كشفت ثورة 30 يونيو الغطاء عن حكم جماعة الأخوان المسلمين للبلاد، كما كشفت حالة التفرد و السيطرة و الهيمنة التي بدأت الجماعة تخطوها في التغلغل داخل مفاصل الدولة المصرية عقب ثورة 25 يناير التى رأي الشعب المصري فيها طوقا للنجاة، لكن جاءت الرياح بما لا يشتهي الشارع المصري المغلوب على أمره ليفاجئ بحالة ووضع لم يكن يتوقعه، لاسيما و أنه كان ينتظر حزمة من الإصلاحات الاقتصادية و التعليمية والسياسية في بلاده.
جاءت 30 يونيو كتعبير عن رفض الشارع المصري لحكم الجماعة التي توغلت و سيطرت على العديد من مفاصل الدولة وعصفت بمن حولها حتي أقرب المقربين إليها ممن التيرات الدينية التي ساندتها ودعمتها ووقفت بجوارها، حتى اعتلت سدة الحكم، فكانوا هم من أول من رمي بسهمها، فضلا عن القوي السياسية و التيارات المدنية الأخرى .
بدوره أكد الباحث السياسي سامح عيد أنه مع العام الرابع لـ 30 يونيو أصبح الأمر بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين شبه منتهي، ولا يتحدثون في هذا الأمر كثيراً ، وأصبحوا يتحدثون في نقاط أخرى مثل زيادات الأسعار أو قضية الجزر أو القضاء ، في محاولة لإظهار الدولة في موقف الضعف أو الفشل.
و أوضح عيد في تصريحات خاصة لـ” الغد” أن فترة حكم الأخوان شهدت الأنفراد بحكم الدولة وهو ما أظهرته بعد ذلك 30 يونيو وتم الكشف عنه، مشيراً إلي أن حالة الأخونة التي شهدتها الدولة في العديد من المؤسسات والقطاعات كانت واضحة للجميع بما فيهم التيار الإسلامي الذي كان يدعم الأخوان.
وكشف عيد أن الأخوان تخلوا عن الجميع بما فيهم التيار الإسلامي وكان همهم الشاغل هو السيطرة على كل مؤسسات الدولة، والتغلغل فيها، بداية من الأزهر والأوقاف والإعلام والتعليم وغيرها، وبدا واضحاً أنهم يقومون بضخ قواعدهم في كل هذه المؤسسات، ثم عزلهم خالد علم الدين الذي كان يشغل منصب مستشار الرئيس بشكل مهين، وهو ما أغضب السلفيين كونه ينتمي لحزب النور، الأمر الذي دفع السلفيين لآخراج ما لديهم من أوراق تكشف عدد الوظائف التي تولاها أعضاء الأخوان في محافظات مصر.
وتابع الباحث السياسي في تصريحاته، في بداية حكم الأخوان تفاءل الناس خيراً في تولي رئيس مدني يمثل ثورة 25 يناير وبدا التحمس واضحاً من قبل الشارع المصري، حتي من كنا نسميهم بـ”عاصري الليمون على أنفسهم”، والجميع استبشر خيراً، لكن سرعان ما اتضحت معالم الكذبة الكبيرة، ومشروع النهضة الوهمي، ورغبتهم في السيطرة والصدام مع التيار المدني في الدولة علي مدار عام عام فترة حكمهم.
وأشار إلى أن الشارع المصري شاهد العديد من حالات الصدام بينه وبين الأخوان، بدأ عند البرلمان عندما رغب التيار المدني تقديم مطالب لاعضاء مجلس الشعب لكنهم فوجئوا بمنعهم من الدخول و التعلل بأنهم يقصدون اقتحام البرلمان وليس تقديم طلبات، فضلا عن المليشيا الأخوانية التى ظهرت لكي تحرس البرلمان علي الرغم من وجود مؤسسات رسمية في الدولة منوط بها حماية مؤسسات الدولة، وهو ما تكرر بعد ذلك في المقطم و أحداث الاتحادية وغيرها، منوها على اعتياد جماعة الأخوان الأعتماد علي فكرة و منظومة المليشيا داخل الدولة.
وألمح عيد إلى أن محمد مرسي فور توليه الرئاسة أعلن انه سيتنصل من بيعته للمرشد و للإخوان ويصبح رئيسا لكل المصريين، لكن كان الناتج ما رأيناه في كلامه ” أهلي و عشيرتي” وصارت مليشيا الأخوان هي من تحمي رئيس الدولة، لعدم وجود وع من الثقة في جهازي الشرطة الجيش من قبل الجماعة ، ووجود حالة من التشكيك في هذه المؤسسات.
