
5 أسباب لزيادة حالات الاغتصاب والعنف الجنسي من لاعبي كرة القدم
ميسون غرينوود، بنيامين ميندي، داني ألفيش، لويس روبياليس.. قائمة من أسماء بعض مشاهير رياضة كرة القدم، ممّن طالتهم اتهامات بالاعتداء الجنسي، والاغتصاب، والعنف ضد النساء مؤخرًا.
وقبل أيام، قال متحدث باسم الشرطة الإسبانية يوم الخميس، إن الشرطة اعتقلت على الأقل ثلاثة من اللاعبين الشبان في نادي ريال مدريد لم تكشف عن أسمائهم بتهمة مشاركة مقاطع فيديو جنسية مع قاصر.
وتعددت الأحكام القضائية ضد هؤلاء، إذ حصل بعضهم على البراءة مثل بنيامين ميندي، في حين يقبع آخرون وراء القضبان مثل داني ألفيش، واضطر آخرون إلى التواري، مثل روبياليس الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم، والذي اضطر إلى تقديم استقالته.
ويطرح السؤال نفسه بتلقائية: لماذا تتفشى هذه الظاهرة بين الرياضيين، وتحديدًا كرة القدم؟
وجاءت الإجابة من خلال ورقة بحثية نشرتها مجلة «APPLIED PSYCHOLOGY OPUS» التابعة لجامعة نيويورك، بقلم نينا باسيرو.
أعرف الرياضة الذكورية
جاء في الورقة البحثية: «أظهرت الأبحاث أن الرجال الذين يشاركون في الألعاب الرياضية المنظمة يظهرون سلوكيات أكثر عدوانية، في كل من السياقات الرياضية وغير الرياضية، مقارنة بأولئك الذين لا يشاركون فيها. وتشمل هذه السلوكيات التنمر والعنف الجنسي والاعتداء الجسدي، ويميل الرياضيون أيضًا إلى اتخاذ مواقف أكثر إيجابية تجاه العنف مقارنة بغير الرياضيين. ومن المحتمل أن يعود عدوانهم المتزايد أو ميلهم نحو العنف إلى الأعراف الاجتماعية الذكورية التي جرى تأسيسها في الفرق الرياضية».
الإفراط في شرب الكحوليات
تضيف: «إن الإفراط في شرب الخمر، الذي ثبت أنه يتنبأ بزيادة العدوان، يسهم في السلوك العنيف خارج الملعب. بالإضافة إلى ذلك، يتوسط استهلاك الكحول العلاقة بين الألعاب الرياضية والعنف. في نهاية المطاف، الفرق الرياضية هي مواقع اجتماعية تروج للمعايير الذكورية، والتي تسهم في ثقافة العنف والمخاطرة والمنافسة والعدوان».
الإحساس بالاستحقاق
تواصل: «من المحتمل أن يكون انتشار الاعتداء الجنسي في المجتمع الرياضي مرتبطًا بإحساس الاستحقاق لدى الرياضيين، خاصة في ما يتعلق بعلاقاتهم مع النساء وتوقعاتهم منها».
دور سلبي للنساء
تواصل نينا في ورقتها البحثية، فترصد دورًا سلبيًّا لبعض النساء، يسهم في تضخيم إحساس بعض الرياضيين بالاستحقاق، الأمر الذي ينعكس سلبًا على المشهد ويسهم في سقوط بعض اللاعبين في فخ العنف والاعتداء: «ويتعزز شعور الرياضيين بالاستحقاق من خلال حقيقة أن النساء غالبًا ما يصنفن الرجال على أنهم أكثر جاذبية عندما يعرفون أنهم يشاركون في الألعاب الرياضية، خاصة إذا كانوا عدوانيين. يمكن أن يسهم هذا التأييد الخارجي للعدوان والهيمنة في زيادة العنف خارج الميدان. في نهاية المطاف، تسهم البيئة التنافسية التي يجري تعزيزها في الفرق الرياضية في مواقف اللاعبين تجاه المرأة، والشعور بالاستحقاق، والميل إلى ارتكاب أعمال العدوان الجنسية وغيرها».
الوضع الاجتماعي والرياضات المركزية
يوجد فارق بين الرياضات المركزية والرياضات الهامشية. فالرياضات المركزية، مثل كرة القدم، هي تلك التي لها مكانة تاريخية طويلة الأمد في مؤسسة ما، وبالتالي تولد قدرًا كبيرًا من الإيرادات. وعلى العكس من ذلك، فإن الرياضات الهامشية، مثل التنس، أقل أهمية من الناحية التاريخية وغالبًا ما تدر أموالًا أقل، ما يجعل الرياضيين الذين يشاركون فيها أقل شعبية وقوة اجتماعيًّا، نظرًا إلى طول عمرها التاريخي، فإن الأعراف الاجتماعية الذكورية التي جرى تأسيسها في الرياضات المركزية هي أيضًا طويلة الأمد، ما يؤدي إلى المزيد من العدوان والعنف. ولذلك فإن الرياضيين الذين يمارسون الرياضات المركزية، مثل كرة القدم وكرة السلة يظهرون مستويات أعلى من الذكورة المفرطة والعدوان الجنسي ولديهم معتقدات أقوى حول عدم المساواة بين الجنسين مقارنة بالرياضيين الذين يمارسون الرياضات الهامشية، مثل السباحة والتنس».
وتدعم نينا رأيها هذا باعتراف من لاعبي رياضة الهوكي: «وهي رياضة مركزية أخرى، تعطي نتائج مماثلة. أفاد لاعبو الهوكي، الذين يعترفون بالانخراط في سلوك عنيف في حياتهم الشخصية، أن القيام بذلك يبدو استمرارًا منطقيًّا للعدوان الذي يجري تشجيعه في أثناء اللعبة».