33 شخصية ليبية ترفض التصويت عن بعد على قرارات ملتقى الحوار

وصل إلى طرابلس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا، ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باتيلي.

وقال باتيلي إنه سيقود مساعي الأمم المتحدة في جهود الوساطة من أجل التوصل إلى حل سلمي ومستدام في ليبيا، مشيراً إلى أنه سيتواصل مع جميع الأطراف الليبية بما فيهم المجتمع المدني والنساء والشباب للاستماع إلى آرائهم.

وأكد المبعوث الأممي الجديد أن الأولوية هي تحديد مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة.

وأفاد مراسلنا من بنغازي بأن باتيلي، الذي تم تكليفه رسمياً بمهامه منذ 3 أسابيع، وصل عصر أمس إلى طرابلس والتقى عددا من المستشارين بوزارة الخارجية في الحكومة منتهية الولاية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وأشار إلى أن باتيلي سيبدأ اليوم بعقد لقاءات أخرى، وبحسب مراقبين فإن المبعوث الأممي سيبدأ كما بدأ سابقيه بعقد لقاءات بجميع الأجسام السياسية في ليبيا، على مستوى مجلسي النواب والدولة.

وتابع أن حديث باتيلي عن المسار التوافقي هو إشارة إلى السلطة التنفيذية والانقسام بين حكومتي الدبيبة وباشاغا.

وذكر مراقبون أن بيان المبعوث الأممي قد يؤسس إلى ملتقى حوار جديد، أو الذهاب إلى حكومة مؤقتة قبل التوافق على القضايا الخلافية بشأن القاعدة الدستورية الممهدة لإجراء الانتخابات بالبلاد.

أفاد مراسلنا من بنغازي بأن هناك لغة تصعيدية بين رئيس الحكومة منتهية الولاية، عبدالحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا، ارتفعت وتيرتها وبدت أكثر وضوحا خلال الأسابيع الماضية.

وبعد المواجهات الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس، بات واضحاً أنه لا حلول سلمية بين الاثنين، وهناك آراء تتحدث عن ضرورة وجود حكومة ثالثة لمدة 6 أشهر والتوجه بعدها للانتخابات البرلماني.

وأكد مراسلنا أن ما تشهده العاصمة طرابلس يشهد بشكل كبير الليبيين، في ظل وجود مخاوف من تصعيد عسكري مرتقب خلال الأيام القادمة، خاصة مع تصريحات لأحد القادة العسكريين التابعين لباشاغا، والذي أكد أن القوات جاهزة في مناطق جنوب طرابلس.

ولفت إلى أن ليلة أمس شهدت وجود تحركات عسكرية في منطقة “عين زارا”، حيث ألقت القوات الموالية للدبيبة القبض على بعض العناصر التي شاركت في العمليات القتالية الأخيرة في تلك المناطق، وكذلك القوة المشتركة من مدينة مصراته التي تحركت وحاولت الاقتراب من منزل رئيس الحكومة باشاغا إلى استنفار القوات التابعة له، وذلك في محاولة لتنفيذ قرار الدبيبة باعتقال كل من تورط في العمليات القتالية الأخيرة، منهم محمد صوان وأسامة الجويلي وفتحي باشاغا.

وأشار مراسلنا إلى أن هناك استنفار أمني بشكل كبير، ورغم عودة الحياة إلى طبيعتها في مناطق الاشتباكات، إلا أن الجميع يترقب احتمالية اندلاع مواجهات مسلحة في القريب.

يلتقي رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة، خالد المشري، في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الثلاثاء، لبحث البدائل بشأن الحكومة الليبية ومستجدات الوضع السياسي في البلاد.

وأفاد مراسلنا من القاهرة بأن القيادات الأمنية المصرية عقدت اجتماعين منفصلين أمس، أحدهما مع عقيلة صالح والآخر مع خالد المشري، ومن المتوقع أن يعقد اليوم اجتماعا يضم كليهما.

وأكد أن الأجهزة المصرية عملت على تهيئة الأجواء والمناخ لاحتضان هذا الاجتماع من أجل إنهاء الأزمة السياسية الليبية.

وتخشى القاهرة من أن يكون هناك انسداد كامل في الأفق السياسي بليبيا، ما يجدد الصراع العسكري بعد عامين من وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة.

وبحسب المصادر، فسيكون هناك اجتماع اليوم بين صالح والمشري، ومن المقرر أن يبحثا سويا ملفين رئيسيين، أولهما تشكيل حكومة إنقاذ وطني تعمل على توحيد الصف الليبي وتهيئة الأجواء للوصول إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، والثاني بشأن القاعدة الدستورية التي ناقشتها عدة اجتماعات خلال الأشهر الماضية وأفضت إلى العديد من التفاهمات.

وهناك تعويل كبير من قبل المراقبين السياسيين على أن تكون هناك نتائج إيجابية لهذا الاجتماع، فيما يرى البعض أنه قد لا يقدم جديدا في ظل الأزمة التي تعيشها الدولة الليبية.

وأشار مراسلنا إلى أن هناك مقترحات ستقدم من الطرف المصري فيما يتعلق بحكومة الإنقاذ، إلا أنه لا توجد معلومات عنها حتى الآن.

يذكر أن لقاء جمع عقيلة صالح برئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري في تركيا ضمن مساعي حل الأزمة في البلاد, وسبقه لقاء في جنيف برعاية أممية للتوصل إلى توافق بشأن المواد الخلافية في مسودة الدستور.