48 قتيلا في اشتباكات قبلية بغرب دارفور في السودان

قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من 5 ملايين شخص نزحوا حتى الآن بسبب القتال المستمر منذ أشهر في السودان.
يأتي ذلك في حين لا تظهر الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع أي علامة على التراجع.
وأضافت المنظمة أن أكثر من 4 ملايين شخص نزحوا داخليا منذ اندلاع الصراع منتصف أبريل/نيسان الماضي، بينما فر 1.1 مليون آخرين إلى البلدان المجاورة.
وقالت المنظمة إن أكثر من 750 ألف شخص توجهوا إلى مصر أو تشاد.
فشلت الجهود الدولية للوساطة من اجل انهاء الصراع حتى الآن. وابرمت تسع اتفاقيات على الأقل لوقف إطلاق النار منذ تفشي القتال، وانهارت جميعها.
في أبريل/نيسان، اندلعت التوترات المتصاعدة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتحولت إلى قتال مفتوح في العاصمة وأماكن أخرى.
وقد حول القتال العاصمة السودانية الخرطوم إلى ساحة معركة حضرية، مع عدم تمكن أي من الطرفين من السيطرة على المدينة. وكان المقر العسكري، الذي يزعم أن البرهان يتمركز فيه منذ بدء الصراع، إحدى بؤر الصراع.
تأجلت مفاوضات السلام الرسمية- التي توسطت فيها الولايات المتحدة والمملكة السعودية- في مدينة جدة الساحلية بالمملكة في أواخر يونيو/حزيران الماضي، حيث انتقد الوسطاء علانية قوات الدعم السريع والجيش بسبب انتهاكهما المستمر للهدنة التي تم الاتفاق عليها.

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الإثنين، إنه قلق إزاء البعد العرقي للعنف في ولاية غرب دارفور بالسودان، وحذر من أن مهاجمة المدنيين على أساس انتماءاتهم العرقية “قد يرقى لحد الجرائم ضد الإنسانية”.

وقال غوتيريش، خلال فعالية تهدف لجمع التمويل للعمليات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في السودان: “أنا قلق على وجه الخصوص بشأن أنباء وقوع عنف جنسي وعلى أساس النوع، وكذلك إزاء البعد العرقي للعنف في الجنينة”.

وأضاف: “العنف ضد عمال المساعدات والهجمات على البنية التحتية المدنية والإمدادات الإنسانية يجب أن يتوقف”.

قال مراسل الغد من الخرطوم إن لجنة سودانية وصلت إلى ولاية غرب دارفور، التي شهدت اشتباكات قبلية، واطلعت على مجمل الأوضاع هناك.

وأشار مراسلنا إلى استمرار الجهود السودانية لاحتواء الموقف في ولاية غرب دارفور، إذ تشكلت لجنة للوقوف على أبعاد الأزمة برئاسة عضو مجلس السيادة الانتقالي، عبدالباقي عبدالقادر، ورفقة كل من وزير الدفاع والصحة.

وأصدر والي غرب دارفور، خميس عبد الله، عدة قرارات تهدف إلى حسم الصراعات القبلية، وتطبيق هيبة وسلطة القانون وسيادة الأمن وتحقيق الاستقرار بالولاية.

وأكد والي ولاية غرب دارفور، أن غياب هيبة القانون وإفلات المجرمين من العقاب من الأسباب التي ساهمت في تكرار الاشتباكات المسلحة في الولاية السودانية.

وناشد الوالي المواطنين الإدارات الأهلية بالعمل على الحفاظ على التعايش السلمي والأمن المجتمعي، بوصفه الأساس للاستقرار بالولاية.

وفي سياق متصل، قال مراسل الغد من الخرطوم، إنه قد عقد مجلس الأمن والدفاع جلسة طارئة، وقرر تشكيل وفد سيادي للوقوف على حقيقة الأوضاع ميدانياً، على خلفية الاشتباكات، التي شهدتها منطقة كرينك ومدينة الجنينة، في ولاية غرب دارفور.

من جانبه، أكد وزير الصحة السوداني الاتحادي، أنه تم توفير 3 مستشفيات مجهزة بغرف طوارئ بمنطقة كرينك، لتقديم الخدمات الطبية للمصابين خلال المواجهات الدامية.

ويطالب المراقبون بضرورة تطبيق بند الترتيبات الأمنية الذي يكفل لإقليم دارفور 12 ألف جندي ينتشرون في الإقليم لاستتباب الأمن، كما يرون أن تكثيف الجهد الأمني ربما يسهم في فرض الاستقرار.

يذكر أن، السلطات السودانية، أعلنت أن الأحداث التي شهدتها منطقة كرينك ومدينة الجنينة، في ولاية غرب دارفور، خلال الأيام الماضية، بلغ عدد القتلى فيها 167 قتيلا، بجانب 115 جريحا ومصابا.