أصبح التساؤل الحائر والقلق، داخل الساحة العربية وخارجها ( اليمن ..إلى أين) بعد اغتيال الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، وفي تطور «دراماتيكي» يضيف بعدا آخرا أكثر تعقيدا لـ «الدراما السوداء» التي تعصف بالشعب اليمني منذ نحو ثلاث سنوات.
وتتفق الدوائر السياسية، ومراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية، العربية والغربية، على أن اليمن على أبواب مرحلة من الفوضى الدموية، تكتب عنوانا جديدا لـ «اليمن التعيس» .. وترسم 4 سيناريوهات «محتملة» لمستقبل اليمن :
- السيناريو الأول: يبدأ بالفوضى العارمة، وتمدد الاشتباكات مع قوات الحوثيين في المحافظات اليمنية، في ظل فراغ سياسي وتشريعي وأمني، وتصفية حسابات بين الأطراف الداخلية التي تتصارع مصالحها وتوجهاتها، على أساس الموقف من «الشرعية والانقلابيين».. وانفجار الغضب الشعبي في مواجهة «أوضاع لم تعد تحتمل» عادت باليمن «السعيد» إلى مظاهر حياة من القرون الوسطى، يضاف إليها فقدان الأمن والأمان، والاستقرار، ولا أحد يأمن على حياته.
- السيناريو الثاني: الحرب الأهلية، في بلد تمثل فيه القبيلة وتراثها وتقاليدها، العنصر الحاكم في المشهد اليمني العام ..وتشير بعض الدراسات إلى أن القبائل تشكل حوالي 85% من تعداد السكان البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة، ويتواجد ما يقارب 200 قبيلة في اليمن، أكثر بلدان العالم العربي قبلية من ناحية نفوذ زعماء القبائل وتغلغلهم في مفاصل الدولة، وفي فترات مختلفة من التاريخ تشكل القبائل اليمنية،تحالفات قوية لبناء دول أو إسقاطها .. والمعروف أن عبد الله صالح، ارتبط بعلاقات قوية مع شيوخ القبائل أصحاب النفوذ القوي في الدولة، ومن المتوقع دعم ومساندة قبيلته الكبرى «حاشد» في الثأر لمقتله.
- السيناريو الثالث: مواجهات حاسمة، تشنها قوات التحالف العربي، عبر خطة عسكرية «محكمة وموسعة»، بالتنسيق مع كافة القوى الوطنية اليمنية، وبالاشتراك مع قوات «حزب المؤتمر الشعبي» وخاصة قوات «الحرس الجمهوري» تحت قيادة «أسرة» الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، لفتح جبهات جديدة لدخول العاصمة اليمنية صنعاء وتحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية.
- السيناريو الرابع: تدخل سافر وصريح من «إيران» في المواجهات، بدعم «تسليح نوعي» ومتطور، للحوثيين، قد يشمل أيضا مشاركة قوات من الحرس الثوري الإيراني.. وفي تطور محتمل قد يأخذ «صورة مواجهة ساخنة» بين المملكة السعودية تحديدا وإيران، وفي هذه الحالة تنتقل الأزمة اليمنية، إلى ساحة صراع مكشوف « عربي ـ إيراني»، لا يمكن التحسب لتمدد نيرانها وخسائرها، وربما تستدعي تدخلا دوليا !!
والشاهد أن الأزمة فتحت أبواب عدة سيناريوهات لليمن: تبدأ بالفوضي العارمة، وتمر بالحرب الأهلية، أو ثورة شعبية كبيرة تساند قوات الجيش للقضاء علي تلك الجماعات الانقلابية ومن يمولها من الخارج .. ولا أمل سوي في تحالف واسع يجتث الإرهاب الحوثي.
