إلا أن الحكومة الأفغانية أعلنته، فعقد مجلس شورى الحركة اجتماعا انتخب فيه منصور زعيما وأخونزاده وحقاني مساعدين له.
وتعتبر قرية كويتا الباكستانية أحد أهم معاقل الحركة وقياداتها المختبئين في المنطقة الحدودية الجبلية مع أفغانستان، وهي القرية التي اغتيل فيها منصور بالقرب من أحد مقرات الحركة التي كان يُعتقد أنها سرية.
وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى تسريع وتيرة اتفاق السلام بين الحركة وكابول لتسهيل انسحابها الكامل من الأراضي الأفغانية بعد 15 عاما من التورط في حرب ضروس ضد مقاتلي طالبان.
وأكد أوباما خلال زيارته فيتنام أمس الأول، الإثنين، مقتل أخطر منصور، داعيا طالبان للانضمام لمحادثات السلام المتعثرة مع الحكومة الأفغانية على مدار أكثر من عام.
واعتاد الجيش الأمريكي تنفيذ ضربات بطائرات دون طيار وعمليات عسكرية داخل الأراضي الباكستانية، وهو ما يثير غضب واستياء الحكومة والمعارضين على حد سواء بين الحين والآخر.
ونفذت «بنتاجون» في باكستان نحو 423 غارة بطائرة دون طيار معظمها في عهد أوباما، قتلت نحو 4000 شخص معظمهم مدنيون، بينما تأكد مقتل 84 عنصرا تابعا لتنظيمي القاعدة وطالبان، بحسب بيانات مكتب الصحافة الاستقصائية.